كيف أهرب من ذلك الرجل ؟

By HasaAra

305K 4.3K 2K

شرطي مرور عنيد مثابر متهور يفعل فقط ما يريده يقابل رجل عصابه كبير لا يعلم حقيقته أحد سواه فيحاول أن يكشفه و ع... More

تعريف بالشخصيات
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الجزء الخامس عشر

الجزء الرابع

15.8K 253 132
By HasaAra

قام شريف بتغطية حسام تماماً حتى ينام فشعر حسام بدفء يديه فأحس بالأمان و الراحه و أحس أيضاً بصدقه بداخله رغم أن الشك لا زال ينتابه ، نظر حسام في وجهه قليلاً حتى تقابلت عينيهما فرأى حسام في عينا شريف قلق و حزن عميقان فقام حسام بأغلاق عينيه و غفى سريعاً فهو كان متعباً للغايه بسبب ذلك القتال بينما ظل شريف ينظر نحوه كثيراً ، جلس شريف مجدداً على الكرسي بجانبه حتى يطمئن عليه و كان بكل خفه يلمس جبين حسام بين الحين و الأخر حتى يطمئن على حرارته ، نظر شريف بتعمق في وجه حسام النائم و الذي كان يبدو هادئاً و لطيفاً فلمس بظهر سبابته جبينه حتى وصل إلى شعره القصير جداً و ابتسم بسعاده فهو رغم ما حدث و كره حسام له و ظنه السوء به إلا أنه سعيد بوجوده بجانبه حتى أنه لا يصدق ذلك ، أبعد أصبعه و أمسك الغطاء بيديه و رفعه أكثر حتى يتأكد من أن حسام سيشعر بالدفء تماماً و لن يبرد .



—————————



أستيقظ حسام في صباح اليوم التالي على الضوء المنبعث بخفه من بين الستائر المغلقه ليقوم بفتح عينيه بتثاقل فشعر بألم في رأسه فحاول أن يرفع يده فشعر بألم في يده اليمنى فأنَ بصوتاً منخفض من الألم و تذكر ما حدث له فنظر حوله لتقع عينيه على شريف النائم على الكرسي بجانبه و يضع رأسه و كلتا يديه على السرير بجانب ساقي حسام فاتسعت عينا حسام قليلاً و هو ناظراً نحوه و شعر بالشفقه تجاه شريف الذي يتضح من الأمر أمامه أنه كان مستيقظاً بجانبه طوال الليل و شعر أيضا بأن شريف قد يكون صادقاً في عدم فعل أي شيء سيء له ، بدأت تتحرك بداخل حسام مشاعر امتنان تجاه شريف على ما فعله له .



حسام (يحدث نفسه) : لقد ظننت السوء بك ، أنا أسف و لكن يجب أن تعذرني فأنت رئيس عصابه لتهريب الممنوعات و لا أستطيع أن أثق بك ، لكن الأن لا أعلم لماذا أشعر بذلك و لكنني أشعر بأنني أستطيع أن أثق بك بل و أشعر (بابتسامه) أننا يمكننا أن نصبح أصدقاء ، (اختفت ابتسامته) و لكن كيف يمكن أن نصبح أصدقاء و شريف يفعل ما يفعله معي دائماً (لمسه شفاهه) و أيضا (بانزعاج) طريقة تحدثه معي تلك و كأنني فتاه يعشقها ، أكره ذلك بتاتاً حتى و أن قال ما يقول بأنه لا يراني فتاه و يراني رجل و يحبني هكذا ، و الأمر الثالث و الهام أيضا أنه مهرب و يعمل ضد القانون و أنا شرطي حتى و أن كنت شرطي مرور فأنا لا زالت شرطيا .



تنهد حسام بقوه و هو شاعراً بالضيق و الحيره و ينظر نحو شريف الذي بدأ يستيقظ و يبدو عليه التعب و الإرهاق ، نصب شريف ظهره و هو يتثاءب بصوتاً منخفض ثم نظر نحو حسام لكي يطمئن عليه فرآه مستيقظاً فابتسم بسعاده و اقترب قليلاً منه .



شريف : لقد استيقظت أخيراً ، (ناظرا للسماء) شكراً للإله ، (نظر نحوه بقلق) هل أنت بخير ؟ هل تشعر بألم ؟ هل تحتاجني أن أفعل أي شيء لك ؟ (بتأسف) أسف لأنني غفوت ، لم أشعر بنفسي تماماً ، (بابتسامه هادئه) دائماً عندما أكون بجوارك يمتلئ قلبي بالسعاده و الدفء و الراحه و الهدوء .


حسام (نظر نحوه بتعجب ثم حاول أن يظهر الهدوء) : أنا بخير ، لا داعي لكل ذلك القلق ، (رأى حسام اللاصقه على ذراع شريف) يبدو أنك مصاب ، بالتأكيد بسبب مساعدتك إياي ، هل أنت بخير ؟ هل يؤلمك ذراعك ؟


شريف (نظر نحو ذراعه ثم ابتسم و نظر نحوه) : لا تهتم بذراعي فالأصابه ليست خطيره ، الأهم الأن هو أنت و ما تشعر به .


حسام (بتعجب) : و لكن أصابتك لا تبدو سطحيه أو طفيفه .


شريف : لا أهتم ، كل ما يهمني الأن هو أنت و تلك الإصابات التي لديك .


حسام (أندهش و نبض قلب قليلاً) : ....... شكراً لك .


شريف (اتسعت عينيه و فغر فاه من الاندهاش) : أتشكرني أنا ! هذه أول مره أراك تشكرني و تكون لطيفاً معي و لا تسبني ، (بابتسامه) هذه مفاجأة كبيره بالنسبة لي لم أكن حتى أحلم بها .


حسام (عقد حاجبيه) : أتعتقد أنني جاحد و لن أشكر صنيعك ؟ (بتضايق) من تظنني ؟


شريف (بارتباك) : لا ... لا ... لم أقصد ذلك ، لا تستاء حسام ، كنت أقصد أنك ... أه ... كنت غاضبا مني قبل أن تنام و ... ، لماذا تشكرني الأن ؟ أتشكرني لأنني بقيت معك لكي أطمئن عليك !؟


حسام : أشكرك لأنك قمت بإنقاذ حياتي .


شريف (اتسعت عينيه و ابتسم بسعاده) : إذاً لقد صدقتني ، صحيح ؟


حسام : أجل .


شريف (بسعاده) : أنا سعيد للغايه لأنك صدقتني ، فأنا حقاً لم أرسل إليك أي أحد ليقوم بضربك ، إما أسباب قيام الرجال الملثمين بالاعتداء عليك فهو سوء تفاهم كبير ، رجالي أخبروني بالأمر بأكمله بعد أن قاموا باستجواب المعتدين الذين اعترفوا بكل شيء ، أولئك الرجال يعملون لدى أحد رجال الأعمال و المهربين الذى كنت أعمل معه فلقد لاحظ مراقبتك لي و الذي ظن أنك تراقبه هو فأراد أن يتخلص منك ، هذا هو لب الموضوع ، حسام أنت حقاً فاشل تماماً في مراقبة الأخرين و عليك أن تتوقف عن فعل ذلك حتى لا تتسبب في موتك فصدقني المرة التاليه قد لا تكون بتلك السهوله و قد لا أستطع مساعدتك .


حسام : هكذا إذاً ، لقد فهمت كل شيء ، (بتأسف) إذاً أنا أسف جداً على ما قلته لك بالأمس .


شريف : لا تهتم بتلك الأمور ، أهم شيء الأن هو أن تريح جسدك كي تتعافى سريعاً .


حسام (بابتسامه) : حقاً يمكنك أن تصبح صديقا جيدا .


شريف (بتعجب) : أنا !


حسام : أجل أنت ، بعد ما فعلته لي و إنقاذك حياتي يمكنني أن أنسى كل شيء حدث في الماضي و نصبح أصدقاء .


شريف (بابتسامه) : أنا سعيد أنك لا تكرهني و تراني صديق ، و لكنني لا أريدك أن تنسى ما حدث بيننا ، لأننى لن أنسى أيضاً ، و في الحقيقه أنا لا أستطيع أن أخدع نفسي و أخدعك فأنا لن أستطيع أن أراك كصديق فقط ، فأنا أحبك حقاً ، حباً لم أشعر به من قبل ، (بابتسامه) بالطبع أتمنى أن تشعر نحوي كما أشعر نحوك ، لذلك فأنني أفعل ما بوسعي لكي أجعلك تحبني .



صمت حسام قليلا فهو لم يستطع أن يجيبه فلقد شعر بالحيره و أيضا بالتعجب من نفسه فبدلاً من أن يغضب أو يشمئز منه شعر نحوه بالشفقه و شعر أيضاً بأنه يفهم مشاعره .



حسام : لا أستطيع أن أعدك بأكثر من ذلك .


شريف (بابتسامه لطيفه) : و أنا راضٍ عن هذا حتى تتغير مشاعرك نحوي ، و الأن أبقى مرتاحاً حتى تشفى سريعاً و لا تهتم بأي شيء و اعتمد علي تماماً فأنا سأبقى بجانبك حتى تتعافى .


حسام (بتعجب) : ماذا !؟ لا لا ، لا تحتاج لفعل ذلك فأنا بخير تماماً و أستطيع الاعتماد على نفسي ، أنظر ، (حرك ذراعه) آه .


شريف : هههههه ، لقد قلت لك ، (بقلق و لكنه لا زال يضحك) هل أنت بخير ؟ لا تحرك ذراعك هكذا فأنت مصاب كما تعلم .


حسام (بغضب) : لا تسخر مني .


شريف (بجديه) : أنا لا أستطيع أن أسخر منك قط ، حتى و أن أردت ذلك (بابتسامه لطيفه) قلبي لن يستمع إلي .



نبض قلب حسام بشده من تلك الكلمات و شعر بالخجل و أحمر وجهه قليلاً فلاحظ ذلك شريف فنبض قلبه أيضاً و شعر ببعض السعاده في قلبه فلقد شعر بأن هناك فرصه و لو ضئيله ليستطيع امتلاك قلب حسام ، أستمر شريف بالنظر نحو حسام فانتبه حسام لذلك فازداد خجله أكثر فنظرات شريف القويه تجاهه كانت و كأنها تتملكه و تتعمق بداخله ، لم يكن حسام يعلم سبب خجله هذا فشريف رجل و مجرد صديق و هو ليس مثله بالتأكيد فهو لن ينجذب للرجال البته حتى و أن لم يبقى سوى الرجال في هذا العالم رغم أنه يعتقد أيضاً أنه لن ينجذب للنساء فقلبه لم ينبض لأي شخص من قبل و لم يشعر بالرغبه أيضاً تجاه أحد ، حاول حسام إلا يفكر في تلك الأمور الغبيه و أراد أيضاً أن يبدل هذا الجو الغريب حوله .



حسام : أ ... أنا أشعر بالجوع ، هل تستطيع أن تساعدني ؟ (يحاول النهوض) .


شريف (بابتسامه) : بالطبع ، (نهض و أمسك كتفا حسام) فقط لا تتحرك أنت و سأقوم بتحضير الطعام سريعاً .


حسام (بتعجب شديد) : هل تستطيع الطهي ؟


شريف (قطب جبينه) : لماذا أنت متعجباً هكذا !؟


حسام (يحاول الابتسام) : لأنني اعتقدت أنك لا تعلم كيفية الطهي ، (بسخريه خفيفه) بما أنك غني و لديك خدم و طهاه يقوموا بالطهي لك .


شريف : (رفع أحد حاجبيه) هكذا إذاً ، هههه  ، إذاً فأنت تعتقد أنني غني و مدلل و لا أستطيع أن أقوم بأي شيء وحدي ، هذا ليس صحيحاً تماماً ، قد أكون الأن لا أقوم بالطهي و تلك الأمور بنفسي بسبب انشغالي الدائم بالعمل و لكنني أستطيع أن أقوم بأمور كثيره وحدي و منها الطهي فأنا لم أولد غنياً .


حسام : أه ، لقد فهمت .


شريف : سأذهب إلى المطبخ الأن لأقوم بتحضير الطعام .


حسام (يحاول النهوض) : سأذهب معك .


شريف (يدفعه بخفه ليبقى مستلقياً) : لا ، قلت لك لا ، فلتبقى في الفراش حتى أجلب إليك الطعام ، فأنا لا أريد لحالتك أن تسوء .


حسام : و لكن ...


شريف : بدون لكن ، (بابتسامه) لن أتأخر عليك حبيبي (غمز بعينه اليسرى) .


حسام (شعر بالخجل) : مـ ... لـ ... (أشاح بوجهه بعيداً و بدا الاستياء على وجهه) توقف عن قول هذا ، فنحن مجرد أصدقاء .


شريف (شعر بالقلق) : أنا أمزح معك حسام ، أنا أسف إذا أغضبتك كلماتي ، (يحدث نفسه) يا لي من غبي ، بعد أن بدأ يرضى عني و يوافق على أن نصبح أصدقاء أضيع كل هذا بتلك الكلمه !


حسام : لا ... لم أغضب ، و لكنني ... أنا ... (نظر نحوه و حاول أن يظهر الجديه على وجهه) ألن تحضر لي الطعام ؟ أريد أن أتناول الدواء .


شريف (بارتباك) : بـ ... بالطبع في الحال .



ذهب شريف و قام بتحضير الطعام و تناولا الطعام معاً ثم أعطاه الدواء ، بقى شريف بجانبه يتحدث معه كثيراً و بدأ يتجاوب حسام معه و يتحدث هو أيضاً و بدا الأثنان حقا كأصدقاء و بالأخص عندما كانا يضحكان بصوتاً مرتفع و يضربا كفيهما ببعض ، ساعد شريف حسام طوال اليوم بكل شيء فقد كان يساعده بالنهوض و السير حتى الحمام أو أي مكان يريده ، شريف لم يكن يفكر في أي شيء سوى في حسام و السعاده التي يشعر بها و هو بجواره حتى أنه نسى عمله و نسى كل شيئاً أخر حتى أتصل به مساعده ليخبره بحاجته في العمل فتضايق بشده من ذلك و أخبره بأن يهتم هو بالعمل و أن يؤجل كل شيئاً هام لبعض الوقت و رغم أن أسماعيل كان متعجباً من ذلك و رافضاً لفكرة ابتعاد رئيسه عن العمل و تأجيل الأشياء الهامه إلا أنه لم يستطع قول أي شيء فصوت رئيسه الحاد و لهجته المستاءه جعلته يصمت تماماً و لا ينطق بكلمه فهو يعلم سيده تماماً .



 مرت أيام بقى فيها شريف في منزل حسام يهتم به و يساعده و لا يهتم بعمله البته فقد كان حسام هو اهتمامه الأول و هذا ما شعر به حسام تماماً فولد ذلك مشاعر بداخله لم يعلم ما هي و ازداد تعجبه نحوه أكثر فبالتأكيد أي شخصاً عادي لن يترك كل شيء من أجل أياً ما كان ، تعمقت علاقة الأثنان أكثر و أكثر و ازدادت ترابطاً و تماسكاً في تلك الأيام القليله التي قضاها الأثنان معاً فقد كانا يقضيان اليوم بأكمله معاً ما بين الحديث و مشاهدة التلفاز و قراءة بعض الكتب و تناول الطعام معاً و كان شريف ينام على الأريكه في غرفة المعيشه و رغم أنها لم تكن مريحه إلا أنه كان سعيداً ببقائه معه ، شريف لم يستطيع ترك تلك الفرص تضيع منه فحسام أمامه دائماً لذلك لم يتوقف عن تقبيل جبهته وتقبيل يده و وجنتيه و حتى فمه لم يتركه أيضاً حتى و أن كانت قبلات خفيفه بين الحين و الأخر و هذا كان يغضب حسام بشده و لكنه كان يسامحه في كل مره عندما يعتذر له لعدم قدرته على السيطره على نفسه لذلك فقد كان يشعر بأنه يتفهمه و هذا كان غريبا جداً بالنسبة له فهو أن كان بحالته الطبيعيه لم يكن ليسامحه قط بل كان قد هشم وجهه و لكنه منذ أن أنقذه و بقى معه عدت أيام شعر بأنه يقترب منه أكثر فأكثر بل و تتولد بداخله مشاعر غريبه عليه و هذا ما كان يزعجه .



بعد أسبوع كان حسام الذي كان يرتدي ملابس نومه القطنيه ذات اللون الرمادي الفاتح و التي هي عباره عن سروال و قميص يجلس على سريره بينما شريف الذي كان يلبس سروال أزرق داكن قطني و قميص بأكمام رمادي في المنتصف و على الأطراف أزرق داكن كان يرتب غرفة المعيشه فسمع رنين هاتفه و رغم أنه لم يكن يريد أن يجيب حتى لا يتغير مزاجه و يخرج من ذلك الجو العائلي الجميل إلا أنه أضطر للإجابه فقد يكون أمراً هام ، توجه نحو هاتفه و التقطه لينظر إلى رقم المتصل فوجده أسماعيل مساعده فأجاب عليه .



شريف (بانزعاج) : أجل ، ماذا تريد ؟


أسماعيل : أسف سيدي لإزعاجك و لكن يجب عليك أن تأتي إلى الشركه الأن فهناك أعمال كثيره تنتظرك و لا يستطيع سواك حلها .


شريف (بانزعاج شديد و استياء) : ألا تستطيع أنت أن تهتم بتلك الأمور ؟


أسماعيل (بتأسف) : للأسف سيدي لا أستطيع .


شريف (بغضب) : إذاً ما فائدة كونك مساعدي و ذراعي اليمنى .


أسماعيل (ارتجف و بقلق) : تلك الأمور تحتاج إلى وجودك بنفسك كي تقابل الأخرين و تحتاج أيضا إلى امضاءات كثيره بخط يدك سيدي .


شريف (يحرك شعره القصير بقوه و غضب) : أأأأأأه حسناً ، سأجيئك بعد قليل .


أسماعيل (بسعاده) : حقاً سيدي ؟


شريف (باستياء) : أجل ، أجل ، فقط توقف عن إزعاجي و أغلق الهاتف .


أسماعيل : حسنا سيدي ، أنتظر وصلك ، وصلولاً أمناً .



أغلق شريف الهاتف و رماه بقوه على الكرسي المبطن ثم نظر نحو غرفة حسام و بدأ يسير نحوها و هو متردداً فهو لا يريد أن يتركه كما أخبره و لا يريد أيضاً أن يبدو كاذباً ، وصل عند الغرفه و وقف قليلا متردداً و قلقاً و لكنه أجمع شجاعته و قام بالدخول و وقف أمامه قليلاً بدون أن يتحدث فرفع حسام وجهه ليقابل وجه شريف الذي بدا على وجهه القلق ثم أغلق الكتاب الذي بين يديه و وضعه بجانبه .



حسام : ماذا هناك ؟ لماذا وجهك يبدو قلقاً هكذا ؟


شريف (بارتباك) : أ ... أنا ...


حسام : فلتقل مباشرة و لا تتردد هكذا .


شريف (بحزن و قلق) : أنا أسف للغايه فأنا مضطر للمغادره الأن بضعت ساعات .


حسام (بحزن) : أتريد أن تغادر ؟


شريف : فقط لبضعت ساعات و لن أتأخر عليك بتاتاً فهناك أعمال متعلقه أريد أن أنجزها و لا تقلق سأقوم بوضع طعام الغداء و الدواء بالقرب منك و هناك عصا لتتكئ عليها سأضعها بجانبك أيضاً ، أعذرني لذلك الطلب الأناني والمفاجئ ، (ينظر للأسفل و بكل خجل) أيمكنني المغادره ؟


حسام (بتعجب شديد) : بالطبع ، أتستأذن مني أنا و تعتذر مني أيضا !؟ (نظر أرضاً) أنا من يجب أن يعتذر منك لتسببي بتعطيل أعمالك .


 

شريف (بابتسامه و ضرب كتف حسام بخفه) : ما الذى تقوله ؟ أنا الذي لم يُرد تركك وحدك في تلك الظروف حتى تتعافى تماماً و أنا سعيداً بذلك لاستطاعتي مساعدتك و حقاً لم أُرد تركك و لو ثانيه واحده ، و الأن أشعر بالحزن الشديد و لا أريد أن يتكرر الأمر ... سأحاول بكل قوتي أن أجد حلاً و سأحاول أن أجعل مساعدي يقوم هو بالأعمال الهامه .


حسام (بابتسامه خفيفه) : لا تقلق و لا تفكر كثيراً ، يمكنك الذهاب إلى عملك كما كنت و لا تحاول أن تؤجل أعمالك ، الأن يمكنك أن تذهب و سأنتظر عودتك .


شريف (بسعاده) : بالطبع ، و لن أتأخر ، .... أنا سعيد للغايه لأنك أصبحت متعلقاً بي .


حسام (نظر نحوه متفاجأً ثم أشاح بنظره بعيدا و بتوتر و محاولته الابتسام) : ..... هذا ... شيء طبيعي لأننا ..... أصدقاء .


شريف (بنظره جاده) : هل أنت متأكد من أنك تراني مجرد صديق ؟


حسام (اتسعت عينيه و ازداد توتره) : ..........



كان شريف ينظر نحوه بسعاده و هو يراه متوتراً هكذا و لا يستطيع الإجابه فلقد شعر أن قلب حسام بدأ يميل تجاهه و لو قليلاً ، لم يُرد أن يسأله الأن فهو لا يريد أن يضيع كل شيء إذا غضب حسام و بالأخص إذ لم يستطع السيطره على نفسه مجدداً لذلك قرر المغادره .


 

شريف (نظر إلى الساعه في يده) : أأأه لقد تأخرت ، مضطر أن أغادر بعد أن أجلب طعامك و دوائك و العصى كي لا أتأخر .



أقترب شريف من حسام و نظر نحوه فوجد في عينيه نظرات حائره و هائمه و لا يبدو عليه الغضب من اقترابه منه و لم يسبه أو يقوم بضربه لذلك قرب شفاهه من شفاه حسام و قام بتقبيله قبله خفيفه و ابتعد قليلاً عنه ثم نظر نحوه فوجده كالتائه لا يصدر أي ردة فعل فتأكد من احساسه بأن حسام بدأ يميل نحوه و قلبه أقترب من أن يصبح ملكه بحق و أن حسام الأن بداخله صراع بين قلبه و عقله و يتمنى شريف بأن ينتصر قلب حسام ، ابتعد شريف مغادراً الغرفه تاركاً حسام في حيرته التي كانت تأكله من الداخل ليتوجه نحو المطبخ و يجهز الطعام سريعاً و عندما انتهى أخذه إلى حسام و وضعه بجانبه ثم وضع الدواء أيضاً و العصى بجانبه و كل هذا بدون أن يتحدث إليه فقد كان الصمت سيد الموقف ، ذهب شريف إلى غرفة المعيشه لكي يبدل ملابس حسام التي يرتديها بعد أن استعارها منه بـبزته البنيه الداكنه التي كان يرتديها عندما جاء إليه في يوم الحادث ثم غادر المسكن بعد أن أخبر حسام بصوتاً مرتفع و هو أمام باب المسكن بمغادرته و لم يجيبه حسام .



بعد أن نزل الدرج استقل سيارته متوجهاً نحو شركته و عندما دخل الشركه وجد ارتباك كبير في الشركه و قلق فيبدو حقاً أن هناك مسائل هامه عليه أن يهتم بها و يبدو أيضاً أنها ستستغرق الكثير من الوقت رغم أنه كان يريد أن ينتهي سريعاً حتى لا يتأخر عليه فهو يشعر بالقلق الشديد عليه و هو بتلك الأصابه .



بعد يوماً مرهق عاد شريف مسرعاً بعد أن أنهى كثير من الأعمال إلى منزل حسام و كانت الساعه متأخره للغايه فكان متأكدا من أن حسام قد نام و بما أن شريف لديه مفتاح الشقه منذ أن كان يدخل منزله في السابق قام بفتح الباب و عندما دخل وجد النور مضاء و حسام يجلس على كرسي أمام الباب فأسرع نحوه و اقترب منه مخفضاً رأسه نحوه لكي يطمئن عليه .



———————————————-



يا ترى ماذا حدث ؟ و ماذا بحسام ؟ و هل أعتقاد شريف بأن حسام يحبه حقيقي ؟


منتظره أرائكم و ملاحظتكم و توقعاتكم


و أتمنى الجزء يكون عجبكم


أعذروني على تأخري و أسفه جدا


شكرا لكل من علق و ترك فوت و تابع القصه و قراءها


و أخص بشكري من يعلق على جميع الأجزاء دائما و أتمنى أراى تعليقاتهم مجددا على هذا الجزء و أرى أشخاص جدد



Continue Reading

You'll Also Like

365K 14K 46
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
365K 34.1K 22
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوب...
482K 36.6K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
992K 36.9K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...