قصص عراقية حقيقية بقلم ابو بغداد سائق التكسي

الحليم تكفيه الإشارة

اول مرة مديت ايدي للحرام .. جانت على جيب ابوية .. ابوية جان يعلك هدومه ورى الباب بغرفة نومه  .. تسللت بطريقة ذكية من غرفتي للصالة و راقبتهم زين (جنت صغير بذاك الوكت) شفتهم كلهم ملتمين بالصالة .. كمت اراقب الصوت .. صوت فتحت الباب مال الصالة .. اذا تنفتح الباب معناها واحد بيهم اجه .. بقيت اتقدم عالملابس مال ابوية و اذني يم باب الصالة .. وصلت و اخذت الفلوس و رجعت بسرعة لغرفتي .. ضميت الفلوس مو بالغرفة .. لأن خفت اخاف يحس ابوية بفلوسه نقص و يجي يدور بغرفتي .. طلعت برى للحديقة جبت نص طابوكه من على الحايط و فتحت الميزانية مال الكهرباء .. خليت الفلوس و خليت فوكاها النص طابوكه و سديت الميزانية .. حس ابوية بالبوكه و تعارك وي امي و صدك جوي لغرفتي دورو بس ملكو شي و اني بذاك اليوم مخليت لا امام لا نبي لا دين ما حلفت بي حتى يصدكوني .. و حتى بجيت جذب .. حتى اتذكر هلكد مبجيت جذب و مثلت عليهم ابوية و امي انقهرو عليا و سمعته يكلها هذا صح ارعن و حقير بس ممسويها .. و من يومها تعلمت ان امد ايدي بس بخطه .. وخطه مو عشوائية خطه صح تاخذ وقت بالتفكير بس اهم شي ان احصن نفسي و ما انلكف .. و يوم ورى يوم كمت اطور نفسي على حسب كمية الفلوس او الفائدة الي راح اخمطها .. جنت كدام العالم امثل دور الفقير التعبان نفسيا و ماديا .. و دائما اخليهم يثقون بيا لحد ما اوصل للي اريده .. اشتغلت انواع الشغلات … بس جنت اركز اكثر شي على الشغلات القريبة من الدخل (يعني من الميز البي المجر مال الفلوس) و بس اشوف اللحظة المناسبة (امد ايدي) و اخذ كرفة فلوس … و ولا مرة انلكفت .. و فد يوم بيني و بين نفسي كعدت حسبتها السالفة حساب .. كلت اغلب الناس تحب المتدين .. و تنظرله بنظرة احترام .. خلي اذبها عالدين .. و اسوي روحي متدين .. و طكيت اللحية الزينة و حفظتلي كم ايه .. و اختاريت اقوال مأثورة لبعض من رجال الدين (المتفق عليهم من قبل كل الطوائف) و كمت وين ما اكعد ابين الوجه الجديد اليا .. شفت الناس كامت تحبني اكثر .. و كمت اطور سالفة النصب .. بس بأسم المساعدة للناس المحتاجة .. اروح اطكلي فد كم جملة دينية و كم قول حلو .. و ابدي بطلب المساعدة لبيت ام فلان لان خطية وضعها المادي مخربط و راح يطلعوها من المشتمل الي مأجرته و رجلها متوفي المسكينة و هي تركض على خمس يتامى .. واخذ هالمقسوم .. و مشت السالفة .. بس بصراحة صار عندي طمع .. و الطمع اليوم وصلني للحكومة الي تحكمكم .. صرت رجل سياسي لأن السياسة فلوسها اكثر .. بس سياسه مخلوطه بالدين ..
الي يحاربني و يريد يسقطني اطلعله الف فلم .. و طبعا اكو داير مدايري ناس من نفس طينتي يساعدوني على ترويج الافلام .. لان هم يخافون على مناصبهم و المالات .. الي نسوي متأمر وي دولة اجنبية و الي نلزكله تهم طائفية و الي نطلعه ارهابي و الي نخبزة بتصوير مفبرك .. و حتى لو وصلت للقتل شنو يعني .. شعب عادي اذا ينقص منه عشره لو ميه لو مليون .. شعب يتكاثر مو مهم اذا ينقص منه عدد .. و اليوم جاييني يريدون يوكعون الهرم الي بنيته اني و جماعتي بالسلطة .. يريدون ياخذون مني الكرسي .. الكرسي الي وصلتله بطلعان الروح .. الف شخصية تدربت عليها و مثلتها لحد مكعدت عالكرسي و يريدون بهل السهولة يرجعوني لأيام البوكات الخفيفة .. ايام ماطور المي و القنينه مال غاز و راس القنينه وايام التبرعات لبيت ام فلان و ام علان .. عمي راحت ذيج الايام ما ارجعلها .. انتو صدك ما عدكم كلب ومتحسون بينا احنا الي بالحكومة .. حسو بينا و حسو بأوجاعنه .. بس حقكم ممجربين الكرسي .. ممجربين من واحد مثلنا اجرب و يمثل عالناس و يكعد عالكرسي و داير مدايره انواع و اشكال اللوكيه .. ممجربين من تلعبون لعب بفلوس الميزانية و مكظيها سفرات بين الدول .. ممجربين من تنزلون من سيارة اخر موديل و تصعدون غيرها احدث بعد .. ممجربين من تشوفون لوكيه يعبدوكم و يسووكم رب و كل شوية نازلين بايسين ايديكم .. لو مجربين مجان طلعتو علينا ثوره و تريدون تسقطونه .. جان عرفتو انو احنا هالكرسي منعوفه لأخر نفس .. الي اترجاه منكم رجعو لبيوتكم .. استهدو بالرحمن و رجعو لبيوتكم .. واصلا حرام الي دتسوه .. مو احنا ولاة الامر .. حرام تطلعون علينا ثوره احنا ادرى بمصالحكم .. و شنو يعني و اذا جعتو ؟؟
و اذا ماعدكم رواتب وفقراء .. كل الانبياء جانو فقراء متريدون تجربون معاناة الانبياء (مع الاسف عليكم ياعراقيين) جربو معاناة الانبياء جوعو و تأذو .. بس بالاخير الجنه تنتظركم .. و الدنيا شنو اصلا ..  الدنيا محطة و تنتهي … بس فوك المحطه ما تنتهي .. و كلشي تريدون اكو .. و حتى الصعده فوك هم دنساعدكم بيها .. شوفو شلون حاسين بيكم .. هاي يوميا كم واحد من الشعب ندزه فوك .. لمصلحتكم بس انتو مدتحسون .. كل الي دنسوي لمصلحتكم .. لذلك اتمنى من كل عراقي طالع حاليا مظاهرات يقرأ نص الخطاب .. و هالخطاب ميمثلني بس اني و مو بس اني الي كتبته .. كلنا احنا السياسين بكل طوائفنا هالخطاب يمثلنا و طالع من صميمنا .. اقرو زين و استهدو بالرحمن و رجعو لبيوتكم و احنا كفيلين بيكم ندخلكم الجنه .. و تحياتي الكم اخوكم السياسي العراقي .. الي يحبكم .. الي يخاف عليكم .. الي يريد مصلحتكم الي ماتعرفوها .. الي يريدلكم الجنه .. شوفو هلكد ما احنا ناذرين نفسنا الكم .. احنا ندري مراح ندخل للجنه بس اهم شي عدنا انتو تدخلون (و الحليم يكفي اشاره) ..
انتهى
اخوكم ابو بغداد سايق التكسي
#ابوـبغداد