الفصل الخامس

2K 91 0
                                    

نور والمجهول
الفصل الخامس :
كان الجميع يجلس في قاعة القضاء في صمت مهيب منتظرين قرار القاضي والذي سيحدد مصير حياتها
القاضي :  تم قبول الطعن في القضية ويتم التحقيق والنظر في القضية مرة أخري بناء علي الأدلة الجديدة
رفعت الجلسه
عند نطق القاضي بتلك الكلمات حتي تعالت زغاريط سهير بفرحة عارمة هي تعلم أن الحكم النهائي لم يصدر بعد ولكن نجاة أبنتها من حبل المشنقة في حد ذاته نعمة كبيرة تحمد الله عليها
أما والدها فقد سجد شكراً لله علي تلك النعمة وكذلك أخيها أما رنيم فقد أمسكت يد نور بسعادة وهنأها أدهم بهذا الخبر السار
وبذلك عادت نور إلي الزنزانة الجماعية التي كانت بها قبل صدور حكم الإعدام هي لم تتحرر نهائياً ولكن يكفي الآن تخلصها من حبل المشنقة ومن تلك العباءة الحمراء ومن تلك الزنزانة المظلمة الكئبية والتي حبست فيها انفرادياً لأيام
هنأها بعض المساجين وجلست علي سريرها تسترجع ذكرياتها لهذا اليوم الذي تم القبض فيه عليها
فلاش باك :
بعد أن تم القبض عليها كانت لا تزال في حالة صدمة بسبب ما حدث
تم أخذها إلي مركز الشرطة وعرضها علي الضابط
الضابط : قتلتيه ليه
نظرت له بارتجاف ولم ترد
ضرب الضابط علي المكتب أمامه
الضابط : أنا مش بكلمك يا هانم مش بتردي ليه
لورين بصوت خفيض : مقتلتوش مقتلتوش
الضابط وقد فقد أعصابه : علي صوتك يا هانم
نور وقد زاد ارتجافها : مش أنا
الضابط : اكتب يا بني قررنا نحن وكيل النيابة حبس المتهمة نور محمد البحيري ثلاثة أيام علي ذمة التحقيق
وتم حبسها ومن ثم تم التجديد حتي تم عرضها علي النيابة وظهور تقرير البصمات والتي أكدت وجود بصماتها علي السكين الذي قتل فيه زوجها وتم حبسها وتحديد جلسة لمناقشةالقضية فيها حتي تم صدور الحكم عليها 
باك
أفاقت من ذكريات ذلك اليوم علي يد تربت علي كتفها رفعت نور بصرها لتري من ذلك الشخص فوجدتها أحد المسجونات معها في نفس العنبر
المسجونة وهي تمسح لها دموعها : وحدي الله يا بنتي كل اللي عنده خير وتركتها ورحلت
نور : لا إله إلا الله
نظرت نور في أثرها لم تشعر بالدموع وهي تهبط من عينيها ولكنها الآن تشعر بحال أفضل بعد تلك الكلمات البسيطة والتي شعرت بأنها تساعد جرحها علي الالتئام
أما أهلها فقد عادوا إلى منزلهم و أخبروا أسيل بما حدث والتي فرحت بدورها كثيراً حتي أنها صلت ركعتين شكراً لله

*************

وبعد عودتهم للمنزل بفترة وجد محمد شقيقه حسين و زوجته زينب قد أتوا لزيارتهم
رحب بهم محمد وسهير كثيراً
محمد : حمد الله علي السلامة يا حسين نورتنا مش كنت تقولنا يا راجل إنك جاي كنا عملنا الواجب
حسين : احنا اخوات يا محمد وبعدين احنا كنا جايين من يوم ما عرفنا بموضوع نور بس أم مالك  كانت عاملة عملية وفي المستشفى و أول ما صحتها اتحسنت جينا علطول مانا قولتلك في التليفون
محمد : أنا عارف اللي عندك ياخويا وبعدين أنت مسبتناش بالتليفون خالص
حسين : ربنا يخرجها منها علي خير
محمد : يارب يا حسين ياخويا النهاردة الطعن أتقبل ربنا يسهلها من عنده
حسين: يارب
كانت سهير و زينب يتحدثان سوياً
محمد : منورة يا أم مالك
زينب : دا نورك يا حاج
محمد  : ما تقومي يا أم مازن تحضرلنا الغدا
سهير : من عنيا حاضر
زينب : استني هاجي معاكي أساعدك
سهير : خليكي مستريحة يا أم مالك
زينب : والله أبداً هاجي أساعدك هو احنا مش اخوات ولا ايه
سهير بتأكيد : طبعاً اخوات
زينب : خلاص يلا بينا وبالفعل دخلت السيدتان للمطبخ لتحضير الغداء وجلس الأخوان يتحدثان في أمور شتي كان مازن قد ذهب للنوم بعد أن أتي من المحكمة ولكن قد جفاه النوم ليذهب عقله لا إرادياً لأول مرة رأها فيها ووقعت عيناه عليها
فلاش باك
كان مازن طالباً في عامه الأول في كلية الهندسة حين تعرف عليها فقد كانت صديقة لشقيقة صديقة وتعرف عليها وعلم أنها معه في نفس الدفعة وبدأ الأمر كزملاء
حتي تتطور الأمر إلي إعجاب ومن ثم حب ومقابلات وخروجات حتي انتهت سنوات الدراسة وبدأوا بالعمل في نفس الشركة حتي طلب منها أن يقابلها خارج الشركة
ذهبا إلى أحد المطاعم و جلسا علي أحد الطاولات وطلبا عصير مانجو فأمسك بيدها
مازن : مايان أنتي عارفة أني بحبك صح
مايان : طبعاً عارفة مش محتاج تقول
مازن : لا طبعاً لازم اقول أنا بحبك يا مايان ونفسي أخطبك بس أنا محتاج أكون نفسي ودا هياخد مني شويه وقت هتستنيني
مايان بابتسامة: طبعاً هستناك ولو هستناك العمر كله
وخرجا من المطعم فرحين ممسكين بيد بعضهم
وبعد عدة أيام في الشركة وجد زملاؤه في العمل مجتمعين علي أحد ما فذهب ليري ماذا يحدث هناك وكانت المفاجأة
مازن بابتسامة: في ايه يا جماعه متجمعين كدا ليه في حاجة ولا ايه
أحد الزملاء : بارك للآنسه مايان مش اتخطبت
نظر إليها بصدمة فنظرت له بابتسامة ولا مبالاة
اغتصب ابتسامه علي وجهه : ألف مبروك يا آنسه مايان
مايان : الله يبارك فيك عقبالك
تركها ورحل لايعلم ألم تكن تلك التي تعاهده منذ أيام علي انتظاره لآخر العمر فماذا حدث علم أن من تقدم لخطبتها كان شاب غني جداً فأحبته أكثر مما أحبت مازن أو أحبت أمواله لا يعلم المهم أنها تركته ورحلت
عندها اقتنع مازن أنه لا يوجد ما يسمي الحب الذي يكون في الخفاء والذي يكون بلمس الأيدي والخروجات والفسح وإنما الحب لمن طرق البيوت من أبوابها ولمن عفت نفسها وحفظتها لمن يطرق بابها أما تلك الأشكال الأخري فلا تكتمل وإن اكتملت تكثر بها المشاكل والشك
باك
أفاق علي صوت نداء والدته
سهير : مازن ليا ساعة بنادي عليك مش بترد ليه ؟
مازن مقبلاً يدها: معلش يا ست الكل مخدتش بالي في حاجة ولا ايه
سهير وهي تربت علي كتفه : سلامتك يا حبيبي عمك بره وبيسأل عليك
مازن :عم حسين جه أمتي
سهير : من شويه يا حبيبي
مازن مسرعاً : هخرج اسلم عليه
ظلت تنظر في أثره بشرود هي لم تخفي عليها حالة التيه والشرود والسرحان المسيطرة عليه وتعلم أن في الأمر فتاه و ستتفرغ لهذا الأمر بعد انتهاء قضية نور علي خير
مازن مقبلاً يد عمه : السلام عليكم ازي حضرتك يا عمي
حسين: بخير الحمد لله أنت أخبارك ايه
مازن : ماشي الحال الحمد لله
أما أسيل فقد خلدت للنوم وفي حضنها أبناء أختها فهي لم تنم طوال الليل فكانت تفكر في أختها وماذا سيحدث لها ذهبت والدتها لإيقاظها لتسلم علي عمها
سهير وهي تهزها : أسيل أسيل
أسيل بنوم وهي تتقلب للناحية الأخري : ها
سهير : يلا يا بت انجزي عمك بره اطلعي سلمي عليه
أسيل : عمي مين
سهير وقد هزتها بعنف : عمك حسين يا هانم قومي بقا مرة واحدة زي الناس استيقظت أسيل بعد جهاد من والدتها
أسيل مقبلة يد عمها : ازي حضرتك ياعمي
حسين ماسحاً علي رأسها : الحمد لله بخير يا بنتي أنتي عاملة ايه
أسيل بابتسامة : الحمد لله في خير
حسين : ربنا يجعلك دائماً في خير وسعادة
محمد : امين يارب
سلم مازن و أسيل علي زوجة عمهم وكذلك استيقظ الأطفال وسلموا عليهم
وتم تحضير الطعام بمساعدة من الجميع وتم تناول الطعام في جو أسري يسوده الحب والمحبة
حتي سمع صوت طرقات علي باب المنزل
نظر الجميع إلي بعضهم
سهير : يا تري مين اللي جاي دلوقتي
يتبع -----------------
بقلمي: أمنية يونس

نور والمجهولWhere stories live. Discover now