المفقود حكاية عن ذلك الفتى الصغير الذي لطالما آمن بوجود دفء عائلتهِ إذا ما بحث عنه جيداً، إلّا أنّ الحياة تعلّمه أنّ الفرق بين الآمال والواقع قد يؤدي إلى هلاكهِ. فتبدأ حكايته وحكايات العديد من الشخصيات التي سترى النور بوجودهِ، لكن هل هو بالفعل لا يم...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ماتيو
رميت قميصي على الأرض ومعدتي تكاد تخرج من جوفي من فرط الضحك، بينما بالطبع كانا هما، أي داي وكولِن، يعصران ملابسهما من الماء بوجوه شياطين.
قال داي أثناء فكّ شعره المبلل: "هلا توقفت عن الضحك أيها القرد؟ ما حدث لنا ليس مسلياً على الإطلاق"
لم يقل كولِن شيئاً وهو يتفحص مذكرات لويس روزمان بقلق أن تكون قد تضررت، يبدو بأنها نجت من البلل نظراً لتعابير الاسترخاء التي أبداها، ولكنه ما يزال مضطرباً من صباحنا المدوي.
"أنتما مملان للغاية، فلن نجد أفضل من السماء في إيقاظنا من النوم بزخة مطر رائعة!"
"سحقاً لك أنت ومطرك وهراء الطبيعة ماتيو، كاد قلبي ينشطر من هول المفاجأة ولا أعلم كيف بحق الجحيم أصبحت نائماً معكما فوق الشرفة"
أمسك داي ياقة ساي المبللة مُكملاً بتهديد: "أحقاً أنت لم تقم بهذا المقلب يا قرد النينجا؟ فلا أتذكر أبداً بأنني أعاني من حالة المشي أثناء النوم ولابد لجسدي أن ينتقل للخارج بطريقة ما"
هزّ المسكين رأسه قائلاً: "ليس مقلباً أُقسم لك بذلك، لا أعلم كيف انتهى الحال بك معهما في الخارج ولا أستطيع جعل السماء تمطر من الأساس"
ابتسمت له رين بعدما قرصتني على رمي ملابسي قائلة: "أنا التي قمت بهذا المقلب، ألديك مشكلة يجب أن نناقشها قبل شروعنا بالاعتناء بشعرك؟"
تردد في الردّ عليها وقد أمسك شعره بشكل غريزي، رين أجبرته على اتخاذهِ كنقطة ضعف بشكل يبعث على الذهول. ولكن بالطبع الأمر يختلف من شخص لآخر؛ إن أمسكت رين أو هانا شعره فسيتحول إلى كائن رخوي ضعيف، أما نحن فستُقطع أيدينا قبل أن نلاحظ.
انتهينا من روتين القتال مع الخادمات للخلاص من الطقوس الصباحية وحان وقت الحقيقة المطلقة، أي أنا أقول لكولِن بأنني لن أُشارك اليوم في التحقيق أو أناقش موضوع الحرب، وسأغيب اليوم بأكملهِ مجدداً.
"اذهب..."
"المعذرة ماذا؟"
"قلت لك اذهب، أهناك مشكلة إن لم أعترض؟"
كان الجميع مشدوهاً بما فيهم مايرون السافل الذي لم يعاشرنا كثيراً، ولكنه مصدوم أيضاً من تراخي كولِن معي لهذهِ الدرجة.
