قطة.

9K 207 35
                                    


كارلوس كعادته كان يجلس أمام الباب ينتظر سيده بصبر بعد أن تعدت الساعة الخامسة أي لم يبقى سوى ساعة تقريباً حتى يأتي الأكبر من عمله. كان الصغير يحاوط كوب أزرق بيديه فقد قام بإعداد لنفسه كوب من الشكولاتة الساخنة بالتأكيد بعد طلب الإذن من سيده قبل رحيله.

كارلوس يعشق الشكولاتة الساخنة يستطيع العيش عليها و لن يتذمر أبداً و لكن للأسف قلة ما يسمح له سيده بتناولها و لذا عندما يفعل يكون الصغير في أوج سعادته. مرر الكوب الساخن على رجله العارية ليعطيه الاحساس بالسخونه شعور لذيذ و مريح، مع حبه لطعم الشكولاته هو أيضاً يحب سخونتها و كيف تدفئ دواخله عندما يشربها، كذلك يحب الإحساس بحرارة الكوب على يده و جسده.

هو ببساطة يحب أي شيء يعطيه الدفئ و إن كان مجرد كوب صغير يحتوي على مشروب ساخن.  كان في قمة راحته عندما استمع لمواء ضعيف قادم من الخارج في البداية ظن أنه مجرد قط عابر يمر من أمام المنزل كثيراً ما تمر القطط و الكلاب و كذلك البشر من أمام المنزل و يكون الصغير قادر على سماع أصواتهم و أحاديث البشر القصيرة، لذا حاول تجاهل الصوت و التركيز على مشروبه اللذيذ.

و لكن مواء القطة لم يتوقف بل ظل لمدة طويلة بدى فعلا أن تلك القطة تحتاج للمساعدة، ربما هي جائعة؟ تسأل كارلوس داخله و لكن سرعان ما أبعد تلك الأفكار عنه.

"لا كارلوس لا تسمح لفضولك في أن يوقعك بمشاكل أخرى، إن علم السيد أنك فتحت الباب و خرجت سيقتلك بلا شك!" حادث كارلوس نفسه وهو يضم ذاته أكثر يحاول تجاهل الصوت الضعيف القادم من الخارج.

دقائق مرت و أصبح مواء القطة حاد و حزين للصغير الذي يستمع له بقلة حيلة و لكنه لم يستطع البقاء هكذا طويلاً هو ليس بتلك القسوة لترك حيوان ضعيف يعاني في الخارج دون فعل شيء.

" ربما تموت تلك القطة بسببي، آه لن أستطيع مسامحة نفسي، ياللهول." تحدث كارلوس بعد أن أستقام واضعاً الكوب جانباً، كان يقف أمام الباب متردداً ومتوتراً.

"هيا إن الساعة مازالت الخامسة و نصف، سأخرج فقط لرؤية ما بها و سأدخل سريعاً لن يعلم سيدي بهذا." قال كارلوس يحاول تشجيع نفسه و بالفعل بيد ترتجف فتح الباب ببطئ، في البداية أخرج رأسه فقط يعاين المكان وجد أن الحي يخلو من البشر و شكر الرب على ذلك.

ببطئ شديد فتح الباب و خرج ليصتطدم بالهواء البارد على وجهه، الجو في الخارج كان شديد البرودة و الصغير لم يكن يرتدي سوى سروال قصير خفيف غير آبه بسبب نظام التبريد في المنزل و الذي يبقيه دافئاً كأنك في منتصف الصيف.

نظر حوله و هو يحتضن جسده الذي بدأ يرتعش، بدأ يبحث عن القطة و الذي كان صوتها قريب للغاية، و بالفعل وجدها بجانب المنزل، ذيلها الصغير كان عالقاً في أحد الأخشاب الملقاه ارضاً، و هي تقاتل حتى تتحرر منه.

LENDER.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن