حروق.

14.1K 287 85
                                    

كيوم عادي كان كارلوس يجلس على الارض واضعاً رأسه ذو الفرو الأشقر على فخذ سيده الأيمن، الأخير يلعب بخصلاته ببطيء مستمتعاً بملمس شعر صغيره الناعم. هذا جعل الصغير يحاول بصعوبة إبقاء عينه مفتوحة فلمسات الأكبر تجعله يريد الغط في النوم هذا غير انه لم ينم جيداً ليلة أمس.

بعد صراع  تغلب النعاس على الأشقر ليغلق عينه منسحباً لعالم اللاوعي، لكنه شهق و انتفض في مكانه بسرعة عندما تفاجيء بسحب مؤلم لشعره لم يكن سوى ليندر الذي قال بغضب دون أن يُبعد عينيه عن التلفاز.

"لا نوم حتى آذن لك بذلك."

"أجل سيدي." قال كارلوس بطاعة، فتح عينه يُبعد النعاس عنها مقرراً التركيز فيما يُعرض أمامه لسوء حظه كان فيلماً وثائقياً عن الحيوانات، كان مملاً للغاية و بدلاُ من يساعد الصغير جعل نعاسه يزداد لتسقط جفونه مرة اخرى هذه المرة استيقظ فزعاً عندما تم إسقاطه أرضاً بقوة!

صفعه ليندر قائلاً بنبرة عالية، حادة  "ألم أخبرك ألا تنام دون إذني!! أتخالف أوامري أيها الداعر؟!"

كارلوس بصعوبة استوعب ما حوله ليقفز من مكانه راكعاً على قدميه  "لا سيدي لا افعل، أرجوك سامحنى لن أفعل هذا مجدداً أقسم." 

"اللعنة عليك، اذهب و حضر لي كوب قهوة." ركله ليندر في وجهه أمراً اياه بعد أن عاد و جلس على كرسيه.  أجابه كارلوس بصوت متألم و هو يتحسس جبينه مكان الركلة التي بالتأكيد ستترك كدمة هناك "حاضر سيدي." ليس كأن الأمر مهماً فهو منذ أن أتى لهنا و الرضوض و الكدمات لا تفارق جسده و وجهه.

واقفاً أمام الموقد ينتظر القهوة حتى تغلي بينما عينيه تنغلق، جاهداً يحاول ابقائها مفتوحة. الأمر كان صعباً فكارل لا يستطيع مقاومة النوم كما أنه لم يعتد أن يظل مستيقظا هكذا لأنه أغلب الوقت يكون نائماً، و الأن هو لم ينم لأكثر من أربع وعشرون ساعة!

شعر بجسده يسترخي، جفونه تنخفض من جديد، ثوان كان على حافة الغرق في النوم و هو مستند على الحائط خلفه لكن صوت فوران القهوة ايقظه لا بل أفزعه!! كارلوس حرفياً كان في نوبة هلع لرؤيته القهوة و هي تلوث أرضية المطبخ و الموقد، بجسد يرتجف أطفيء النار أسرع يبحث عن شيء يمسح به أثار القهوة  يدعو داخله بألا يأتي سيده في أي لحظة.

و لأن حظه سيء وربما يكون الأسوء ليندر قد دخل المطبخ بغية معرفة ما الذي أخر خاضغه الصغير ليرى هذا المنظر أمام. الغضب؟ إنه لا شيء أمام ما يشعر به ليندر الأن.

قد يرى الأغلب أن حادثة كتلك لا تستحق هذا الغضب لكن الأمر مختلف مع هذا الرجل، فأسخف الأشياء قادرة على اخراجه عن طوره، خصوصاً اذا كان خاضعه هو  المتسبب بها. فهو ببساطة يحب اخراج غضبه عليه، في بعض الأحيان يتصنع الغضب كي يفعل هذا.

LENDER.Where stories live. Discover now