" ٥. جيـت لِـك ! "

388 34 1
                                    

ورد سمعت صوت رنين فونها الساعة تلاتة الفجر ، لقيته زيـن و لسه هتفتح لقيته قفل و باعت لها ماسدچ " أنـا قدام بوابـتكوا "

ورد مصدقتش ، و قامت فتحت ستاير الشباك بتاعها و بصت لقيته واقف فعلاً و لابس چاكته و حاطط الهاندفري في ودنه و عاطي ضهره للشباك ، لبست دريس ع الشماعة بسرعة ، و خدت طرحة لفتها أي كلام و نزلت له جري من غير ما حد يحس ، و بطبيعة إن هم في مكان معزول و محاوليهمش جيران خالص ، فتحت ورد البوابة و قربت عليه بالراحة و هي عارفة إن اللي هيرجعه في الساعة دي مش خيـر ..

صوتها طلع بيرتعش من الخوف مش من البرد و هي بتسأل برهبة و بتحط إيدها ع كتفه " زيـــن ؟ "

لف لها و هالـها منظره ، بيبـكي !
و عينيه حمـرا زي ما يكون لم دم جسمه كله لـ عينيه و بس ، شعره مش متسرح خالص ، و دقنه مش مُهذبة نهائياً ، و وشه دبلان ..

" مكُنتش عارف أرتاح هناك .. "

و بص لها بصة مش هتنساها ما حيَت ، عينيه كانت مليانة ضعف الدنيا ، و كأن عينيه بتقول لها " مِحتاج لك "

و هو نطق بـ ضعف و صوت مُتهدج من دموعه اللي مش راضية تقف " فـ جيـت لِك "

ورد فتحت له دراعتها و هي بتبكي زيُه ، و دخلته مدخل بيتهم ، و قعدت بيه تحت ، كان زي الطفل الصغير اللي مُتشبث بوالدته ، و خايف و بيرتجف ..

هو كان بيرتعش ، و هي واثقة إنه مش من البرد ، من الضـعف و قِلـة الحيلة ..

من الاحتيـاج و الحُزن ..

من الألـم اللي بيعصف ببدنه بلا رحمة و لا شفقة و لا هوادة ..

" كُنت مفكر إني هرتاح هناك ، و أنا بين ذكرياتي و دفاتري و كتاباتي ، بس مرتحتـش .. "

و شدد على وسطها اللي هو حاضنه و دفن رأسه في حُضنها زيادة و هو بيقول " مستفدتش حاجة غير إني افتكرت كل حاجة و مقدرتش أبطل بُكا "

و حضنها بكل قوته و كإنه خايف عليها تطير منه " و جيتي في بالي ، و ركبت و جيت لك جري ، و أنا بعافر منهارش ، بس ضعفي خذلني ! "

" كفاية كلام بالله عليك ، كلامك بيقطع في جتتي و قلبي بسكينة تِلمة "

سمع نبرة بُكاها فـ قال بـ ضعف و خضوع " أنا آسف "

" إنت مش آسف على أي حاجة ، و متغلطش نفسك ع حاجة "

و سكتت و هي بتستطرد بوعيد " لو حد غلطان فـ هيبقا هيّ ، إنت ضحية يا زيـن و بس "

المرة دي بعد عنها و قال بانفعال " بس أنا لسه بحبها يا ورد .. لِسه "

و صوته انكسر في كلمته الأخيرة ..

" بس هي قتلتك و حضرت جنازتك يا زيـن ، هي متستاهلش حُبك ده .. متستاهلوش ! "

كانت بتتكلم مجازاً ، و هو حضنها تاني و عيّط بقوة أكبر ، و فضلوا كده الإتنين ، لحد ما حست ورد بجسمه تقل عليها ، و بتبص لقيته نام ، نـام بـ عُمق شديد ، و هي عارفة إنه نادراً لما ينام أصلاً ..

بكل هدوء نيمته ع الكنبة اللي كانوا قاعدين عليها ، و غطته كويس ، و قعدت جنبه و هي بتمسح ع شعره و بتتأمل ملامحه المُرهقة ..

و بتفكر ، يا ترى لو كانت ظهرت بدري شوية ده كان هيغير حاجة ؟!

مسكت إيده الخشنة الناشفة اللي كانت حاضنة وسطها من شوية ، لقيته مسك إيدها جامد و سمعته بيقول بصوت فيه بـحة و عتاب " قومتيني من حُضنك ليه ؟ "

هي ارتبكت من صحيانه فجأة و قالت " عشان تنام مرتاح "

" أنا جاي أرتاح بين ضلوعك ، مش ع كنبة عندنا منها كتير "

" خلاص ، قوم و نام في حُضني تاني "

" و منين أجيب النوم تاني يا ورد ؟ ، دي كانت أحلى ساعة و نص نيمتها من سنين "

و إيده ضغطت ع إيدها ..

" أنا موجودة عشانك دايماً .. و دلوقتي لازم تقوم تركب و ترجع لوالدتك عشان متخضهاش عليك ، هي لسه مشبعتش منك "

" مش عايز أمشي ، أنا بروح أتعب هناك "

" معلش ، لازم تروح ، قضّي معاها النهارده كله ، و تعال لي من 5 الصبح هتلاقيني مستنياك و مجهزة لك فطار و كل حاجة "

هو ابتسم لأول مرة من ساعة ما جالها ، و قام فعلاً ودعها و ركب راجع لوالدته تاني ..

بعد ما ارتاح ..

___

بتاريخ : 24 ديسمبر لـ عام 2019 في الـ 1:24 دقيقة صباحاً ..

___
عيدُكم مُبارك يا حُلوات💙

«لـــو!»✔️⁩Where stories live. Discover now