"١٦. مفيش مفر."

231 28 1
                                    

كانت قاعدة جنبه، حاضناه ونايمة على صدره، نايمة مكاني .. صدره ده كان بتاعي، زين كله كان بتاعي .. كان ليا، كله ليا!

إزاي خدته في ثانية كده وأنا اللي تعبت عشان أوصله كتير أوي!

يارب .. قلبي بيحرقني يارب ..

اشتكيت بدموع وأنا قاعدة على سجادة الصلاة، لما اتكلمت مع الدكتور قال لي إنه ممكن يفتكر حاجات، لكن مش قادر يحدد هو ناسي إيه وفاكر ايه، يعني يا ترى ناسيني تمامًا؟، ناسي الخمس سنين اللي كنا بنتكلم فيهم؟، طب فاكرهم؟، طب فاكر بعدهم؟، طب فاكر قبلهم؟، مش قادر يحدد ده لأن ده زين بس اللي يحدده ..

فتحت باب أوضته بالراحة وأنا ماسكة كيس الأكل اللي حضرته واتفاجأت بصوته الفرحان اللي نوعًا ما عطاني ولو جزء بسيط من الأمل:

"ورد!، وحشتيني!" هو فاكرني .. بس ياترى فاكر لحد فين؟

"عامل ايه يا زين؟، وحشتني جدًا، ألف سلامة عليك" قلت وأنا بقرب منه لحد ما حطيت الأكل قدامه ..

هو ابتسم ومسك إيدي وردد:

" الممرضات قالوا لي انتِ هنا من بدري، شكرًا إنك كنتِ جنبي .. ومعايا"

ابتسمت بوهن أنا كمان وأنا بحس بملمس إيده على إيدي اللي وحشني ملمسها، وهو كمان وحشني .. فوق ما يتصور، أنا مشبعتش منه، ملحقتش أعمل معاه أي حاجة ..

لمح دمعة نازلة من عيني غصب عني، بص لي باستغراب وقال وهو بيمسحها:

" زعلانة ليه؟"

" زعلانة عليك .. أوي" قلت بصوت مكتوم، خافت .. بحاول منفجرش في العياط، بس غصب عني دموعي نزلت أكتر، وهو بطبيعته شدني خدني في حضنه، كأن قلبه غصب عنه بيقول له قد إيه أنا محتاجاه .. على عكس داليا تمامًا اللي حتى ممسكش إيدها أول ما دخلت ومن ساعة ما دخلت ..

حطيت وشي في صدره ومسكت قميصه أوي وأنا بعيط جدًا، ماما شدت داليا بعصبية دارتها عن عينيه وخدتها وسابوني معاه ..

فضلت أعيط كتير أوي، كأني أخيرًا لقيت راحتي، وهو فعلًا راحتي .. راحتي هنا، معاه .. مطرح ما أنا، على صدره وبين إيديه ..

"آآه" مسك دماغه فجأة واتأوه، رفعت وشي له وقلت بخوف:

" مالك؟، فيك إيه؟"

" صداع جامد .. صداع رهيب مبيرُحش وبيزيد .. آآآه" كان بيتكلم بصعوبة شديدة وهو بيمسك دماغه بقوة، ضغطت الزرار اللي جنبه الممرضة دخلت بسرعة ..

" هاتي دكتور بسرعة، بسرعة" قلت وهي بتبص عليه، وفي ثانية خرجت ورجعت بالدكتور ..

عطاله حقنة مُهدئة لأن الوجع كان بيزيد عليه لحد ما بدأ يصرخ وأنا دموعي جنبه مبتخلصش، وماسكة إيده بقوة مش قادرة أسيبها ..

«لـــو!»✔️⁩Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum