" قصة في غاية الجمال."

108 27 1
                                    

" القُرآن وَ الدُنيا "

كَان هُناكَ رَجُلٌ يَقرَأُ القُرآن بِكثْرَةٍ، ولَكن لَا يَحفَظ مِنه شَيئًا، فـسألَهُ إبنُه الصَّغيرُ: «مَا الفَائدَة مِن قِرَاءتِك دُون أن تَحفظَ مِنه شَيئًا؟»


فَقال لَه: «سَأخبركَ لَاحقًا إذَا ملأتَ سَلةَ القَشِ هَذه مِن مَاء البَحر» فَقال الوَلد: «يَستَحيل أن أملَأهَا!» فقال لَه: «جَرِب»


كَانت السَّلةُ تُستَخدم لِنَقل الفَحمِ، فأخذَهَا الصَّبي واتجَهَ بِها إلَى البَحرِ، حَاول مَلئهَا وَاتجَهَ بِسرعةٍ نَحوَ أبيه وَلكِن المَاء تَسربَ مِنها.

فَقال لأبِيه: «لَا فائِدة» فَقال: «جَرِب مَرةً ثانية!» فَفعل فَلم يَنجَح بِإحضَار المَاء، وجَرب ثَالثةً، وَرَابعةً، وَخامِسةً دونَ جَدوىَ فاعتَرَاه التَعبُ.


فَقال: «لَا يُمكنُ أن نملَأهَا بالمَاءِ!» فَقال الأب لإبنهِ: «ألم تَلحَظ شيئًا علَى السَلةِ؟»


هُنا تَنبَه الصَّبي، فقَال: «نَعم يَا أبِي، كَانت مُتسخةً مِن بقَايَا الفَحمِ و الآن.. أَصبحَت نَظِيفةً تمامًا!»

فَقال الأب لإبنهِ: «وَهَذا تمامًا مَا يَفعلُه القُرآن بِقلبِك، فالدُنيَا وأعمَالُهَا قَد تملأُ قَلبَك بِأوسَخها، والقُرآن مَاء البحرِ يُنظف صدرَك حَتى لَو لَم تَحفَظ مِنهُ شيئًا.»

إنَّ أولَ مَا نَزلَ مِن القُرآن الكَريمِ عَلى سَيدِنَا مُحمد ﷺ هِي كلِمة " إقرَأ " ..

وَ لَم يُنزِل اللّٰــه عَليهِ كَلمةَ " احفظ! "

فَلا تَجعل عَدم قُدرَتكَ عَلى حِفظِ القُرآن مَدخلًا للشَّيطَان إلَى نَفسِك وَقَلبكَ لِيبعِدكَ عَن قِرَاءته.

إذَا أعجبتكَ فَصلِي عَلى الحَبيب مُحَمَد ﷺ وأرسِلها فالحَسنةُ بعَشر أمثَالهَا.

تراحلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن