هوس

9.5K 214 11
                                    


اليوم كانت ليلة عيد الميلاد، شيء كهذا سخيف للغاية في أعين ليندر بعكس كارلوس الذي كان دائماً ما كان يقدس تلك الأمور. لذا هو كان متحمس للغاية هذا اليوم، لقد صنع الكثير من  البسكويت و لأن سيده يكره الحلويات هو اختار صنع البسكويت المملح مع اضافات لطيفة عليه.

أراد تزين المكان و ربما إضافة شجرة الميلاد التي تمنى دائماً أن يحصل عليها و يقوم بتزينها بطريقته، و لكنه يعلم جيداً كم يكره سيده تلك الأمور لذا هو إكتفى بالبسكويت مع ارتداء سروال أحمر قصير متأكد أنه سيعجب مالكه للغاية.

الساعة كانت تشير للخامسة والنصف، و كارلوس جلس أمام الباب بحماس مع إبتسامة واسعة على وجهه، يريد أن يأتي سيده بأسرع وقت، فكيف له أن يحتفل بالميلاد دون دفء الأخير حوله. الساعة أصبحت السادسة و عشر دقائق و كارلوس استمع لخطوات تقترب من باب المنزل، و لأنه لم يستطع انتظار أن يفتح ليندر الباب بنفسه، حماسه جعل تلك اللحظة الصغيرة، تصبح دهراً لا ينقضي.

لذا هو فتح الباب مع ابتسامة كبيرة سقطت فور رؤية رجلان غريبان يقفان أمامه بتعابير لا تقرأ. منظرهما كان خطيراً، لا مزاح!  كارلوس على الفور حاول اغلاق الباب و الإختباء، ولكن قدم أحد الرجال أوقفته و بدفعة واحدة، الصغير سقط أرضاً يظر برعب للرجلان الذان أصبحا أمامه.

"هل هذا هو عاهر اللعين." قال أحدهما وهو يشير لتلك الكتلة المرتجفة تحت نظره. "لا يهم علينا التخلص منه." أجاب الأخر و أدخل يده في جيبه و كارلوس استطاع رؤية جزء من المسدس يبدأ في الظهور أمامه.  هو هلع!  فكرة أن سيموت هنا و بتلك الطريقة بعيداً عن سيده، جعلته يتحرك بهستيرية و بقوة لم يدرك أن جسده الهزيل قادر على امتلاكها، قام بدفع الرجل عنه.

و جرى بأسرع ما لديه جرى، لا يعرف إلى أين يذهب، الأمر كان مرعباً، رعب لم يعتاد عليه، جسده كان لا يزال يرتجف يطالب بالأمان، يطالب بسيده.

عند السابعة و صل ليندر إلى البيت كل مايريده هو كوب قهوة دافىء و التمتع بوجود خاصعه حوله. فتح الباب متوقعاً رؤية كارلوس يجلس أمامه مع ابتسامة تشق وجهه و ملامح مشتاقة و أعين أكثر من سعيدة بعودة سيده أخيراً.  لكنه صدم بالمعنى الحرفي عندما وجد أمامه فارغ، خاضعه لم يكن موجوداً و هذا كان مستحيلاً، كارلوس أبداً لم يفعل شيء كهذا قبلاً.

رؤية المكان بلا خاضعه أشعره بشعور مؤلم، غريب وكأن نيراناً تشتعل داخله، بتلك المشاعر ليندر كان بلا ريب سيحطم عظام كارلوس، يشوه جسده الصغير بحروق تجعله يأن و يتألم لشهور.

"كارلوس!!" صاح بحنق و سخط يتجول في المكان بهمجية و إنفعال بالغ يبحث بعينه عن تلك الهيئة الصغيرة. ولكنه لم يجده!  "كارلوس واللعنة تعال لهنا حالاً، أقسم أني سأنتف شعرك الأشقر حتى تفقد وعيك اللعين عندما أراك!" قال بصراخ و أصبحت حركته أكثر إنفعالاً، جسده كان يتخبط ببعضه و تنفسه أصبح مسموعاً من غضبه.

LENDER.Where stories live. Discover now