65 مهانة

10.8K 989 1.7K
                                    

جيني

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

جيني

التفتُّ إلى الوراء فرأيتها تُطعم أسماك الكوي التي تبتلع الفتات بحيوية في بركة القلعة، تتداخل ألوانهم الزاهية الذهبية والصفراء والبرتقالية في بعضها وكأنهم لوحة فنان غربي. وأنا الطفلة ذات الست سنوات أعشق رؤية مزيج التحامهم بوئام هكذا.

"انظري كم تعم هذهِ البركة السلام بالرغم من اختلاف وتباين الألوان فيها جيني"

يتطاير شعرها القرمزي في الهواء وتتألق ابتسامتها كروح حرة لا تعرف السماء حداً لها.

"إنهم أفضل منا نحن البشر بكثير..."

أومئ لها موافقة ومتفهمة، وإن كنت أحياناً لا أفقه ما ترمي إليهِ بتشبيهاتها ومقارناتها، إلا أنني دائماً ما أهز لها الرأس كي أكبر في عينها. كان ذلك كل ما يهمني. أمي وما تراه فيني وما تأمله مني وما تريده أن يتحقق بوجودي ولكن...

"إنني الآن في السابعة عشرة أمي، وما زلتُ للآن لم أحقق شيئاً..."

قالت باسمة: "الفرص تأتي لمن يبحثون عنها جيني... استغلي واستخدمي كل شيء تمتلكينه وكل موقف وإن كان صعباً لصالحك... فالفرص لا تأتي على أطباق من ذهب"

أيقظتني حركة تاكي الجنونية في حضني من النوم، أعادتني إلى ليالي صيف الغرب الموحشة حين كنت في جوار أمي في الشرق قبل قليل. أحب هذهِ الأحلام وأكرهها لما تُخلفه في قلبي من شوق. كثرتُ كثيراً في الآونة الأخيرة وكأنها تنبهني بألا أتجاهل مشاعري القوية للعودة للوطن.

"توقف عن الحركة تاكي... إنني متعبة والأفكار هجرت عقلي بالكامل"، نهضتُ فقفز من حضني عودةً للشجرة، فتطلعتُ إليهِ بحزن، "قد لا أستطيع العودة للغابة المرة القادمة، قد أُطرد، قد لا أستطيع جلب لك الفراولة بعد الآن، ولن أُرغمك على المجيء معي إن أعجبتك الحياة هنا"، أدرتُ له ظهري فلم يتحرك بالرغم من المشهد المأساوي الذي ابتدعته. هو يستطيع الإحساس بي بالعادة فلماذا لم يتحرك قيد أنملة؟ أهذهِ إشارة لي بأنني لن أُطرد؟ يجب أن أتوقف عن وضع آمال مستحيلة. لا يجب أن أتخيل نزول الإلهام وحدوث معجزات عندما تفرغ مني الأفكار. سأتحول إلى فتاة مغفلة وحالمة هكذا.

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن