102 رومي كومو

8.2K 801 1.9K
                                    

كولِن

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كولِن

مرّت عدة أيام منذ رحلتنا الأولى إلى قرية شعب النهر قام الجميع خلالها بزيارات قصيرة كي لا يتغيبوا عن واجباتهم في المعسكر. كنت أتعذّر طوال الوقت كي لا أرافقهم، ولكن ماتيو أصرّ اليوم على تلبية دعوة ريادو لنا جميعاً لأخذ جولة على القارب، تتبع رحلة الأبطال الأسطوريين في النهر كما قال المعتوه. بحثتُ عن أخفّ ما أمتلك من ملابس، رفعت كُمّ سُترتي إلى أعلى كوعي، فتحتُ أول أربع أزرار أمامية، وارتديتُ نعليْن من القش جلبتهما لي رين من قريتهم كي لا تغرق قدمي في العرق. وقبل خروجي حشرتُ سلاح رومي الصغير في جيبي، لا أُطيق صبراً لإعادتهِ.

رأيتُ مايرون عند الشاطئ يُراقب البحر كما كان يفعل منذ عدة أيام، فتوجهتُ إليهِ بصدر ثقيل.

"ألم تدعوك رين للمجيء معنا اليوم؟"

"لقد رفضتْ"

"اسمع، إن لم تصلني الأخبار التي أُريدها خلال خمسة أيام كما حسبت، سوف ننفذ خطتك. ولكنني أُفضّل ألا نصدم ماتيو أمام الجميع، ويجب علينا أن نُفكّر ملياً إن كنا سنواجهها وحدها أولاً. قد لا يكون هذا مقنعاً كفاية لك ولكن نسبة أن يُصابا بمكروه ضئيلة جداً، لذلك تعال معنا اليوم، صدقني سوف يتخفف قلقك عند رؤية المغفلين وقد تحولوا إلى مجانين"

أطرق رأسه، ثم قال بعدما دفعني بعيداً: "توقف عن القلق عليّ هكذا وكأنني طفل. لقد وعدتُ العجوز باحتساء الشراب معه لذلك رفضت عرض الآنسة رين، واعتذرت إليها جيداً. سأواصل الثقة بحكمك، إنني غير معتاد على عدم وجودهما في الأنحاء لا أكثر"

لا تقلقا علينا ولا تتهورا إن صحّت تنبؤاتك، سوف نتدبر الأمر وإن اضطررنا لمحاربة الشياطين للعودة.

إيريك عقلاني إلى حد ما، ولكنني في نهاية المطاف لا أستطيع تجنب الشعور بالأسى من حال مايرون. كُنت سأنقلب متطرفاً ومتحيّزاً لإخوتي إن حُكرتُ هكذا ولن تهمني الأوامر. إنه بالغ، لأول مرة منذ التقينا أعترف بذلك.

لمحتُ الأميرة من البعيد تقف عند باب العيادة مُكفهرة الوجه، وكأنها أمام رقعة الشطرنج تُجهد نفسها بالتفكير. عندما اقتربت قليلاً وجدتُ حذاءها متسخاً بتربة مُشبّعة بالماء، وحُمرة إنهاك المشي مسافة طويلة تكتسح وجنتيْها. أذهبت إلى اجتماع سري مع ساي؟ ربما الفجر؟ إذن أوصلتها الأخبار؟ هل سأجد صدعاً في قناع الآنسة لايتون الذي تحترفهُ وأخيراً؟

المفقودWhere stories live. Discover now