69 إصابة

10.9K 989 1.1K
                                    

ساي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ساي

صرخت والدة كيوي: "بسرعة فالنزيف لا يتوقف!"

هزنا الهواء القادم من الغابة ما إن بانت لنا وهي تضغط على جرح الآنسة عند الشجيرات الفاصلة بين الغابة وسكن الخدم. إنها شديدة الشحوب بشعر منسدل أسفلها وكأنه بطانية وآثار دماء على الأرض آتية من داخل الغابة تدل على أنها زحفت حتى وصلت. ولحسن الحظ، كان كيوي يلعب عند النافذة قبل خلودهِ للنوم فرآها من البعيد. تنحت ما إن صرخ لها داي أن تفعل ليعاين جرحها الذي حمدت السماء بأنه في ذراعها اليسرى لا في نقطة حيوية.

قالت رين بعدما عاينت مدى شحوب وجهها وجرحها: "إنه عميق جداً ويبدو بأنها نزفت لوقت طويل لتبيض هكذا"

صرخ كيوي: "هل هي بخير؟ هل الآنسة بخير؟ هل ستنجو؟ هل-"

"لن تنجو إن ظللت تبكي فوق رأسي أيها الصعلوك! ابتعد من هنا أو اصمت!"

أرجعته للوراء قبل انفجارهِ بكاءً وانفجار داي معه فهو لن يحتمل توتره العلني فوق رأسهِ. همست في أذنهِ: "لا تقلق عليها فهي لا تنزف من مكان خطير، كما أنني لم أرى أي مريض يموت عند داي ورين"

قال بعدما شفط ما في أنفهِ: "وماذا عن الذين لم تراهم؟"

استلمته والدته مني: "ماتت له قطة في السابق، احتمله قليلاً..."

أومأت لها متفهماً ومريحاً يدي فوق رأسهِ المدبب، بينما كان داي ورين كالنحل يعملان بعشر أذرع تنظف وتعقم وتضغط. رفعت رين ساقي الطريحة فوق بعض الأحجار بعدما تأكدت بأنها لا تنزف من أي مكان آخر، وقمت على الفور بتغطية عيني كيوي ما إن أخرج داي إبرته وخيطه المرعبين. أنهى عمله في أقل من خمس دقائق وبدقة جعلتني أبتسم لعودتهِ كما نعلمه. واثق، سلس، كثير الاهتمام بالتفاصيل وصاخب عند الطوارئ الطبية.

"نحتاج إلى تدفئتها فالبرودة كفيلة بقتلها إن ظلت هنا"

قالت لي رين: "ما الذي تنتظره؟ تعال واحملها بسرعة"

انطلقت شبه متعثر ببلاهتي على تصلبي بضع ثوانٍ لاستيعاب ما تطلبه. نفس الآنسة الواهن يصلني بالتدريج أثناء رفع جسدها بسهولة لم أتوقعها وكأنها فتاة في الثانية عشرة. سحقاً ما الذي يطعمونهم هنا؟ حاولت المشي بثبات وبلا اهتزاز كي لا تستيقظ وأقرر الانتحار في الثانية ذاتها. ولأن شعرها طويل جداً، اضطررت إلى رفعها بمستوى أعلى كي لا يزحف على الأرض. كان يجب عليها، لأنها تجلب المتاعب لي دائماً، أن تحرك رأسها وتئنّ ما إن لفحنا هواء الغرفة الدافئ لتعود فكرة الانتحار لرأسي من جديد.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن