" عندما جعلتْ الصلَاة أول إهتماماتها.. "

31 7 0
                                    

ماذا حدّث عندما جعلتُ الصلَاة أول إهتمامات حياتي؟

إعتدلت من تِلك المعاصي التي كُنت فيها ولا أقول أنني إستقمت إستقامة لا ذنوب بعدها لكنني عندما أُصلي أستشعر قُول الله: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلٰوةَ ۖ إِنَّ الصَّلٰوةَ تَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ ۗ﴾ وأعتدِل من تلك الذُنوب أكثر من قبل.

تنظم وقتي جدًا وارتحت، أصبحت أقوم للصلاة بدون مُنبه حتى، ووقت الصلاة أصبحت أصليها لأجل أن أرتاح فيها ليس لأجل أن أرتاح منها، لأنني إستشعرت قول النبي ﷺ يَقولُ: «يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها»

جانبي الديني إختلف كثيرًا في مدّة زمنية قصيرة ورأيت الحياة من منظور ديني وفِكري عميق جدًا! أصبحت أستلِذ بكثرة العلم في الدين وأطمع كُل اليوم أعرف أكثر.

الوِرد اليومي الي أهملتهُ سنوات أصبحت مُحافظ عليه تمامًا وأختم بالشهر أكثر من مرَة، والأجزاء التي كنت ناسيًا لها أعدّتُ حِفظتها بمعنى أني حفظت القرآن لأكثر من مرة، وللّه الحمد.

زَاد حجم إيماني بالقضاء والقدر وإيماني بالله جدًا، توسعت أفكاري لمنظور أكبر، أستطيع قول إنّ حياتي إستقامت من إعوجاج كارثي بشكل كبير وأشكُر خالقي عليه.

أدركت قُول الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلٰوةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخٰشِعِينَ ﴾ الصلاة من الإستعانة في أُمور الدُّنيا، وأصبحت أستعِين بها في كُل أمر تأجّجت به وهممت او إحترت.

جعلتُ الصلاة عونًا لي بها كما كان يفعل ﷺ؛ كنت دائمًا ألاحظ على نفسي إلاسراف بالذنوب وأُقارن نفسي في شهر رمضان عن باقي الشُهور، فرق كبير أن تكون مُلتزمًا ثم تتغير وتأخر صلاة وتترك عبادات وتغفل عن معاصي.

أحببت التغير من نفسي وأكون أشبه بذلِك الشخص الذي كُنت عليه في رمضان ووجدُت أنّ الصلاة لا غيرها في تغيير ما أنا به.

أحيان يُفكر المرء أنّ الصلاة مُجرد ٥ فرُوض في اليوم لا أكثر ولا أقل، وغافل عنّ أن الصلاة وحدها تُعتبر نظام كامِل في حياة المرء صحيًا، نفسيًا، تعليميًا، دينيًا، وكل شيء في حياتك قائم عليها لو أدركت ذلِك!

ووجدت المعنى الحقيقي لـ «الصلاة صلة بين العبدِ وربِه» لأن ومن عظمة هذه العبادة أن الله فرضها في السماء وليس كباقي العِبادات في الأرض.

أخيرًا قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾

الله بصير بما تعمَل وتفعل ولا شيء يخفى عليها ولابُد من المحاولة في الثبات، وإن أردت عونًا لك في الإستقامة والثبّات على الدين والحق وعدم الميل إلى ما مالوا الناس إليه اجعل الصلاة أول شيء في حياتك، علمًا أنّ إلاستقامة أمر شاق لكِن الصبر فيه والدعاء والصلاة أمور تكون لك عونًا فيها.

وإستقامة صلاتك تعني إستقامة حياتك.

فمن إستقام على الصلاة وحافظ عليها إستقام على بقية دينه ومن ضيعها ضيع دينه ومن تركَها فقد كفر فهي عمود الإسلام.

اللهم ثبت أقدامي على الصلاة واجعلها خيرًا لي من الدُنيا وما فيها يارب ﻻ تجعل لي همًا إﻻ أزحته وﻻ ضيقًا إﻻ فرجته وﻻ حزنًا إلا أجليته وﻻ عسرًا إلا يسرته وﻻ أمرًا مستعصيًا إﻻ حللته وحقق لي كل ما أتمنى.

"منقول"

تراحلWhere stories live. Discover now