ورد سمعت صوت رنين فونها الساعة تلاتة الفجر ، لقيته زيـن و لسه هتفتح لقيته قفل و باعت لها ماسدچ " أنـا قدام بوابـتكوا "
ورد مصدقتش ، و قامت فتحت ستاير الشباك بتاعها و بصت لقيته واقف فعلاً و لابس چاكته و حاطط الهاندفري في ودنه و عاطي ضهره للشباك ، لبست دريس ع الشماعة بسرعة ، و خدت طرحة لفتها أي كلام و نزلت له جري من غير ما حد يحس ، و بطبيعة إن هم في مكان معزول و محاوليهمش جيران خالص ، فتحت ورد البوابة و قربت عليه بالراحة و هي عارفة إن اللي هيرجعه في الساعة دي مش خيـر ..
صوتها طلع بيرتعش من الخوف مش من البرد و هي بتسأل برهبة و بتحط إيدها ع كتفه " زيـــن ؟ "
لف لها و هالـها منظره ، بيبـكي !
و عينيه حمـرا زي ما يكون لم دم جسمه كله لـ عينيه و بس ، شعره مش متسرح خالص ، و دقنه مش مُهذبة نهائياً ، و وشه دبلان .." مكُنتش عارف أرتاح هناك .. "
و بص لها بصة مش هتنساها ما حيَت ، عينيه كانت مليانة ضعف الدنيا ، و كأن عينيه بتقول لها " مِحتاج لك "
و هو نطق بـ ضعف و صوت مُتهدج من دموعه اللي مش راضية تقف " فـ جيـت لِك "
ورد فتحت له دراعتها و هي بتبكي زيُه ، و دخلته مدخل بيتهم ، و قعدت بيه تحت ، كان زي الطفل الصغير اللي مُتشبث بوالدته ، و خايف و بيرتجف ..
هو كان بيرتعش ، و هي واثقة إنه مش من البرد ، من الضـعف و قِلـة الحيلة ..
من الاحتيـاج و الحُزن ..
من الألـم اللي بيعصف ببدنه بلا رحمة و لا شفقة و لا هوادة ..
" كُنت مفكر إني هرتاح هناك ، و أنا بين ذكرياتي و دفاتري و كتاباتي ، بس مرتحتـش .. "
و شدد على وسطها اللي هو حاضنه و دفن رأسه في حُضنها زيادة و هو بيقول " مستفدتش حاجة غير إني افتكرت كل حاجة و مقدرتش أبطل بُكا "
و حضنها بكل قوته و كإنه خايف عليها تطير منه " و جيتي في بالي ، و ركبت و جيت لك جري ، و أنا بعافر منهارش ، بس ضعفي خذلني ! "
" كفاية كلام بالله عليك ، كلامك بيقطع في جتتي و قلبي بسكينة تِلمة "
سمع نبرة بُكاها فـ قال بـ ضعف و خضوع " أنا آسف "
" إنت مش آسف على أي حاجة ، و متغلطش نفسك ع حاجة "
و سكتت و هي بتستطرد بوعيد " لو حد غلطان فـ هيبقا هيّ ، إنت ضحية يا زيـن و بس "
المرة دي بعد عنها و قال بانفعال " بس أنا لسه بحبها يا ورد .. لِسه "
و صوته انكسر في كلمته الأخيرة ..
" بس هي قتلتك و حضرت جنازتك يا زيـن ، هي متستاهلش حُبك ده .. متستاهلوش ! "
كانت بتتكلم مجازاً ، و هو حضنها تاني و عيّط بقوة أكبر ، و فضلوا كده الإتنين ، لحد ما حست ورد بجسمه تقل عليها ، و بتبص لقيته نام ، نـام بـ عُمق شديد ، و هي عارفة إنه نادراً لما ينام أصلاً ..
بكل هدوء نيمته ع الكنبة اللي كانوا قاعدين عليها ، و غطته كويس ، و قعدت جنبه و هي بتمسح ع شعره و بتتأمل ملامحه المُرهقة ..
و بتفكر ، يا ترى لو كانت ظهرت بدري شوية ده كان هيغير حاجة ؟!
مسكت إيده الخشنة الناشفة اللي كانت حاضنة وسطها من شوية ، لقيته مسك إيدها جامد و سمعته بيقول بصوت فيه بـحة و عتاب " قومتيني من حُضنك ليه ؟ "
هي ارتبكت من صحيانه فجأة و قالت " عشان تنام مرتاح "
" أنا جاي أرتاح بين ضلوعك ، مش ع كنبة عندنا منها كتير "
" خلاص ، قوم و نام في حُضني تاني "
" و منين أجيب النوم تاني يا ورد ؟ ، دي كانت أحلى ساعة و نص نيمتها من سنين "
و إيده ضغطت ع إيدها ..
" أنا موجودة عشانك دايماً .. و دلوقتي لازم تقوم تركب و ترجع لوالدتك عشان متخضهاش عليك ، هي لسه مشبعتش منك "
" مش عايز أمشي ، أنا بروح أتعب هناك "
" معلش ، لازم تروح ، قضّي معاها النهارده كله ، و تعال لي من 5 الصبح هتلاقيني مستنياك و مجهزة لك فطار و كل حاجة "
هو ابتسم لأول مرة من ساعة ما جالها ، و قام فعلاً ودعها و ركب راجع لوالدته تاني ..
بعد ما ارتاح ..
___
بتاريخ : 24 ديسمبر لـ عام 2019 في الـ 1:24 دقيقة صباحاً ..
___
عيدُكم مُبارك يا حُلوات💙
YOU ARE READING
«لـــو!»✔️
Short Story_ " هلاقي مين فـ ضهري يمنع البُكـا ؟! " « بين مُعاناة (زيـن) في مُحاولة نسيان حبيبته السابقة التي هجرته منذ خمس سنوات، يلتقي بـ (ورد) في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، تصبح جزءًا لا يتجزأ من يومه، لتصل علاقتهما إلى ما هو أكثر من ذلك .. إذ ستصبح ورد ي...