الفصل الحادي عشر

1.8K 79 3
                                    

نور والمجهول
الفصل الحادي عشر :
كان لازال علي الخط مع شقيقته أسيل ولكنها لا تجيب
مازن : أسيل أسيل
أخذ يوسف الهاتف من خالته
يوسف : ازيك ياخالو أنا يوسف سيلا وقعت علي الأرض مش بترد
ضحك مازن بقوة : هي كدا لما بتفرح اووي بيغمي عليها من الفرحة رش عليها شويه مايه
يوسف بطاعة : حاضر يا خالو
أحضر يوسف كأس من الماء ورش قطرات من الماء علي وجه أسيل حتي استيقظت
أسيل بخمول : ايه في ايه
يوسف : خالتو أنتي شيفاني
أسيل : أيوه يا حبيبي أيوه أنا كنت بكلم مازن في التليفون
كانت تالين تتابع ما يحدث بتركيز طفولي وكأنها تتابع إحدي البرامج الهامة
أخذت الهاتف من يوسف
أسيل : أيوه يا مازن ايه اللي حصل أنت بتتكلم بجد نور هتخرج
مازن بضحك : أيوه ياستي
أسيل بفرحة : الحمد لله الحمد لله يوسف تالين ماما هترجع النهاردة
مازن : طاب سلام أنتي دلوقتي
أسيل : سلام يا مازن
يوسف بلهفة : بجد يا سيلا
أسيل : بجد يا روح سيلا
اندفع يجري إلي أخته في فرحة عارمة توتا ماما هترجع النهاردة
تالين : احلف يا چو
يوسف : والله
أخذ يوسف وتالين يجريان بفرحة بعودة أمهما الغائبة من فترة
أسيل : ربنا يديم علينا الفرحة دي يارب
جرت إليها تالين
تالين : سيلا حميني وسرحيلي شعري عشان ماما تيجي تلاقيني حلوة
يوسف : وأنا كمان
أسيل بضحك : من عنيا حاضر يلا بينا
تالين : توتا الأول
يوسف بعبوث : لا چو الأول
أسيل : الولاد الشطرين بيسمعوا الكلام اللي هيستني هياكل حاجة حلوة لحد ما احنا نخلص
يوسف بابتسامة واسعة : خلاص هقعد
أسيل : ماشي يلا بينا يا توتا
أخذت أسيل تالين إلي الداخل وجلس يوسف يأكل قطعة من الحلوى

******************

وعند مازن
سهير : اتأخرت ليه يا مازن اختك اترحلت اهيه
مازن : مفيش يا ماما أسيل مستحملتش الفرحة فأغمي عليها
سهير بشهقة : طاب هي كويسة
مازن بضحك : يا ماما اهدي مفيش حاجه حضرتك عارفة أسيل من الفرحة
سهير : الحمد لله
محمد : يلا يا بني نروح ورا أختك عشان تروح معانا
مازن : يلا ثم نظر حوله : اومال فين أدهم
محمد : استأذن عشان وراه شغل كتر خيره واقف معانا من الصبح
مازن : أيوه كتر خيره يلا عشان نلحق نور
ذهب مازن ووالديه إلي السجن لصحبة نور وكان قد تم الانتهاء من جميع الأوراق فقد كانت رنيم بصحبتها وعند الانتهاء من جميع الإجراءات تم إطلاق سراحها فهي ليست علي ذمة قضايا أخرى
وما إن وطئت قدمها أرض الشارع أحست بشعور الحرية فالحرية نعمة لا يشعر بها إلا من هم خلف أبواب السجون شعرت أنها عادت لوطنها استردت روحها كرامتها
وقفت مع رنيم تشكرها
نور : مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه يا رنيم مش عارفه اقولك ايه ولا اشكرك ازاي
رنيم : تشكريني ايه يا بنتي احنا اخوات ودا حقك عليا متقوليش كدا تاني ازعل منك
احتضنتها نور بسعادة وهي تشعر أنها أحسنت اختيار الصديقة الوفية التي تقف بجانبها وقت الأزمات ويظهر معدنها الأصيل وقت الشدائد
نور : عايزين نرجع نتكلم تاني
رنيم : إن شاء الله أنا لقيت صفحتك على الفيس هبعتلك رقمي وابقي ابعتيلي رقمك وهنتكلم من تاني إن شاء الله يلا مش هعطلك عشان ترجعي لولادك زمانهم وحشوكي
نور : وحشوني بس دا انا هموت واشوفهم
رنيم : بعد الشر عليكي ربنا يخليكي ليهم ويباركلك فيهم يلا سلام
نور : سلام
رحلت رنيم أما نور ركبت في سيارة مازن ركب والدها في الأمام بجانب مازن وركبت والدتها بجانبها في الخلف
محمد : بعتيني دلوقتي عشان بنتك مش ركبت جنبك ورا ومخلتكيش تركبي لوحدك واحنا رايحين دلوقتي ركبتي جنب بنتك
احتضنتها سهير بقوة : بنتي حبيبتي
ضحك مازن ونور علي مناغشات والديهم التي لا تنتهي والتي افتقدها مازن بشدة فترة حبس نور
مازن : حمد الله علي سلامتك يا نوري رجعتي تنوري حياتنا من تاني
نور : حبيبي تسلميلي
نور : الولاد عاملين ايه يا ماما
سهير : كويسين يا حبيبتي بخير طول الوقت بيسألوا عليكي
‏نور : انا رجعت اهو دول وحشني أووي يا ماما
ربتت سهير علي يدها : ربنا يباركلك فيهم يا حبيبتي
أسندت نور رأسها إلي شباك السيارة وسرحت بخيالها إلي أولادها وحياتها القادمة معهم
بعد بعض الوقت وصلت السيارة أمام المنزل هرولت نور بلهفة للقاء أبناءها وأختها
دقت باب المنزل
جري الأطفال بفرحة لفتح باب المنزل
أسيل : مش قولنا منفتحش الباب لحد غير لما نعرف مين علي الباب
يوسف : أيوه حاضر يا خالتو مين
نور : أنا ماما يا حبيبي
يوسف وتالين بفرحة : هييي ماما
فتح الصغير الباب وجري الطفلان يتعلقان بحضن والدتهم
تالين : وحشتينا خالص يا ماما
يوسف : أيوه يا ماما متسفريش
نور بدموع الفرحة وهي تحتضنهم وتقبلهم بلهفة : مش هسافر واسيبكوا تاني أبداً
كان الجميع يتابع ما يحدث بدموع
مر بعض الوقت وهي جالسة أرضاً بملابسها تحتضن أولادها وتقبلهم كأنها لم ترهم منذ دهر حتي نام الأطفال في حضنها لم يحاول أحد أن يقاطعها أو يأخذ الأطفال منها
بعد أن شعرت بسكون الأطفال في حضنها علمت أنهم قد ناموا نظرت حولها فلم تجد أحد فأدركت أن الجميع ترك لها مساحة من الخصوصية مع أبناءها فحملت أبناءها وقررت أن تدخلهم ليناموا في فراشهم
وضعتهم في فراشهم وتنهدت بتعب رفعت رأسها فوجدت أسيل تنظر إليها ببراءة الأطفال اهدتها ابتسامه جذابة وفتحت لها كلتا ذراعيها لتبدأ الشقيقتان بالبكاء الحاد وكلتاهما تحتضن الأخري بقوة
كان لقاءهم مختلف بكل معني الكلمة فهما ليستا أختان فقط بل هما أكثر من ذلك بكثير فنور كانت بالنسبة لها أم علي الرغم من فارق السن بينهما ليس كثير ولكن نور كانت تعتبر أسيل ابنتها الأولي لم تخف أي منهما سر علي الأخري كانت أسيل تشعر بالخواء والفراغ من الداخل بعدم وجود نور وكانت نور تشعر بالافتقاد لأسيل باعتبارها ابنتها البكرية ما أجمل تلك العلاقة التي ليست بين كثير من الاخوات
أخذهما الحديث وأخذت كل منهما تحكي للأخري ما حدث في فترة غياب الأخري حتي غلبهما النعاس 
استيقظتا صباحاً علي صوت والدتهم العالي نظرا في الساعة وكانت الواحدة ظهراً
نور : ايه اللي بيحصل برا
أسيل : ايه الصوت العالي دا
ركضت الفتاتان لتريا ماذا حدث
يتبع --------------
بقلمي : أمنية يونس

نور والمجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن