Golden Alpha || الألفا الذهبي

By zozo2492

734K 41.2K 14.6K

أراح برأسه على الباب محدقا في فالفراغ ثم هدر بصوت متحجرش: " سحقا... أكان يجب أن تكون رفيقتي هي؟" #1. عناصر ... More

0. مـقــــدمـــة
البارت 1
البارت 2
البارت 3
البارت 4
البارت 5
البارت 6
البارت 7
البارت 8
البارت 9
البارت 10
البارت 11
البارت 12
البارت 13
البارت 14
البارت 15
البارت 16
البارت 17
البارت 18
البارت 19
البارت 20
البارت 21
البارت 22
البارت 23
البارت 24
البارت 25
البارت 26 الجزء 1
البارت 26 الجزء 2
البارت 27
البارت 28
البارت 29 الجزء 1
البارت 29 الجزء 3
البارت 29 الجزء 4
البارت 30
البارت 31
البارت 32
البارت 33
البارت 34 الجزء 1
البارت 34 الجزء 2
البارت 35
البارت 36
البارت 37
السلام عليكم ❤

البارت 29 الجزء 2

8.6K 594 236
By zozo2492

فضلك أنر هذه الحلقة بنجمة ⭐ منك كي تزداد تألقا 🌟 مع متابعة و تعليق لطيف على الفقرات❤

🌠.... ❤.... 🌠

❤🌟❤

بعد أن ولج كل من هلينا، جايكوب، نيد وجوني الى الغرفة السحرية من أجل الخضوع الى التدريب انفصل كل واحد منهم في مكان خاص ليتدرب مع مدربه بمفرده.... فمع كل انغلاق لباب الغرفة يتغير تلقائيا المكان الذي سيتدرب فيه الشخص.

جوني

عندما دخل لأول مرة الى الغرفة كانت معتمة وهادئة لا صوت فيها يسمع، لم يستطع رؤية اي شيء للوهلة الاولى لكن سرعان من انقلب ذلك الظلام الى ضوء شديد اجبره على حجب عينيه بيمناه.

بعد دقيقة ابعدها ليجد نفسه يقف في قلب غابة كل ما يحيطه به هو الأشجار، دار حول نفسه لبرهة ثم زفر بانزعاج ليسير مكرها متتبعا حدسه فقط آملا في العثور على المدرب الذي أخبرته عنه بيلارين.

بعد سير دام الربع ساعة وصل الى صخرة ضخمة تقف فوقها سيدة عجوز على ساق واحدة ويداها معقودتان خلفها... شعرها ابيض طويل ينسدل خلف ظهرها ترتدي زي ياباني قديم مناسب للقتال....

" لقد تأخرت كثيرا سيد جوني ".

" اه هذا لأنني متدرب جديد ولا..." صمت قليلا بعد استوعب عقله شيئا ما " مهلا هل أنتِ مدربي.. أه... أقصدت مدربتي؟! ".

"أجل ادعى ليوي... اهلا بك في القاعة السحرية للتدريب".

قهقه جوني ساخرا "لا شك بأنك تمازحينني".

نظرت اليه ليوي وقطبت حاجبيها بعد فهم "عفوا؟!!".

تراجع الى الخلف ثم رفع رأسه عاليا وراح ينادي باعلى صوته كمجنون يحدث نفسه " هاي أيتها الحارسة بيلارين قلتِ بأننا سنحصل على مدرب وليس مدربة.... أنا لن اتدرب على يد سيدة.... لن أتدرب على يد امرأة".

فجاة احس بجسده يندفع من الخلف ليسقط أرضا، تحسس مؤخرته بألم فقد تلقى ضربة قوية عليها رفع بصره اليها وجدها ما تزال تقف في مكانها فوق الصخرة بوجه متجهم ويديها مقعدوتين امامها هذه المرة "اول درس لك لا تستهن بقوة خصمك ابدا... وخاصة ان كانت امرأة ".

" يا الهي هذا مؤلم كيف فعلت ذلك لم ارها تتحرك من مكانها؟ " تحدث بينه وبين نفسه.

" انها قوية وذكية فلا تستهن بها كما قالت... تخلى عن غرورك واصغي اليها لعلك تستفيد منها " عاتبه ذئبه عبر تخاطرهما.... تذمر جوني بعدم رضى ليتمثل لطلب ذئبه فلا خيار امامه غير القبول.

نهض من الارض ونفض ثيابه من التربة التي علقت بثيابه ثم قال معتذرا على مضض " أنا آسف تصرفي كان غير لائق... اعتذر ".

" هذا جيد " بشّ وجهها لتعيد يديها الى الخلف من جديد ثم اردفت " تحول الى هيئة ذئبك دعه يركض ويستنشق بعض الهواء في الغابة... سيكون عليك فعل هذا يوميا في هذا الوقت من حق ذئبك عليك ان يمرن اطرافه الاربع فهذا سيفيدك انت الآخر فانتما متصلان ".

" حسنا " أومأ موافقا على مضض ليضع حقيبه الظهر الصغيرة الخاصة به و همّ بالتحول " مهلا " اوقفته لتقفز امامه، اخرجت طوق معدني ثبته على مرفقه الأيمن ثم قالت " هذا الطوق سيعيد اليك ثيابك فور عودتك الى هيئتك البشرية.... لا اريد ان اراك عاريا".

نظر اليها مطولا دون يقول شيء " انها لا تملك رائحة ! " تحدث ذئبه عبر تخاطرهما مجددا لقد فكرا بنفس الامر.

"هذا صحيح لم انتبه لذلك حتى هذه اللحظة" رد جوني بحيرة وراح يتساءل عمن تكون هذه السيدة.

انتبهت له يتفحصها باستغراب ليشيح بوجهه بعيدا عنها ويومئ بالايجاب " اعده الي بعد ان ينتهي تدريبك هنا ".

" حسنا سيدتي " ثم تحول وراح يركض باقصى سرعته متغلغلا بين اشجار الغابة.

يوم وراء يوم كانت ليوي تزيد من حدة تدريباتها لها وتقسو عليه، ركزت على تدريبه جسديا وعقليا، هي تعي جيدا ان القوة وحدها لا تكفي بدون عقل يفكر بذكاء... في الليل يفترش الارض ويقتات على الفواكه الموجودة بالغابة وحتى الحيوانات فالمدربة ليوي أخبرته بأن كل شيء بالغابة حقيقي ويمكنه الاستفادة منه.

تفطن جوني خلال تدريباته لأمر ما وهو عندما تغضب ليوي تعقد مرفقيها امامها وعندما يكون مزاجها معتدل تضعهما خلف ظهرها باسمة المحيا لذلك كان يتصرف بحذر معها طوال فترة تدريبه لانها كانت تعاقبه بشدة وبحزم.... ومؤخرته من كانت تتحمل العواقب.

" سحقا انها صخرة كبيرة جدا كيف تريدين مني حملها... سينكسر ظهري لا محالا لن أفعلها " وقف امام صخرة اكبر من حجميه بثلاثة أضعاف.

" لا تقلق ان حدث ذلك ساعالجك ".

" لا قلت لن افعل " رفض بجدية ليكتسي ملامح لوي الغضب لاحظها وهي تحرك مرفقيها ليركض باقصى سرعته ويعيدهما مكانهما مرددا " حسنا سافعل... سافعل... فقط لا تغضبي ".

ابتسمت العجوز ليوي لتربت على كتفه "جيد احب المتدربين المطيعين".

تنهد جوني بقلة حيلة وسار نحو الصخرة واخد يتلو الصلاوات على روحه فان لم يمت بسبب هذه الصخرة ستقتله هي حتما، هي لا تتهاون في معاقبته عند كل فشل له.

ثبت يداه حول الصخرة معانقا اياها ثم استخدم كل قوته في رفعها...

ولم يستغرق منه سوى ثانية لرفعها عن الارض...

فقط ثانية !!.

تعجب جوني كثيرا لم يتوقع ان يجدها خفيفة الوزن الى هذه الدرجة، حملها عاليا ثم رماها وحدق بيديه مقلبا اياهما وعضلاته التي ازداد حجمها عن ذي قبل " لا أصدق ان تعذيب هذه العجوز لي قد اتى بالفائدة، لم ألحظ حتى ان عضلاتي قد كبرت الى هذا الحد... هذا رائع ".

لكمته على راسه " من العجوز يا ولد؟ ".

مسح مؤخرة راسه وضحك ببلاهة " آسف! ".

" هذا درس لك لليوم لا تستهن بقدرتك ولا تستعجل الحكم على أي شيء قبل أن تجربه ".

" أمرك سيدتي " بعد الذي حدث معه اليوم ازداد احترامه لها كثيرا فاليوم ادرك بان كل تدريباتها له لم تكن مضيعة للوقت كما كان يعتقد لم يمض على وجوده هنا سوى ثلاثة اشهر وقد حصل على قوة مضاعفة.

اصبح يتحرق شوقا للمزيد من التدريب.

جايكوب.

عندما دخل جايكوب الغرفة حدث معه تماما مثل ما حدث مع جوني ليجد نفسه وسط غابة نسخة عن الغابة التي يتدرب فيها ونفس الشيء ينطبق مع نيد باستثناء هيلينا.... فأفضل مكان لتدريب أي مستذئب هي الغابة مكان يشعره بالراحة وكأنه في وطنه....هو وذئبه.

وقف للحظة يعاين المكان بحذر شديد لم يتحرك من مكانه، هو لا يعلم الى أين عليه الذهاب على اية حال... " جايكوب تعال الي " صوت أنثوي رقيق وناعم وصل الى مسمعه ينادي عليه ليحرك دفة رأسه يمينا ويسارا بحثا عن مصدر الصوت.

سار لا اراديا متجها نحو صاحب ذلك الصوت الذي يدعوه وكأن جسده يتحرك رغما عنه !!.

لم يمض كثيرا من الوقت حتى وصل الى بحيرة صغيرة تربعت بجانبها حسناء اجتمع حولها العديد من الحيوانات اللطيفة وتراقصت حولها الفراشات مختلفة الالوان.

للحظة أحس جايكوب بحرقة خلف رقبته مكان العلامة تزامنا مع بريق اخضر سطع في حدقتيه ليتلاشى ذلك الألم والبريق معا خلال ثوان معدودة.

" تقدم جايكوب لا تخف لقد كنت في انتظارك " مسحت على فرو الارنب الابيض بحنان ويبدو ان ذلك الارنب مسمتع بلمساتها.

لا يدرِ لمَ يشعر بأنه قد رآها من قبل في مكان ما وبأن وجهها مالوف جدا بالنسبة له..... حسناء بيضاء البشرة تملك شعر أخضر طويل زين بطوق صنع يدويا من الازهار البيضاء والصفراء والاوراق الجميلة، نصفها العلوي لا يغطيه سوى قطعة قماش خضراء كلون أوراق الشجر لفت حول مفاتنها، مع تنورة طويلة بذات اللون نحتت قوامها الممشوق.

"من أنتِ؟" سألها بجمود.

" أدعى أثيرا وأنا مدربتك ".

" وكيف عرفتِ اسمي؟ "

" الحارسة بيلارين تطلع كل مدرب على اسم تلميذه وبعض المعلومات عنه ".

احنى جايكوب رأسه وكأنه يفكر بما قالته ليتمتم "هكذا اذن".

وضعت أثيرا الارنب جانبا ثم نهضت لتبتعد الحيوانات عنها، سارت بهدوء نحو جايكوب وهي تتفحصه بخضراويتيها بطريقة غريبة، دارت حوله بنصف لفة ثم رست خلفه تماما رفعت شعره الذي يصل طوله الى كتفيه بقليل لتتمعن تلك العلامة التي ترمز الى عنصر الأرض... بعدها عادت لتقف امامه.

" أريد أن أرى الى أي مدى وصلت في استخدام قواك؟ ".

" ماذا تقصدين؟ " سألها بعدم فهم.

ابتعدت عنه قليلا ثم وجهت كفها نحو الأرض وحركت اناملها بشكل عشوائي لتنبثق من الأرض نبتة صغيرة ثم راحت تكبر شيئا فشيئا الى أن اصبحت مجموعة فروع كبيرة الحجم ملتفة تشق طريقها نحو السماء ليتوقف نومها مع تفتح زهرة ضخمة وردية ذات عبير أخاذ انتشر في الهواء.

افتر فاه جايكوب دهشة من حجم تلك الزهرة الضخمة لتخرجه أثيرا من شروده بها قائلة " هل يمكنك صنع واحدة؟ ".

اومأ جايكوب لينفذ ما طلبته استطاع صنع زهرة مشابهة لزهرة اثيرا ولكن بالحجم الطبيعي للازهار العادية.

" هلا صنعت واحدة بنفس حجم زهرتي جايكوب؟".

عاد جايكوب ليصنع زهرة اخرى الا انه فشل في تكبير حجمها وانتهى به المطاف بصنع زهرة مطابقة لزهرته الصغيرة " حسنا يبدو انني غير قادر على تجاوز هذا الحجم ".

همهمت أثيرا تمعن النظر فزهرتي جايكوب تفرك ذقنها وكأنها تفكر في شيء ما لتتابع قائلة " أنت لا تستخدم كل طاقتك ".

" علمني مصاص دماء بعض الحيل ولكن لم يكن لدي الوقت لتعلم المزيد واكتشاف قدراتي، كل ما يكمنني فعله هو التحكم بالنباتات وفهم لغة الحيوانات".

" اوه هكذا اذا... لابأس لدينا الكثير من الوقت لأعلمك كيف تستخدم قوة عنصر الارض خاصتك" ثم بسطت كفها امامه ليظهر طوق معدني من العدم وتابعت بابتسامة مشرقة " لكن أولا خذ هذا وتحول الى ذئبك دعه يستنشق بعض الهواء قبل أن نبدا التدريب ".

" وما هذا؟ ".

" طوق سحري ضعه في مرفقك سيعيد لك ثيابك ما ان تتحول الى هيئتك البشرية دون الحاجة الى ارتداء ثياب أخرى... اعده الي حينما ينتهي تدريبك هنا ".

" حسنا شكرا لك".

في اليوم الموالي كانت أثيرا تتمشى مع جايكوب وسط الغابة يتناولان أطراف الحديث لتتوقف أثيرا امام شجرة ضخمة نوعا ما رفعت راسها عاليا تناظرها بصمت لتفول بعدها "رغم انك مندفع أحيانا ومنفعل الا انك تتمتع بقلب طيب وعطوف يحب الطبيعة هذا سبب اختيارها لك جايكوب...".

" الطبيعة من اختارتني؟!!" اندهش.

" من بين الفا العناصر الاربعة... الفا الارض الوحيد الذي لا يختاره روح الارض بنفسه بل الطبيعة الام من تقرر " سارت بهدوء الشجيرة صغيرة وراحت تداعب اوراقها ثم اردفت " عنصر الارض يختلف عن العناصر الاخرى كثيرا، فهو يتعلق بالكائنات الحية... عليك أن تكسب حبها وثقتها لتنال احترامها ودعمها فتقاتل الى جانبك وتسخر نفسها في خدمتك... هل فهمتني يا جايكوب؟ ".

" أجل سيدتي ".

" والآن دعنا نبدا في درسنا الاول وهو التحكم في طاقتك الداخلية... ستعيد صنع زهرة بنفس حجم زهرتي هناك " اشارت باصبعها الى زهرتها التي تطل عليهما من بعيد لتتابع " أغمض عينيك ودع طاقتك تتدفق الى يديك تخيل أنك تصنع أكبر زهرة ممكنة".

طبق جايكوب حذافير كل ما طلبته صوب كفيه نحو الارض مغمض العينين يحاول جاهدا تركيز كل طاقته في يديه وبعد عدة دقائق خرجت نبتة من الارض لتكبر رويدا رويدا لتصبح زهرة في الحجم الطبيعي فقط... أي أنه لم يفلح في جعلها بحجم زهرة أثيرا... حاول مرة اخرى ولكن في كل مرة كان يفشل.

" ركز جايكوب الامر ليس بهذه الصعوبة ".

" عذرا سيدتي، ولكن الكلام أسهل من الفعل وانا كما ترين أبذل كل ما باستطاعتي " بدأ صبر جايكوب ينفذ فقد مرت ساعتين حتى الآن ولم يبدِ أية تقدم.

عاد جايكوب يصوب تركيزه من جديد وهذه المرة استطاع صنع زهرة بحجم اكبر من المعتاد ليتهلل وجهه فرحا..

أخيرا استطاع اخراج ولو جزء بسيط من طاقته "أحسنت جايكوب أرأيت، هذا دليل على أنه باستطاعتك فعلها... هيا جرب مرة أخرى " هتفت اثيرا فرحا وشجعته على تقديم المزيد.

جرب جايكوب مجددا وكل ما كان يفكر فيه هو اخراج المزيد من طاقته لعله يفلح هذه المرة لكن مالم يتوقعه هو خروج عدة فروع متحركة من الارض لُف أحدها حول ساقه ليرفعه عاليا "سحقا" صاحا بضيق ليلتف فرع اخر حول جسده بالكامل كالأفعى ثم قُلب راسا على عقب ليصبح جايكوب متدليا...

لقد فقد السيطرة وبدلا من ان يصنع زهرة صنع فروعا متحركة تشبه الى حد ما تلك التي واجهها في امتحانه عندما حصل على قوة عنصر الأرض لكن أصغر حجما.

هزت اثيرا راسها يمينا ويسارا بيأس منه لتأمر الفروع بانزاله ثم قامت بجعلها تتلاشى وقالت "ساغادر الآن وساعود عندما تنجح في تنفيذ ما طلبته منك" ثم تلاشت تدريجيا ولم يبق من اثرها سوى بريق اختفى هو الآخر في الهواء.

زفر جايكوب منزعجا ليجلس على الارض منهك الجسد، لا يدرِ ما عليه فعله فهو عاجز تماما عن التحكم في قوته.

توالت الأيام وجايكوب ما يزال يحاول جاهدا ولم يكن سوى الفشل حليفا له وعندما ينفذ صبره يتحول الى هيئة ذئبه ليركض في الغابة كي ينفس عن غضبه .

كانت أثيرا في مكان ما تنهي علاج ساق ثعلب مجروحة لتصرخ فجأة بفزع " ماذا؟!! هل أنتِ جادة.... حسنا ساذهب اليه " وضعت الثعلب الصغير ليهرول وقد شفيت ساقه تماما ثم اختفت بلمح البصر لتظهر امام جايكوب مغمغمة "تبا".

لقد كان جايكوب في وضع لا يحسد عليه، اذ انه وعن غير قصد صنع زهرة ضخمة آكلة للحوم وعلى وشك التهامه لانه لم يتمكن من السيطرة عليها.

امسك بقوة فكها ذو الاسنان الحادة ليمنعها من ابتلاعه بينما كانت اوراقها تطوق جدعه وتدفعه بعنف نحو فمها.

" أه سيدتي... تسرني رؤيتك من جديد فقد مضى شهر... هلا ساعدتني " قال بنبرة ساخرا فهو منزعج من كونها قد تركته بمفرده لمدة شهر.

طرقت اثيرا جبينها بقلة حيلة لتستخدم قواها في تحويل تلك الزهرة المفترسة الى زهرة طبيعية "هذه الزهرة المتوحشة هي دليل على أنك كنت تفكر بسلبية أثناء قيامك بصنعها".

صمت جايكوب ولم يقل شيئا لانها محقة لقد كان غاضبا حد اللعنة لانه انقضى شهر كامل دون ان يفلح في صنع شبيهة زهرتها.

" تبا.... لقد ضقت درعا من كل هذا... أنا لن أنجح في تحقيق ما طلبته مني الأمر... صعب ان استعملت كل طاقتي أصنع وحشا وان حاولت استخدام جزء منها افشل بصنع زهرة صغيرة... هذا صعب صعب " زمجر فاقدا لاعصابه متناسيا أن التي امامه هي مدربته ووجب عليه احترامها.

سار بهدوء نحو احدى الاشجار يجر أذيال الخيبة ليجلس على العشب مستندا على جدعها بعزيمة محبطة استشعرتها أثيرا.... أشفقت عليه لتتنهد وتخطو نحوه، جلست بجواره تربت على كتفه بحنو وتبسمت قائلة " ألم تدرك حتى الآن أين يكمن سر تحكمك في قواك؟".

رفع سوداويتيه اليها يرمقها بعدم فهم " ماذا تعنين؟".

" الحالة النفسية تلعب دورا مهما في التاثير على قواك، يجب أن تصفي ذهنك قبل كل شيء... بتعبير آخر أطرد الافكار السلبية، واترك السعيدة منها فقط... سيساعدك هذا على الاسترخاء والتركيز في نفس الوقت.... كونك واثق بعدم مقدرتك جعلك لا تحقق اي شيء سوى الفشل.... انتزع هذه الفكرة من عقلك وسترى " ثم نهضت مبتعدة ليبدا جسدها بالتلاشي تدريجيا في الهواء وقبل ان تختفي بشكل كامل هتفت بابتسامة مشرقة "تذكر... فقط الافكار السعيدة ".

ظل حديثها يتردد في عقله طوال الوقت وقرر عدم الخوض في التجربة حتى يوم اخر فقد استهلك كل طاقته وخارت قواه، هو في حاجة ماسة الى الراحة.

في الصباح الباكر كان دارك ذئب جايكوب يركض في الغابة لمدة نصف ساعة ثم توقف أمام شلال ليشرب القليل الماء يروي عطشه.... بعد لحظات لفت انتباهه غزالة برفقة صغيرها يتناولان أوراق الشجيرات بنهم، حينها تذكر زوجته سيلين الحامل وراح يتخيل طفلهما عندما يأتي منيرا حياتهما ويكبر بين احضانهما أحس بسعادة كبيرة تغمره.

فكرة أنه سيصبح أبا عن قريب تدفء قلبه.. ولكن سرعان ما تذكر المصائب التي ستحل على كوكب الأرض، هو لا يريد أن يولد ابنه في عالم غير آمن.

عاد جايكوب الى هيئته البشرية وهذه المرة وكله ارادة وعزيمة، استنشق الهواء ثم زفر بهدوء... اغلق عينيه وراح يتذكر زوجته سيلين واول لقاء بينما عندما كانا صغيرين وعندما كبرا معا واكتشفا بكونهما رفقين وكم كانا قي قمة سعادتهما حينها.

ترك الذكريات السعيدة فقط تتدفق في عقله ومخيلته لقرابة خمس دقائق حتى أنه كان يبتسم بين الحين والآخر.... ثم فتح عينيه عندما أحس بأنه الوقت المناسب للتفيذ.

فرد كفيه على الأرض وصاح بكل قوته تزامنا مع خروج عدة فروع من التربة نحو السماء الى ان كادت تلامس السحب ثم تفتحت زهرة ضخمة حمراء ذات رائحة طيبة.

للحظات ظل جايكوب مشدوها غير مصدق بانه قد نجح ليكسر سكونه يقفز مسرورا مرددا " لقد فعلتها..... لقد نجحت... هذا رائع ".

صفقت أثيرا التي ظهرت من العدم قبالته قائلة "أحسنت صنعا جايكوب.... أرى انك قد صنعت زهرة حمراء بدل الوردية كخاصتي".

حك جايكوب مؤخرة رأسه بخجل توردت خداه ونمت ابتسامة لطيفة على شفتيه "هذا لأن زوجتي تحب الازهار الحمراء كثيرا.... انها المفظلة لديها".

" ممتاز جايكوب أهنئك على اجتيازك لاول درس.... مازال امامك الكثير لتتعلمه ".

" وأنا مستعد "تمتم بثقة وعيناه تشعان حماسة.

نيد.

تمردت خصلات شعره الفحمي لتنسدل على عيناه وتحجب عنه الرؤية بفعل الرياح العاتية التي هبت بقوة وسط الغابة ما ان اصبح داخلها... ولكن خلال لحظات هدأت وعاد السكون يحتل قلب الغابة من جديد.

تساءل نيد في قرارة نفسه عن مكان تواجده الآن ومن اين يبدا بالبحث عن مدربه كما أخبرته بيلارين ولكن سرعان ما وصلته الاجابة اذ حطت امامه حسناء كانت تحملها دوامة هوائية تلفها من الاسفل حول ساقيها.... ذات شعر حريري مصفف على شكل كعكة في الخلف يزين راسها تاج صغير على هيئة اجنحة مرصعة بالجواهر، بيضاء ترتدي بنطال ضيق من الجلد الاسود وقميص ابيض ملفوف بحزامين من الجلد بداية من خصرها صعودا الى ذراعيها ليقعدان عند الساعد وكانها جندية من العصر القديم تضع قناعا معدنيا يخفي ملامح وجهها.

" لا يمكنني ان اصف لك مدى سعادتي بلقاء أحد أحفاد يوجا الطيبين... اهلا بك نيد ".

" لا شك أنك مدربتي... هل كنتِ تعرفين جدي الأكبر؟ ".

" ومن لا يعرف يوجا الفا عنصر الهواء الاسطوري الشهير في هذا العالم لقد كان مثالا عن قوة الخير والعدالة على عكس احفاده الطغاة" أتى صوتها جهوري مزلزلا يظهر مدى صلابتها كمقاتلة فذة.

احنى نيد رأسه خجلا عندما تذكر أبناء عمه وما يحدث في القطيع من ظلم واستبداد لتضيف بحزم "ارفع راسك لا يوجد شيء يدعوك لتحنيه خجلا على امر لا ذنب لك فيه... ان كان هناك من يجب ان يخجل من افعاله فهم لا أنت وهنا يأتي دورك نيد عليك أن تجعلهم يدفعون ثمن كل روح بريئة زهقت على أيدهم ".

رفع راسه يناظرها وقد سكن بين قسمات وجهه العزم والاصرار خاصة بعد أن منحه كريستوفر دفعة أمل وعزز الثقة في داخله بعد آخر حديث دار بينهما "وهذا ما أخطط لفعله سيدتي بمساعدتك ".

" ادعى ثيا.... نادني بثيا ".

" لمَ أشعر وكانني قد سمعت بهذا الاسم من قبل في مكان ما؟ " تحدث ويند ذئبه عبر تخاطرهما محتارا.

" مبدئيا ستتحول الى ذئبك دعه يركض في أرجاء الغابة سيفيده ذلك وخذ هذا الطوق المعدني ثبته على ساعدك أعلم أن ثيابك ستتمزق بعد تحولك وهذا الطوق السحري سعيدها اليك كما كانت من قبل .... لا تنسى اعادته الي بعد الانتهاء من التدريب ".

"حسنا ولكن .... هل ستدربينني جسديا أم على كيفية التحكم بقوة عنصر الهواء فقط ".

" كلاهما وأظن أن هذا سيأخذ وقتا طويلا فأنت لم تخضع لاي تدريب جسدي " أفصحت بصراحة تامة أقلقت نيد فهو يخشى أن يبقى في غرفة التدريب لاكثر من سبعة أشهر.

لاحظت ثيا شروده وعلمت بما يفكر لتستأنف قائلة "سأحاول أن أمنحك أحسن تدريب ممكن خلال سبعة أشهر ولا داعي للقلق لن أدعك تفوت التحدي الذي يتنظرك " .

أومأ نيد موافقا بعد ان اطمئن لكونه لن يفوت القتال بينه وبين توك وانطلق يركض بهيئة ذئبه ويند، تجربة جديدة يخوضها لأول المرة .... يركض بين الحشائش يسابق الريح على أطرافه الاربعة لقد أحب ذلك جدا ....

لا شيء يضاهي الشعور بالحرية بين أحضان الطبيعة !!.

خلال فترة تدريب نيد حاولت ثيا تنظيم وقته بين التدرب الجسدي ومعرفة كل ما يخص قواه بالاضافة الى تخصيص ساعتين في النهار لويند.

كانت البداية صعبة جدا على نيد فتدريبات ثيا لم تكن هينة البتة، حتى أنها كانت توقفه لساعات أسفل الشلال عاري الصدر وتجبره على استخدام قوة الهواء لرفع قطرات الماء عاليا بعيدا عنه.... ولم ينجح في ذلك ليضحى جسده ضحية للماء البارد كبير السرعة !!.

لم ترحمه حتى في رفع الاثقال لساعة كاملة والركض حول الغابة لمدة ثلاثة ساعات ان توقف تخدشه باوراق الشجر كعقوبه له مستخدمة الهواء لتصبح كالسكاكين الحادة، مهارة وعدته بأن تعلمه اياها في الوقت المناسب.

ولحاجته الماسة في الارتقاء بنفسه لاعلى المستويات، والحصول على القوة التي تمثله كألفا لم يكن يتذمر بل كان مطيعا لكل ما تامره به مهما كانت شدة صعوبته عليه... ولسوء حظه لا شيء مما كان يفعله يرضيها تغضب بسرعة وتعاقبه بقسوة.

حظي نيد باسوء مدربة في مزاجها العكر ولكن الافضل في قدراتها !!.

وعندما ياتي الليل يقع صريعا خائر القوى مليئ بالخدوش يضمد جراحه وحيدا بما تمنحه له ثيا من اعشاب علاجية فرغم كل شيء هي تحمل قلبا طيبا.... بعدها ياكل قليلا مكرها بامر من معلمته، ثم ينام حتى مطلع الفجر في العراء تحت النجوم.

أربع اشهر انقضت عليه اكتسب خلالها بنية جسدية صلبة، أي شخص يمكن ان يراه سيلاحظ الفرق الشاسع في العضلات التي برزت به بعد خضوعه للتدريب.

حتى انه بات بامكانه التحكم جيدا في الهواء بعد أن تفجرت طاقته الداخليه، اذ انه تمكن من صنع قوقعه هوائية تحميه من مياه الشلال كدرع له وهذا ما ارادته ثيا بالضبط.

لم يعد تحكمه بالهواء غريزيا بل اصبح اراديا !!.

ورغم ما وصل اليه الا أن ثيا ترى بأنه لا يزال في حاجة الى التدرب وتعلم الكثير من الامور حول قوة عنصر الهواء.

هيلينا

حسنا كما تعلمون أينما تواجدت هيلينا تحل المصائب عليها سواء بقصد او عن غير قصد منها.

في بادئ الأمر كان كل شيء معتم ولا يسمح لها برؤية اي شيء تشبثت بحقيبتها الضخمة وانتظرت لبضع ثوان حتى أضيء كل شيء من حولها فجأة...

ولكن....

ما ان اضيئ المكان من حولها حتى هوى جسدها مع الحقيبة وانفصلت عنها.... كانها تسقط من السماء لتصرخ بهلع تستنجد بليلي "ليلي افعلي شيئا سنموت ".

وضعت ليلي كفيها على وجهها تهز راسها يمينا ويسارا خوفها مجيبة "لا أعلم ما علي فعله أنا خائفة"...

" تبا.... ".

" ليت كريستوفر كان معنا " قالت ليلي بحزن حينها تذكرت هيلينا المرات التي أنقذ فيها كريستوفر فيها حياتها.... لطالما كان يأتي لنجدتها عندما تحتاج اليه.

ظلت هيلينا تصرخ وتصرخ بينما جسدها يهوي الى المجهول، في تلك اللحظة أحس كريستوفر بالم في قلبه ليسرع امام باب غرفة التدريب حاول فتحها لكنه لم يستطع....

قلبه يخبره بأن هيلينا في خطر لكنه عاجز عن التدخل و انتابه الغضب العارم ود لو أنه يحطم ذلك الباب "ماذا تفعل؟" أتت بيلارين مسرعة بعد ان اخبرتها أحدى الحورانيات بما يحدث.

نظر اليها بوجه ممتقع غاضب وقال بين اسنانه في ضيق "قلتِ لي بأنها ستكون بخير".

" أجل لن يحدث لهيلينا أي مكروه هنا صدقني ".

مسك بقوة على قلبه لتسرع اليه شقيقته جاكلين برفقة ليام " ما الامر كريستوفر؟ ".

" ان لم تفتحِ الباب حالا اقسم انني ساكسره " هددها وقد برزت انيابه واظلمت عيناه الآن لا يريد أي شيء سوى هيلينا.

" اهدأ أخي أرجوك....لا شك بأنه جزء من تدريبها فقط ".

تسارعت دقات قلب هلينا عندما رأت الأرض امامها وهي على وشك ان تسحق خلال دقيقة ليزداد صراخها واغمضت عينيها تنتظر حتفها "كريستوفر ساعدني" نطقت بها دون وعي منها لتوقف جسدها على بعد بضع انشات عن الارض.... حدقت بالتربة غير قادرة على استيعاب ما يحدث لها فجسدها معلق في فالفضاء رغما عنها.

لكن سرعان ما ارتطم وجهها بالارض لينغرس بالتربة على غفلة منها من الواضخ ان توقف جسدها عن السقوط على مسافة جد قريبة من سطح الارض كان لتخفيف اثر الوقعة فقط.

اختفى الم قلب كريستوفر خلال ثوان ليعود الى طبيعته ويهدأ دون ان يقول اي شيء لقد ندم كثيرا لانه ترك هيلينا بذهب بمفردها بعيدا عنه.

"أخي" نادته جاكلين بقلق.

"فقط دعوني وشاني الآن... أريد البقاء بمفردي" كان متضايقا وعكف على مجاورة الباب لعلى هيلينا تحتاجه....

أما الآخرين فتفهموا وضعه وامتثلوا لطلبه من غير اعتراض.

ليس من السهل أن تنفصل عن رفيقك مكرها وتقف عاجزا عن مساعدته دون ان تعلم بما يمر به !!.

كان المكان أشبه بمنطقة جبلية شمسها ساطعة ولكن دافئة جو معتدل ومناسب.... واكثر ما يثير الانتباه هو تلك الاعمدة الرخامية البيضاء الضخمة المتوزعة في كل مكان من تلك المنطقة.

وجه هيلينا غطته التربه بالكامل حتى ان بعضه دخل الى فمها وانفها لتسعل وتبزق متفززة، نهضت بسرعة لتمسح وتلعن حظها.

وما زدا الوضع سوءا هو ان حقيبتها قد اختفت !!.

" أين حقيبتي؟... ترى أين وقعت؟.... يا الهي آمل ان يكون الطعام بخير ".

" حقا؟!!. ألا يمكنك أن تفكري بأي شيء آخر غير الطعام؟ " وبختها ليلي بقوة فالوقت غير مناسب للتفكير في معدتها الآن.

" حسنا معك حق بالنظر الى هذا المكان الغريب علينا أن نبحث عن المدرب الذي أخبرتها عنه بيلارين..... سأؤجل البحث عن الحقــ..." وقبل أن تكمل كلامها اتها صوت احدهم اشبه بما يكون لشخص يستمتع بامر ما وتلذذ وكأنه.... يأكل؟!!.

لتركض هيلينا مسرعة الى مصدر الصوت وتفاجئ بحقيبتها خاوية و الاكل مبعثر تم التهام معظمه من طرف عجوز يرتدي ثيابا ملكية بيضاء من العصر الفكتوري شعره ذهبي طويل تخللته بضع خصلات بيضاء، ينسدل خلف ظهره وعيناه توهجان بنفس اللون تماما كما يحدث مع هيلينا.

"لا أصدق لقد اكل كل الطعام..... عشت ورأيت من هو اكثر شراهة منك يا فتاة" .

" اخرسي، بدل أن تواسيني تسخرين مني.... يا الهي طعامي العزيز " انتحبت بحزن تصطنع البكاء وهي تراقب بدموع وهمية متحسرة طعامها يؤكل من طرف ذلك العجوز، وما ان راته يحمل العلبة التي تحوي شطيرتها المفضلة حتى انقضت عليه " هاااي مهلا... مهلا أعد لي شطيرتي " وقبل أن تصل اليه كان قد قفز عاليا برشاقة مبتعدا عنها واكمل التهام الشطيرة المتبقية لتردف بغل " سحقا لك أيها العجوز الخرف ".

" يالك من فتاة وقحة تحتاج الى التاديب... ما المانع في مشاركتي لطعامك؟ " صاح في وجهها بازدراء لتزداد حنقا "من الوقاحة العبث باغراض الآخرين دون استئذان.... ثم هناك امر يجب ان تعرفه عني أنا لا اشارك طعامي مطلقا مع الآخرين... مطلقا" صرخت في اخر كلمة نبست بها لتؤكد عدم رضاها بما فعله.

رمش عدة مرات يحدق بها ثم انفجر ضحكا " تبا أنتِ تشبهينني كثيرا ".

قلب ذئبه جوردي عينيه بملل قائلا عبر تخاطرهما "انها تحمل دماؤك نفسها فهذا متوقع... أن ترث نفس الطباع ".

" كم أتمنى تهشيم أسنانه ذلك العجوز الخرف " كورت قبضتها والشرر يتطاير من عينيها، لكن سرعان خمدت نيران غضبها عندما رفعت خصلات شعرها امام عينيها لتكتشف بأن لون شعرها قد تغير الى اللون الذهبي اللماع وقد طال قليلا عن ذي قبل لتمسكه متفحصة اياه " متى تغير لون شعري أنا لم ألحظ ذلك؟ ".

" هذا لأن عقلك لا يفكر سوى بالاكل " سخرت ليلي.

" هذا غريب حقا !! " غضنت حاجبية مستغربة.

" ألم تلاحظي شيئا أكثر غرابة حتى الآن؟ " قالت ليلي.

نظرت هيلينا الى العجوز مجددا لتهتز حدقيتها بدهشة " رمز الشمس يتوسط جبينه !!... مطابق لرمزك ليلي !! ".

" ليس هذا وحسب لون شعره وعيناه المتوهجتان.. أنه.... "...." مثلنا " هتفا بها معا في آن واحد.

" أجل هذا صحيح.... لأنني ببساطة جدك الاكبر الملك فيكتور اونار... أول مستذئب مكتسب ".

" تعني الملك نفسه الذي تسبب في سجن المئات من مصاصي الدماء ظلما؟ " نظرت اليه بعدم تصديق لتشهق واضعة بيدها على خديها " هل أنا في الجنة؟! هل متنا جراء تلك السقطة؟!..... يالهي !!".

" اهدئي أنتِ لست ميتة.... ونحن لسنا في الجنة " وضح مهدئا اياها.

" معك حق شخص مثلك لا يستحق الذهاب الى النعيم " عقدت مرفقيها ترمقه باستحقار فبسببه هي تعاني الآن.

تنهد لثقل الحمل الذي يقع على عاتقه هو نادم أشد الندم على ما فعله ولا يمكنه لومها " لقد كنت ضحية خداع.... ما كنت لأسجن أحد ظلما هيلينا.... وأنا هنا للتكفير عن خطئي على أية حال... أشكر الآلهة لمنحي هذه الفرصة ".

" ماذا تقصد؟ ".

" لأنني أول مستذئب مكتسب أنا الوحيد من يعرف باسرار قوتك كمستذئبة، سأعمل على تعليمك كل ما اعرفه ".

عضت شفتيها بقهر والدموع تتلألأ في ذهبيتيها لتهمس بحزن " وما الفائدة ان كان مصيري الموت في النهاية ".

اقترب منها فيكتور ومسح على شعرها بلطف مبتسما دنى منها مقبلا جبينها ثم همس في اذنها بكلمات جعلت عينيها تتسعان من الصدمة لتقول باستفهام "من؟".

" آسف ولكن لا يمكنني اخبارك، تذكري.....

الحياة أخذ وعطاء... لا يمكننا أن نحضى بكل ما نريده دوما ".

" وكيف يمكنني تصديقك؟.... أنت تكذب علي... أجل أنت تكذب.... لن أصدقك " انسكبت انهار دموعها واتخذت من خذيها طريقا لها.

" امسحي دموعك يابنتي البكاء لن يفيدك في اي شيء هنا " ثم ضرب بخفة على رمز الشمس الذي يتوسط جبينها مكملا " انا احتاج الى ليليان فهي تمثل مركز الطاقة ".

رغما عن كل من ليلي وهلينا تبادلا الادوار واصبحت ليلي تتحكم بجسد هيلينا .

" تبا كيف فعلت ذلك؟ " انزعجت ليلي تتاوه بالم من جبينها.

" مرحبا ليليان؟ " تغيرت نبرة صوت فيكتور لأن جوردي اخذ السيطرة على جسده.

صمتت ليليان تحدق به ببلاهة ثم سرعان ما تعرفت عليه لتهت متفاجئة ب "أخي جوردي؟!!!" ما لبثت حتى قفزت تعانقه بحرارة مشتاقة اليه.... هي لم تستشعر وجوده.

بعثر شعرها ممازحا" اشتقت اليكِ كثيرا أيتها الشقية... ظننت أنني لن أراكِ مجددا " يجدر الذكر ان جوردي اكبر من ليلي بسنتين.... الوحيدان اللذان ولدا بهيئة ذئب ذو فرو ذهبي لامع صافي من بين أفراد القطيع ولم يكن باستطاعتهما التحول الى الهيئة البشرية لقد كانا ذئبين نقيين يحملان دم الآلهة سيلين والملاك الذهبي سافير... لهذا اختارتهم سيرينا لاخفائهم.

ترقرق الدمع في عينيها قائلة" وأنا ايضا.... حزنت كثيرا عندما أعلمتني الآلهة سيرينا بخبر وفاتك.... ولكن كيف؟!... أعني الا يفترض انكما ميتين؟ ".

" هذا صحيح يمكننكِ اعتبارنا أرواح اتينا لمهمة معينة فقط.... ومهمتي تقتضي على تعليمك كيفية التحكم في طاقتك ومشاركتها مع هيلينا واما فيكتور فعليه تعليم هيلينا كيفية استخدامها عند الحاجة وبالتالي تصبحان واحدا... ".

" ارواح يمكنها ان تأكل.... مضحك " سخرت هيلينا عبر التخاطر.

" في هذا المكان يمكننا التصرف كالاحياء " رد فكتور لتفاجا بكونه قد سمعها رغم انهما ليسا المسيطرين على جسد كل واحد منهما.

" لهذا بدوت كالاحياء الاموات الذين كنت اشاهدهم عبر التلفاز....اللعنة لقد افترس كل طعامي.... هذا يفسر الكثير" تمتمت في قرارة نفسها " زومبي" سخرت بتهكم.

"زومبي؟!" سألها بعدم فهم لتجيب "انها كلمة تطلق على اصحاب الطبقات النبيلة الراقية في عصرنا الحالي..... مثلك يا جدي الملك العزيز".

" اوه جميل "..

حاولت ليلي كتم ضحكاتها لأنها تعرف جيدا معنى تلك الكلمة فهيلينا كانت تروي لها الكثير عنهم، حتى انها شاهدتهم عبر التلفاز في قصر جاكلين وقد ارعبها منظرهم جدا.

وقد حظيت بقدر لاباس به من الكوابيس بسببهم.

❤🌟❤

طبعا ماكنتش هنزل البارت دا لانو بنظري لسا ما اكتملش لكن حتى ما اتاخرش عليكم نزلتو

في اخر فترة الواتباد بدا يحذف حسابات الكتاب وخايفة جدا الحساب دا يتحدف عشان كدا لو اتحدف احتمال اكمل فالانستغرام تقريبا على فترات بنزل اقتباسات هناك ياريت تعملو متابعة

@fa_ro77a

Love you 😘

Continue Reading

You'll Also Like

4.1M 114K 41
روايتي الثانية مُكتملة ✍🏻 ~ كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🌟 ~
237K 1.6K 3
مالذي سيحل بليام الذي استيقظ ووجد نفسه شريراً في رواية كان قد قرأها من قبل؟ بداية كل شيء في وسط الظلام فتحت عيناه بصعوبة يبدو عليهما التعب والثقل..أ...
6.1M 355K 67
(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخيال✔ - المغامرة✔ - المركز الثاني في الرو...
241K 11.6K 102
تتحدث الروايه عن شخصية جين الذي ولد و أعتقد طوال عمره انه الفا مهمين بسبب والده الذي كان يريد أنجاب طفل الفا مهيمن و عاش جين طوال حياته كالفا مهيمن ح...