الفصل العاشر

1.8K 83 8
                                    

نور والمجهول
الفصل العاشر
هتنزل بدري عشان النت مش متظبط
هاهو اليوم المنتظر يوم جلسة الحكم كان الجو يسوده حالة من التوتر والترقب والضغط والهلع المسيطر على الجميع كان الجميع يدعو ويبتهل إلي الله عسي الله أن يستجيب لهم ويفرج عنهم ماهم فيه
سهير بدموع : يارب استرها يارب لو ماخرجتش يا محمد هنعمل ايه
محمد مربتاً علي كتفها : استهدي بالله يا حاجة إن شاء الله خير تفاءلي بالخير تفاءلوا بالخير تجدوه  وخلي عندك حسن ظن بالله ربنا بيقول أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير وإن شراً فشر
سهير : ونعم بالله أنا بس قلبي مش مطمن وخايفة عليها
محمد : سيبيها علي الله
سهير : يارب
مازن : ربنا يخرجها بالسلامة يارب
أدهم مربتاً علي كتفه  : إن شاء الله هتخرج لولادها وهي اللي هتربيهم
مازن : يارب يا أدهم
ورنيم واقفة في مكانها المعد لمحامي الدافع تراجع أوراقها وتستعد للمرافعة وتدعو الله أن تستطيع اليوم أن تخرج صديقتها من هذه القضية وتستطيع رد جميلها عليها
في الوقت الذي دخلت نور إلي القاعة توضع الكلبشات في يدها حتي اوصلوها إلي قفص الاتهام
اتجهت إليها رنيم لتهدئتها وتبثها بعض الطمأنينة واتجهت إليها والدتها تمسك بيدها وتشعرها بوجودها معها أما والدها اكتفي بنظرة بها الاحتواء والحنان حتي دخل حاجب المحكمة بكلمة محكمة معلناً خروج القضاة

*****************

وفي المنزل كانت أسيل ترتدي إسدال الصلاة وتقف علي سجادة الصلاة تدعو وتبتهل فقد رفض الجميع أن تذهب معهم وأصروا علي بقاءها مع الأطفال في المنزل فربما استيقظ الأطفال في أي وقت فتركت الأطفال نائمين وقامت تصلي وتدعو الله
أسيل بدموع وهي ترفع يديها للسماء : لا إله إلا الله العظيم الحليم، لاإله إلا الله رب العرش العظيم، أسألك بكل أسمائك وصفاتك أن تفرج كربي وهمي اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت
يارب اصرف عنا ما نحن فيه يارب فرج همنا وردها إلينا وإلي أولادها سالمة غانمة أخذت تدعو وتبتهل وتناجي الله بعض الوقت ودموعها تتساقط كالشلالات حتي انتهت من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله

**************

بدأت الجلسة بكلمة المدعي العام والذي طالب بإعدام المتهمة بتهمة القتل العمد
المدعي العام : نطالب عدالة المحكمة بتوقيع عقوبة الإعدام  علي المتهمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد
القاضي : محامي المتهمة فلتبدأ بتقديم الأدلة والشهود
بدأت مرافعة محامي الدفاع بالمطالبة ببراءة المتهمة مما نسب إليها من تهمة القتل العمد وذلك بشهادة شهود الإثبات 
رنيم : سيدي القاضي حضرات المستشارين إن موكلتي بريئة من دم زوجها فهي زوجته وأم أبناءه والتي لم يثبت أنها كانت علي خلاف معه ولإثبات ذلك أطالب بإحضار الشاهدة الأولي جارة موكلتي السيدة هند
أتت السيدة هند لتدلي بشهادتها في المحكمة
القاضى : قولي والله العظيم هقول الحق
هند : والله العظيم هقول الحق
رنيم : قوليلي يا حاجة هند عمرك سمعتيهم بيتخانقوا
هند : الشهادة لله عمري ما سمعتهم بيتخانقوا ولا كان باين إن في بينهم أي خلافات
المدعي العام : اعترض فليس كل خلاف بين الزوجين يعلم به الجيران وخصوصاً إن كانوا غير مقربين
المدعي العام : سيدة هند هل أنتي علي علاقة قويه بالمتهمة
هند : بصراحة علاقة سطحية جداً تكاد تكون مجرد سلام
المدعي العام : تمام سيدي القاضي ليس هناك أي علاقة بينهم من أي نوع فكيف ستعلم ما بينها وبين زوجها من خلافات فهناك خلافات لا يعلمها حتي الأهل بل لا تخرج من باب المنزل لذا اعترض علي هذه النقطة
القاضي : اعتراض مقبول فلتكمل محامية المتهمة
خرجت السيدة هند من القاعة حزينة لأنها لم تساعد في تبرئة نور
رأها زوجها تخرج من القاعة تجر أذيال الخيبة
الزوج : مالك ياهند شيلة الهم كدا ليه
هند : شهادتي مجتش بفايدة خايفة تتعدم ولا تتحبس أنا زعلانه عليها أوووي
الزوج : مادام هي بريئة أكيد هيكون في دليل علي برائتها وربنا هينصفها وتخرج اللي علي الله ميتشلش همه خليها علي الله وريحي قلبك أنتي
هند : كلامك ريحني والله ربنا ينصرها يلا بينا
غادرت هند وزوجها وفي داخلهم أمل أن الله لن يخذل نور وسيجبرها 
أما في قاعة المحكمة كانت رنيم تتابع مرافعتها
رنيم : سيدي القاضي هذا تقرير الطب الشرعي وتقدمت منهم وأعطت لكل واحد نسخ من التقرير والذي قد صورته مسبقاً والذي يثبت وقوع الجريمة في تمام الساعة السادسة وموكلتي لم تكن موجودة في المنزل في ذلك الوقت بل كانت خارج المنزل للتسوق
القاضي : عندك مايثبت كلامك
رنيم : البواب عم عبده أطالب السماح له بالأدلاء بشهادته
القاضي : تفضلي
دخل عم عبده إلي قاعة المحكمة وأقسم علي قول الحق
رنيم : عم عبده أمتي رجعت نور
عم عبده : الساعة سبعة بالظبط وأنا خارج رايح أصلي المغرب قبلتها راجعة من بره وكان معاها شيل كتير عرضت عليها اوصلها رفضت روحت أصلي ورجعت عرفت باللي حصل
رنيم : شكراً يا عم عبده
رنيم : سيدي القاضي طبقاً لتقرير الطب الشرعى وشهادة الشاهد فإن موكلتي بريئة
المدعي العام : ممكن اسأل الشاهد سؤال
القاضي : اتفضل
المدعي العام : عم عبده أنت كنت قاعد طول الوقت علي باب العمارة
عم عبده : لا
المدعي العام : يمكن أن تكون المتهمة قامت بجريمة القتل وغادرت المنزل وعادت بعد فترة حتي لا تثار حولها الشبهات
نظرت رنيم إلي نور وكأنها تخبرها أنها ستتكلم عن الشخص المجهول فأشارت لها برأسها
رنيم : عم عبده شوفت حد دخل أو خرج من العمارة
عم عبده : أيوه روحت أودي الواد ابني الدرس و أنا راجع قابلت واحد معرفة وقفت اسلم وسبت ابني يروح وبعد ما صحبي دا مشي و أنا راجع خبط في حد مغطي وشه مش باين منه حاجة خالص
المدعي : طاب مايمكن يكون المتهمة
عم عبده : لا يا بيه دا واحد عشان لما وقع علي الأرض أيده كانت باينه أيد راجل وعليها وشم كمان شكله غريب
رنيم : سيدي بناء علي تقرير الطب الشرعي وشهادة الشاهد أطالب عدالة المحكمة ببراءة موكلتي من التهم المنسوبة إليها  وإخلاء سبيلها فوراً  بضمان محل إقامته
القاضي : ترفع الجلسة المداولة
نظرت لنور نظرة مطمئنة
تنهدت نور بارتياح فهي تعلم جيداً أنه تبقي خطوات فقط فاصلة بينها وبين إطلاق سراحها فهي محامية وتفهم ذلك جيداً
أما أمها سهير فكانت تتمني أن تبيت ابنتها معهم الليلة
ووالدها كان لديه يقين بالله
دقائق مرت على الجميع كالدهر حتي خرج حاجب المحكمة : محكمة
القاضي : حكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهمة نور محمد البحيري مما نسب إليها وإخلاء سبيلها بضمان محل إقامتها ما لم تكن مطلوبة علي ذمة قضايا أخرى رفعت الجلسة
تعالت زغاريط والدتها المصحوبة بدموع الفرحة واندفعت تحتضنها عند خروجها من قفص الاتهام
سهير : ياحبيبتي يا بنتي حمد الله على سلامتك ورجعوك لينا هتنوري حياتنا من تاني يلا بينا يابنتي علي بيتنا
وكانت نور تحتاج إلي هذه الراحة في حضن والدتها والذي افتقدته لفترة فنزلت دموعها بصمت
محمد : علي مهلك بس يا حاجة هي هترجع السجن تاني
سهير : ليه كفانا الشر
محمد : سيبيني اكمل كلامي الاول بس هتخلص شوية ورق بس وتخرج علطول حمد الله علي سلامتك يا بنتي
نور : الله يسلم حضرتك يابابا
مازن : حمد الله علي سلامتك يا نوري
نور بابتسامة : الله يسلمك يا ميزو أنا لسه نوري
مازن : طبعاً نوري وهتفضلي طول عمرك نوري
أدهم : حمد الله على سلامتك يا دكتورة
نور : الله يسلمك يا بشمهندس
العسكري : يلا بقا يا هانم
نور : يلا 
مازن : هاجي معاكي يلا
محمد : هنيجي كلنا يلا عشان تروح معانا اتصل بأختك طمنها الأول
مازن : حاضر يا بابا هكلمها
ذهب محمد بعيداً عنهم مسافة حتي يتحدث مع أسيل
ارتفع رنين هاتف أسيل وهي تجلس مع أولاد أختها والذين يتساءلون طوال الوقت عن سر اختفاء الجميع عن المنزل فوجدت اسم أخيها يزين شاشة الهاتف فذهبت إلى الشرفة بعيد عن الاولاد وأجابت بسرعة
أسيل : ها يا مازن ايه اللي حصل خرجت صح
مازن : خدي نفسك بس الأول علي العموم ياستي خدتي براءة الحمد لله
ثواني ولم يخرج صوت أسيل
مازن : روحتي فين يا أسيل
ارتعب مازن علي أخته وهو يفكر ما الذي حدث لها

يتبع --------------------------
بقلمي : أمنية يونس

نور والمجهولWhere stories live. Discover now