خوف

8.4K 230 159
                                    

  فتح عينه ببطيء شديد شاعراً بألم في كامل جسده و خصوصاً ساقه التي كانت تحرقه بشدة، بقى ثوان يحاول استيعاب أين هو و ماذا حصل، حتى تذكر أخيراً ما فعله سيده به..كيف تصرف كالمجنون و قام بأذيته..بشكل لم يقم به من قبل.

ارتعش جسده عند تذكره لكل ما حصل لقد ظن أنه مات و اللعنة لقد شعر  بروحه تُسحب منه.
كيف له مع كل تلك الدماء و الجروح أن يظل حياً حتى؟

حاول بصعوبة الإعتدال ليجلس على السرير فيما ينظر حوله، انتفض جسده فور أن رأى سيده يحدق به..بأعين لينة خاملة، لم يرها أبداً بهذا الشكل لطالما كانت نظرات ليندر حادة و صارمة و لكن الأن..
الأن هناك شيء مختلف بها.

لم يفكر بهذا كثيراً كان لا يزال خائفاً للغاية صحيح أنه دائماً ما يشعر بالخوف من ليندر و لكن تلك المرة لم يكن ذاك الخوف كون ليندر سيده و هو يبجله بل كان خوفاً مصحوباً بعدم أمان ذات الخوف الذي سيشعر به إن كان والده هو من بجانبه.
أحس أن الأكبر سيقوم بأذيته في اي لحظة كما فعل قبلا و ربما أسوأ.

لم يعرف ماذا يقول و لكنه انكمش على نفسه مغلقاً عينه بقوة فور أن رفع ليندر يده مقترباً منه، لم يشعر بشيء مما جعله يفتح عينه من جديد ليجده أمامه مع وجه..حزين؟ لم يستطيع كارلوس فهم تعابير سيده لم تكن معتادة قط و لكنه بدى حقاً حزين!

ليندر لا يكون أبداً حزين.
يكون فقط غاضب..ساخط و ربما ساخر اي مشاعر أخرى غير الحزن لذا ما الذي حصل؟

"أسف."

همس ليندر بها صوته كان مبوح خافت بالكاد يسمع و لكنه الاصغر استطاع سماعه.

"أسف على ما فعلت، لقد خذلتك..فشلت في حمايتك من نفسي، أعرف أنك على الارجح لا تريد رؤيتي أو البقاء معي الأن، سأتفهم إن أخبرتني أنك تريد تركي و إلغاء العقد بيننا كما قلت لك عندما كتبنا ذاك العقد كارلوس، سأتفهم دائماً رغبتك في الغاءه فور أن تكره الحياة معي و ما أقدمه لك، و لا تقلق سأتكفل بكل شيء، سيكون لديك منزل خاص بك و عمل ايضاً إن رغبت و لكن لن تحتاج لواحد على أية حال فأنا سأوفر لك ما تحتاج من مال..هذا أقل ما يمكنني فعله."

تكلم ليندر بهدوء و بصوت رخيم ثابت رغم أنه ما قال كان يؤلمه بشدة
هو بالطبع لا يريد خسارة خاضعه، فكرة تركه هي مستحيلة بالنسبة له
هو خائف لاول مرة بحياته كلها هو خائف!!

فكرة أن كارلوس قد يتركه و يبتعد عنه
هو أبداً لن يتقبلها و لكن ليس أمامه خيار، فعلته لا تغتفر لقد فشل و الأن عليه تحمل نتيجة هذا
لن يستطيع إبقاء كارلوس معه و الأخير أصبح يرفضه بهذا الشكل
رؤيته هكذا بسببه تؤلمه أكثر من فكرة تركه.

LENDER.Where stories live. Discover now