الفصل الثالث عشر

1.8K 84 3
                                    

نور والمجهول
الفصل الثالث عشر :
كانت لارا جالسة في غرفتها حتي سمعت طرقات قوية على باب غرفتها علمت من الطارق وارتجفت من الخوف ولكن
لارا بصوت جاهدت لكي يخرج طبيعياً : مين
حازم : أنا يا هانم
حمدت الله في داخلها أنها أغلقت باب غرفتها بالمفتاح كما طلب منها خالها
لارا : عايز ايه يا حازم
حازم : عايزاك
لارا : عايز مني ايه ابعدي عني بقا
حازم : أنتي هتتجوزي بجد
لارا : ومتجوزش ليه ما كل البنات بتتجوز
حازم : افتحي بس الباب عشان نتكلم
لارا : مفيش بيني وبينك كلام يا حازم عشان افتح امشي بقا
ضرب حازم الباب بقبضته : بقولك افتحي
لارا بزعر : مش هفتح
كور حازم قبضته بغضب لقد أفسدت اللعينة كل مخططاته قفد كان يخطط للاعتداء عليها وبعد ذلك هي لن تفكر مجرد تفكير في الزواج من أي شخص كان وبالتالي ستبقي تحت سطوته لبقية حياتها يقترب منها متي يشاء ولن تتجرأ علي الاعتراض فهي ستخشي الفضيحة وهي بهروبها منه أفسدت عليه كل هذا التخطيط
يالله أنه تفكير شياطين كيف استطاع التفكير بذلك 
ضرب بقبضته علي الحائط لقد فسدت مخططاته ولكنه لن يستسلم
حازم : همشي يا لارا بس خليكي فاكرة كويس أنا هكون زي الكابوس في حياتك مش هسيبك تتهني ولا يوم خلي كلامي دا حلقة في ودانك
قال تلك الكلمات ورحل وتركها تنهار من البكاء
مسحت دموعها ونظرت لنفسها في المرآة وأخذت تتكلم كأنها تتحدث مع شخص آخر
لارا : ميقدرش يعملي حاجة
نفسها : لا ممكن يأذيكي
لارا : لا أنا هتجوز وهمحيه من حياتي هو بيأذيني وبس
نفسها : هتوافقي علي حمزة
لارا : ماله حمزة
نفسها : أنتي متعرفيهوش
لارا : مش مشكلة كفاية إنه تربية خالو وبعدين باين عليه كويس
نفسها : بس
لارا : مبسش اسكتي بقا
سرحت بذكرياتها إلي ذلك اليوم في بيت خالها
فلاش باك
سعد : تعالي يا لارا نتكلم في المكتب
دخلت مع خالها إلي غرفة المكتب وجلست أمامه علي الكرسي
سعد : بصي يا لارا أنا عايز اتكلم معاكي في موضوع بس مش عايزاك تفهميني غلط
لارا بتوتر : اتفضل قول يا خالو
سعد : ايه رأيك في حمزة ابني
لارا : رأيي فيه ازاي من أي جهة يعني
سعد : لارا أنا عايز أخطبك لحمزة ابني ايه رأيك
انتفضت لارا من مكانها كمن لدغها عقرب
لارا بدموع : عشان اللي حصل مش كدا
قام سعد من مكانه ووقف أمامها
سعد : أنا لسه قايلك متفهمنيش غلط أنا كنت بفكر في الموضوع من فترة بس دا ميمنعش إن اللي حصل خلاني اعجل بالموضوع
لارا : بس يا خالو هو ميعرفنيش ولا أنا اعرفه
سعد : مفيش مشكلة تتعرفوا ولا في حاجة تانيه لارا في حد في حياتك
لارا : لا يا خالو مفيش حد في حياتي أنا مؤمنة جداً إن مفيش أي علاقة ممكن تربط بين اتنين غير في إطار الخطوبة والجواز
سعد مبتسماً بفخر : يبقي متفقين اتكلمي معاه ولو استريحتي له يبقي علي بركة الله
لارا بتنهيدة : خلاص يا خالو سيبني افكر وهرد علي حضرتك
سعد : خلاص يا بنتي علي خيرة الله أنا هروحك دلوقتي ومتقوليش أي حاجة من اللي حصل ولما تستخيري ربنا كدا ابقي ردي عليا
ويلا دلوقتي هروحك ومش هنقول حاجة من اللي حصلت دي احنا مش متوقعين رد فعلهم هيبقا ايه وعايزك دائماً تقفلي باب أوضتك بالمفتاح احنا مش ضامنين اللي اسمه حازم دا ممكن يعمل ايه
لارا : حاضر يا خالو
احتضنها خالها بحنان أبوي خالص وقبل أعلي رأسها صدق من قال إن الخال والد
سعد : ربنا يسعدك يارب يابنتي ويفرحك ويرزقك الخير واشوفك أحلي عروسة
ثم بضحك : وأتمني تكوني عروسة ابني
ابتسمت لارا بخجل : ربنا يخليك ليا يا خالو وميحرمنيش منك أبداً
سعد : يا لارا أنتي بنتي يلا ابقي اوصلك
خرجت هي وخالها من الغرفة بقناع البرود علي وجوههم فلم يدر أحد ماذا حدث داخل الغرفة المغلقة
حاولت هيام أن تستشف ماذا حدث لكنها لم تصل لشيء
أسرعت إليهم
هيام بفضول : خير ياخويا
سعد بتهرب : خير يا هيام هروح أوصل لارا
زمت شفتيها بضيق فهي تعلم أنه يتهرب منها
هيام : وماله مع السلامة تروح وتيجي بالسلامة
وتركته ودخلت وهي تتحدث مع نفسها
ضحك سعد علي زوجته التي لن تتغير مهما كبرت في العمر فهي لديها تلك العادة إذا حدث موقف لا يعجبها وهو لا ينكر أنها اعتاد علي أفعالها التلقائية ولا يستطيع العيش دونها فهي التي تلون حياته وتشعره أنه مازال شاب وفي نفس الوقت هي لا تغضب كثيراً بل من السهل ارضائها ببضع كلمات بسيطة
ورحل ليقوم بتوصيل ابنة أخته
كان يقود السيارة في هدوء حتي لاحظ شرودها
سعد : مالك يا لارا
لارا بتنهيدة : مفيش يا خالو
سعد : سيبيها علي الله يا بنتي اللي علي الله متشليش همه
لارا بابتسامة رضا : ونعم بالله يا خالو الحمدلله على كل حال
ربت خالها علي كتفها
سعد : هي دي بنوتي الحلوة
ابتسمت لارا علي تلك الكلمات التي كان يمدحها بها منذ أن كانت طفلة
وصلت السيارة إلي وجهتها وهي منزل لارا ترجل سعد ولارا من السيارة
دقت لارا جرس الباب فهي من سرعتها وهي تهرب نسيت مفتاحها بالداخل
فتحت لهم ألفت الباب
ألفت بعصبية  : ايه يا لارا كنتي فين جيت لقيت حاجاتك هنا حتي موبايلك اللي مش بتسبيه من أيدك قلقت عليكي اوي دانا كنت هتجنن ودماغي عماله تعمل سيناريوهات غريبة وكلها إنك حصلك لاقدر الله حاجة وحشة تسمحي بقا سيادتك تقوليلي كنتي فين
تلجلجت لارا في الحديث
لارا : أنا أنا
ألفت : أنتي ايه انطقي
أنقذها سعد بتدخله في ذلك الوقت
سعد : ايه يا ألفت مش هتسلمي عليا ولا ايه مالك كدا من ساعة ما دخلنا وأنتي مش بتفصلي في ايه بالراحة علي البنت شويه
ألفت وكأنها انتبهت لوجوده الآن : سعد مخدتش بالي منك خالص
سعد بضحك : وهتاخدي بالك ازاي وانتي شغالة لوك لوك
ابتسمت ألفت علي مزحة أخيها ورحبت به وأخذته إلي الداخل وجلست معه بعض الوقت وشهقت فجأة كأنها انتبهت لشيء ما ونظرت إلى لارا نظرات حادة
ألفت : مقولتليش برده كنتي فين
أنقذها خالها للمرة الثانية
سعد : كانت عندي يا ألفت مانا جاي معاها اهو
ألفت : وكانت عندك بتعمل ايه ومقلتش ليه ولا اتصلت ومخدتش موبايلها معاها ليه
سعد : هي جات من الكلية ملقتش حد وخافت تعد لوحدها فقالت تيجي تقعد معايا شويه وموبايلها كان فاصل شحن فسابته هنا
تنهدت لارا بارتياح لحديث خالها والذي يبدو أن والدتها قد صدقته
ألفت : اه أنا قلقت عليها بس
سعد : معلش أنا جبتها لحد عندك اهو متقلقيش بقا ومش هتتكرر تاني مش كدا يا لارا
لارا : أيوه يا خالو إن شاء الله
سعد : كنت عايزك في موضوع كدا يا ألفت
ألفت : ماشي ياخويا يلا بينا
أخذت أخيها ودخلت إلي الصالون للتحدث
أما لارا دخلت إلي غرفتها وانفجرت في البكاء فما حدث اليوم كان فوق قدرة احتمالها
غيرت ملابسها وفرشت سجادة الصلاة وجلست تناجي ربها وتصلي
باك
عادت لارا من ذكرياتها علي صوت رنين هاتفها فوجدتها صديقتها أسيل تسأل عنها فهي لم تذهب إلى الجامعة منذ عدة أيام فقلقت عليها أسيل وقررت مهاتفتها
ردت أسيل علي الهاتف

**************
أما عن نور فكانت تجلس علي سريرها تفكر في أحداث يومها فقد ذهبت للعمل اليوم لأول مرة منذ خروجها من السجن
فلاش باك
استيقظت نور بهمة ونشاط فاليوم هو اليوم الأول لعودتها لعملها توضأت وصلت الضحي وارتدت ملابسها وايقظت أطفالها وقامت بمساعدتهم في ارتداء ملابسهم وقررت أن تصطحبهم إلي الروضة في طريقها إلي الجامعة
وضعت لهم طعام الإفطار وقامت بعمل بعض السندويتشات لهم
وجدت مازن مستيقظ للذهاب إلى عمله فوضعت له الفطور كذلك
أما أسيل فمحاضراتها اليوم ظهراً فلم تستيقظ ووالدها ووالدتها لم يناموا بعد صلاة الفجر فتناولوا فطورهم مبكراً
ألقت السلام علي الجميع وأخذت أبناءها ورحلت
ركبت نور في سيارتها وجلس الأطفال في الكنبة الخلفية وقامت بربط حزام الأمان لهم وجلست في مكانها
نور بابتسامة : جاهزين يا ولاد
الأطفال بحماس : جاهزين يا ماما
فكان الأطفال يفتقدون أن تقوم أمهم بإيصالهم
وصلت أمام روضة الأطفال فترجلت من السيارة وأخذت أطفالها فتح لهم البواب الباب ودخل الأطفال يركضون وهم يلوحون لوالدتهم بسعادة
الأطفال : باي مامي
نور : باي يا حبايب مامي
ركبت سيارتها مرة أخري طريقها إلي الجامعة كانت تقود سيارتها وهي سارحة في أفكارها حتي سمعت صوت اصطدام
يتبع ----------------
بقلمي : أمنية يونس

نور والمجهولWhere stories live. Discover now