" أراد بهِ الخير."

197 42 10
                                    

أراد شاب أن يتجوز، ووضع في أحلامه إمرأة بيضاء، تسُر الناظرين، وعندما تزوج وكشف عن وجه زوجته وجدها سوداء، وليست جميلة!

فهجرها في ليلة الزفاف، لأنه لم يرها من قبل واستمر الهجران بعد ذلك.

فلما إستشعرت زوجته، ذهبت إليه وقالت: «يا مالك، لعل الخير يكمن في الشر!»

وأتم زواجه، ولكن استمر في قلبه ذلك الشعور بعدم رضاه عن شكلها، فهجرها مرةً ثانية.

ولكن هذه المرة هجرها عشرين عامًا، ولم يدري إن إمرته حملت منه، وبعد عشرين عامًا رجع إلى المدينة حيث يوجد بيته.

أراد أن يصلي، فدخل إلى المسجد، فسمع الإمام يلقي درسًا، جلس وإستمع إليه، وإنبهر بكلامه، فسأل عن إسمه.

فقالوا: «هو الإمام أنس.»
فقال: «ابن مَن؟»
فقالوا: «ابن رجل هجر المدينة قبل عشرين عامًا، إسمه مالك»

فذهب إليه، وقال له: «سوف أذهب معك إلى منزلك، ولكني سأقف أمام الباب، قل لأمك رجلٌ أمام الباب يقول لكِ ‹لعل الخير يكمن في الشر›»

فلما ذهب، وقال لأمه، قالت: «أسرع وافتح له الباب! إنه والدك! لقد أتى بعد غياب»

ولم تقل له إنه هجرنا وذهب، فهي لم تذكر أباه طول غيابه بسوءٍ أو مكروه.

فلم يكن هذا الرجل يتوقع أن يكون هذا الشاب الذي يلقي دروسًا، وخطبًا و مواعظ للناس يكون ابنه
’الإمام أنس بن مالك‘

أحيان كثيرة تهرب من الأمور والأشخاص الذين لا يأتون على ما تشتهي أنفسنا، وتغيب عنا مقولة:
لعل اللّٰــه أراد بذلك خيرًا، ولا يؤخر اللّٰــه أمرًا إلا لخير، ولا يحرمك أمرًا إلا لخير، ولا يبكيك اليوم إلا لخير، ولا ينزل عليك بلاءً إلا لخير..

لذا لا تحزن فكل الأمور خير، فالحمد للّٰــه الذي بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير.

إن أتممت القراءة اكتب " الحمد للّٰــه ".

تراحلWhere stories live. Discover now