22 المهمة الأولى

12.7K 1K 442
                                    

رين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

رين

"خرجت الغيمة الذهبية من الغابة حزينة، لم تعد تستط-"، توقفتُ عن الحديث بعدما غطّت هانا في النوم بالكامل، بالرغم من أنني قررت تغيير النهاية لنهاية سعيدة إلّا أنني لم أستطع فعل ذلك، لا أستطيع تغيير واقع هذهِ الغيمة كما لا أستطيع تغيير ما يحدث الآن، لا فائدة من خداع نفسي بابتسامتي أو بتغيري الأحداث لمجرى مختلف، إنه الواقع رين، فإما البكاء عليهِ وإما تقبله كما هو، ليس هناك خيار يُعطيني صلاحية تغيير أي شيء، لا في قصة الغيمة الذهبية ولا في قصة المهمة الأولى هذهِ.

تباً كم كرهت نفسي على تبسّمي في وجوههم عند الباب الخلفي، ماتيو كان يبتسم أيضاً، يخدعني وأخدعه ونخدع العالم بأجمعه بأننا بخير، بأنه لا بأس، فسلب الأرواح لا يستدعي القلق على الإطلاق.

"سنعود قريباً"، هو آخر ما قاله بعدما انطلقوا فوق السطح كالظلال، يرتدون ملابسهم التي نسجت خيوطها بنفسي خصيصاً فقط لهذهِ المهام، يحملون أسلحتهم التي صنعتهم بينتا مع ماتيو الذي لم أتوقع أن يكون خبير سيوف فجأة هكذا، يُخبّئون المساحيق الغريبة التي أعدها داي مع ساي في قبو منزلنا، وفي رؤوسهم خطة وضعوها معاً طوال هذا الأسبوع.

كنت أُعرّف كولِنْ على كل معارفي في القبو، وهو بكل دهاء يستخرج ما يُريده من معلومات منهم، أساعد في متجر الحِدادة أحياناً، وأحياناً أخرى أساعد داي في صنع ما يريد من المساحيق، وفي الليل بعد نوم هانا أدرس الكتب التي أهداني إياها داي وقد اشتريت خمسة مذكرات إضافية لاستيعاب كل هذهِ المعلومات، كان يمتحنني شفهياً بين الحين والآخر، لم يكن يفعل ذلك سابقاً فحزرت بأنه يتبع خطوات معلّمهِ الأبهق في تعليمي.

لن أنسى تلك الليلة قبل ثلاثة أيام، كان ماتيو وكولِنْ وساي خارجين مع هانا لمحل السكاكر، هي المهرب ذو الخمس سنوات الذي يُعيد لهم ذكريات براءتنا عندما عرفنا بعضنا أول مرة. لم يذهب داي معهم بل ظلّ يقرأ كتاباً عن الطب الشرعي وكيف له أن يعرف سبب الموت من نظرة واحدة للجثة.

كان يُرجع خصلات شعرهِ التي تهرب من الربطة بانزعاج للوراء، ينظر إليهِ وكأنه طفيلي يعيش فوق رأسهِ، أغلق كتابه ونهض من مقعدهِ فجأة، فسألته مرتابة بعض الشيء: "إلى أين أنت ذاهب؟"

المفقودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن