" إِنَّهُۥ غَفُورٌ شَكُورٌ "

37 7 0
                                    

‹شكور› هيّ صيغة مُبالغة مِن الفعل ‹شكر›

اسم الفاعل منها هو ‹شاكر› والشاكر هو الشخص الذي تُسدي إليه معروفًا فيشكرك عليه بنفس قدر عملك له.

أمّا الشكور؟
قالت العرب قديمًا ‹أرض شكور› وهي الأرض التي تسقيها برّشة ماءٍ فتُنبِتُ زرعًا كثيرًا.

وقالوا ‹ناقة شكور› أي الناقة التي تُعطيها القليل مِن العلف فتُعطيك أضعافهُ لبنًا.

إذًا لمَ برأيكم سمَى اللهُ نفسه الـ‹شكور›؟

ببساطة لأن عباداتٍ بسيطةٍ جدًا لا تأخذ منّا جُهدًا حتى ترفعنا درجاتٍ ويرزقنا الله بفضلها في الدُّنيا والآخرة!
أما السيئات فتبقى مثلما هيّ لا تزيد ولا تنقص.

قال تعالى:
﴿ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزٰىٓ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾
[ سورة الأنعام : ١٦٠ ]
من لقي ربه يوم القيامة بحسنة من الأعمال الصالحة فله عشر حسنات أمثالها، ومن لقي ربه بسيئة فلا يعاقب إلا بمثلها، وهم لا يظلمون مثقال ذرة.

وقال سُبحانه:
﴿ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ ﴾
[ سورة النمل : ٨٩ ]
من جاء بتوحيد الله والإيمان به وعبادته وحده، والأعمال الصالحة يوم القيامة، فله عند الله من الأجر العظيم ما هو خير منها وأفضل، وهو الجنة، وهم يوم الفزع الأكبر آمنون.

وقال الرحمن:
﴿ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة القصص : ٨٤ ]
من جاء يوم القيامة بإخلاص التوحيد لله وبالأعمال الصالحة وَفْق ما شرع الله، فله أجر عظيم خير من ذلك، وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم، ومن جاء بالأعمال السيئة، فلا يُجْزى الذين عملوا السيئات على أعمالهم إلا بما كانوا يعملون.

وقال الرّحيم:
﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَاللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
[ سورة البقرة : ٢٦١ ]
ومِن أعظم ما ينتفع به المؤمنون الإنفاقُ في سبيل الله. ومثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زُرِعتْ في أرض طيبة، فإذا بها قد أخرجت ساقًا تشعب منها سبع شعب، لكل واحدة سنبلة، في كل سنبلة مائة حبة. والله يضاعف الأجر لمن يشاء، بحسب ما يقوم بقلب المنفق من الإيمان والإخلاص التام. وفضل الله واسع، وهو سبحانه عليم بمن يستحقه، مطلع على نيات عباده.

وقال جلّ جلالُه:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾
[ سورة النساء : ٤٠ ]
إن الله تعالى لا ينقص أحدًا من جزاء عمله مقدار ذرة، وإن تكن زنة الذرة حسنة فإنه سبحانه يزيدها ويكثرها لصاحبها، ويتفضل عليه بالمزيد، فيعطيه من عنده ثوابًا كبيرًا هو الجنة.

وكثيرٌ هُن الآيات، ولكن كلهن يجتمعن على أمر واحد:
الحسنة بعشر أمثالها، والله يُضاعف لمَن يشآء.

تدمع العينُ للُطف اللهِ حقًا..

سُبحان الشّكور ♡︎

تراحلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن