المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كولِن
لم يكن التسلل إلى إحدى حصون القصر صعباً جداً، الحماية المشددة معظمها عند الأسوار، فاخترنا أقربها للغابة. قمتُ بتغيير ملابسي لما سيجعلني أبدو كعامل إسطبل، عكفتُ هناك أستطلع الأمور منذ الصباح، أتذلل عند الجنود بما يُحطم الكبرياء، أجعل من نفسي أحمقاً يتساءل عمّا يحدث في القصر، فيُجيبني الحمقى الحقيقيون مزهوون بأنفسهم كجنود يعلمون ما لا يعلمه عامل وضيع.
"أشعر بالامتنان كون معظم جنود جيشنا مغفلين"
"جميع من يحمل السلاح مغفل في المملكة، وعلى رأسهم رجال الأمن"، ناولني ماتيو ملابسي الجلدية، "إذاً كيف كان الوضع؟"
"مثلما أفادت معلوماتنا، لا وقت معين للاجتماعات وتستمر من الصباح حتى بعد غروب الشمس، احتمال خروج الملك وقت الغروب هو الأكبر، ولم تُخطئ الشائعات، الحرب اندلعت بالفعل وقد خسرنا في أول معركة كما يبدو، بالمناسبة أين هو داي؟"
"ذهب لقضاء حاجتهِ، يقول بأن الأمعاء تتحرك كحية مجنونة عند التوتر"
"أرجو ألّا يتأخر فموعد الغروب قريب"، نزلنا على رُكبنا بعد وضع مخطط القصر على الأرض، " سنراجع للمرة الأخيرة، لابد للملك أن يمرّ من خلال هذا الممر الزجاجي، يُرافقه بالعادة اللورد هيرمان وعدد من رجال البلاط والفرسان، سنكون نحنُ متأهبين فوق السطح حتى يتوسط النافذة المقابلة لك، حينها سنكسر أنا وداي النوافذ المحيطة من الجهتين ونرمي الكرات الدخانية، وأنت ما عليك سوى-"
عقدنا أيدينا نراقب مخطط القصر بتوتر، خطتنا تعتبر نوعاً ما ضرباً من الجنون. ما يتبادر لذهن أي قاتل مأجور في البداية هو قتل ضحيتهِ وهي نائمة، إنها الطريقة الأسهل والأسرع، ولكننا استبعدنا هذهِ الفكرة مراعاة لمشاعر الملكة، إن كنا سنقتل زوجها فمن الأفضل أن نفعل ذلك بعيداً عن مرآها. خرج مني زفير يائس.
"نستطيع فعلها كولِن، حراس الملك هم بشر أيضاً وليسوا وحوشاً، الفرار منهم ليس مستحيلاً"
