حزن.

7.4K 183 11
                                    


كارلوس كان يتوسط حضن ليندر هذا اليوم على السرير، الرجل الاكبر كان يحتضنه من الخلف يحيطه بكلتا ذراعيه و جهه متموضع فوق فروة الأصغر بينما  الأخير يريح برأسه على الذراع الذي يضمه بقوة.

الأمر كان غريباً للغاية عندما عاد ليندر اليوم من العمل و دون النبس بكلمة قام بحمل كارلوس الذي كان ينتظره عند الباب، دخل به غرفته ثم استلقى على السرير يضم خاضعة إليه بتلك الوضعية،
دون حتى تغير ملابسه أو خلع حذائه. 

كارلوس بالطبع لم يكن ليعترض هو الأن في النعيم بلا أدنى شك. الدفيء و الراحة و مشاعر حلوة أخرى كانت تتوغل فيه و تملئه، فهو لم
يحصل على عناق من سيده منذ أشهر حصوله الأن على واحد بهذا الشكل جعل مشاعره في حالة فوضى تامة. 

بالرغم من أنه يملك علامة إستفهام كبيرة حول أفعال سيده الأن، لكنه لم يتجرأ أن يسال أو حتى يقول شيء، إكتفى بالتمتع بتلك اللحظة بصمت.

دقائق كثيرة مرت و هم على ذات الوضع حتى كسر ليندر هذا الصمت قائلاً بصوت خافت لا يسمعه سوى كارلوس الملتصق به  "كارلوس."
"نعم سيدي؟"  صمت ليندر قليلاً يداعب فروة رأسه المجعد قبل أن يتنهد قائلاً "هناك شيء حدث اليوم، شيء يخصك."

صمت ليندر من جديد و كارلوس لم يقل شيء ينتظر من سيده أن يكمل" إنه شيء قد يجعلك حزين كارلوس، أتريد ان تعرفه؟"  تردد الصغير قبل أن يجيب فهو لا يريد أن يحزن، هو يكره شعور الحزن، لكن مع ذلك لم يستطع منع رغبته في معرفة ماذا حصل، يشعر بأن الامر مهم و إلا لما كان تصرف سيده بهذا الشكل.

"أ..ريد أن اعرف سيدي."ضم ليندر كارلوس أكثر إليه كأنه يعده لما هو قادم، بنبرة عميقة لينة  تحدث "إن والدتك توفيت صغيري." 

كارلوس ومض بتفاجىء و لم يقل شيء لقد فهم ما تعنيه الكلمات لكن عقله لم يستطع وضع مشاعر لتلك الكلمات، كان كأنه فقد القدرة على الشعور بشيء.

لحظة شعر فيها كارلوس بفراغ عظيم. 
-والدتك توفيت- تلك الجملتان كانتا تترددان على مسامعه كالصدى الذي أصبح متواجد بسبب الفراغ المفاجئ الذي حل داخله.

  في اللحظة الثانية عاصفة من المشاعر ضربته بقسوة، مشاعر كثيرة داهمته لم يستطع ترجمة أي منها سوى الحزن لم يشعر الأن سوى بحزن عميق اصبح يحفر داخله الأمر أشبه بأنه كان طائفاً على بحر في هدوء تام ثم في الثانية الأخرى تم سحبه داخل المياة على حين غرة الأن هو في يغرق يقاتل منأجل التنفس بلا فائدة. 

"كارلوس."ناداه سيده و لكنه لم يستطع اجابته، جسده لم يستطع تكوين أي ردة فعل هذا الحزن العميق هو عاجز تماماً عن التعبير عنه، كأن الأن مشاعره حجزت داخله تأبى الخروج. 

LENDER.Where stories live. Discover now