الفصل الثاني و الأربعون ج٢

Start from the beginning
                                    

جلست على الأريكة بداخل الغرفة وتساقط الدمع من عينيها ، كيف تنقذ نفسها من دائرة الظنون الذي هو ذاته زرعها بداخل قلبها وحصد الشك !!
قالت ببكاء :-
_ أنا تايهة أوي يارب ، أصدقه ولا ما أصدقهوش ؟! صادق ولا كداب ؟!
مش عارفة حتى أفرح باللي قاله ! ، خايفة أفرح يكون بيكدب عليا ويسيبني بعد ما اتعلق تاني ، في حاجة منعاني مش عارفة ايه هي ؟! هو اللي وصلني لكده ! للخوف والشك والحيرة

ظلت على حالتها لدقائق كثيرة حتى اتت حميدة للغرفة وكادت أن تعنفها للتأخير حتى وجدتها هكذا....ركضت اليها بقلق وتساءلت :-
_ مالك يا سمكة فيكي ايه ؟!
نظرت لها سما بحيرة هائلة تتموج بعينيها ثم أخبرتها عما حدث لتقف حميدة بابتسامة واسعة مباركة :- الف مبروووك يا سموكة ، وبتعيطي يا عبيطة ؟ مش ده اللي كنتِ هتموتي عليه وليل نهار آسر آسر آسر !!
افتكرت أنك هتتنططي من الفرحة بدل ما عمالة تعيطي كده ؟!
قالت سما بدموع تملأ عينيها :-
_ مافيش فرحة بتيجي كاملة من حد كسرنا ووجعنا ، خلاني أشوف نفسي قليلة وأقل منه ، خلاني أحس أني ما استاهلش اتحب ، خلاني صعبت على الكل وأولهم نفسي ، ماهو محدش يتقاله كلمة بحبك بعد ما يضرب بالقلم !! واللي بيضرب وبيوجع هو نفسه اللي بيحب وبيعترف !!
أشفقت حميدة عليها وقالت برفق :-
_ كنتِ اكتر واحدة فرفوشة فينا ، ضحكتك مش بتفارق وشك ، ايه اللي جرالك ؟! انا عارفة أن الحب ساعات كتير بيوجعنا لكن بطريقتك دي هيدمرك ! وبعدين بصراحة آسر غلطان أنه يطلع هنا وانتي لوحدك بس عشان ما تحصلش مشاكل هعديها....المهم قررتي ايه ؟
ابتلعت سما غصة بحلقها وقالت :- قولتله محتاجة وقت
حميدة بتساءل :- وقت تفكري وتوافقي ؟ ...حلو
أجابت سما بنظرة غامضة :- وقت عشان أقوى وأرفض ، أنا مش قادرة أرفض ، لسه جوايا بقايا عايزاه ، أنا مش هسيبه يلعب بيا تاني ! هجرحه مرة من نفسي
تفاجئت حميدة بقولها وقالت بدهشة :- أنتِ بتقولي إيـه؟! هي حرب ؟! أفرضي كان صادق وبيحبك بجد ؟!
سما بغضب :- وأفرضي كان كداب وعايز يكسرني تاني ؟! دي مش أول مرة بستخدم فيها أسلوبه ده بس الفرق أن المرادي قال بحبك !
لأن بقى ليه ند....بقى شايف أن ليه بديل ، أنا فقدت ثقتي فيه تمامـًا
زفرت حميدة بضيق وحاولت أن تهدا قليلا ثم قالت :-
_ أنا عذراكي في حاجات كتير ، بس عايزاكي تفكري صح وبالعقل ، آسر لو اكتشفتي أنه صادق هتندمي طول عمرك
ادمعت عين سما بقوة وقالت :-
_ ولو وافقت وصدقته واكتشفت أنه بيكدب عليا انا ممكن اموت فيها ، مش هستحمل أنه يوجعني تاني
ربتت حميدة على كتفها بحنان وقالت :-
_ أنتِ مش عايزة ترفضي ، موافقة ومبسوطة بس خايفة ، عموما كويس أنك قولتيله محتاجة وقت ، خدي وقتك براحتك لحد ما ترسي على بر وتعرفي حقيقته وساعتها قرري
نهضت سما من مقعدها وقالت :- للأسف مش قدامي وقت كتير ، لأنه قرر يتقدملي يوم خطوبة رضوى ، ورضوى قالت أن رعد هيخلي الخطوبة الأسبوع الجاي...
حميدة بحيرة :- ربنا يستر
                         ***********

بعدما أنتهى وجيه من الحديث مع الأسطى سمعه بأمر الخطوبة والزفاف هتف سمعه على رضوى لتحضر المشروب ويقرأون الفاتحة...
تجمع الفتيات مرة أخرى بغرفة حميدة وانتهت رضوى من ارتداء حذائها وكل شيء وأتى سقراط يحمل صينية المشروب من المطبخ وقال لهنّ :-
_ يلا ياختي اطلعي معايا ماهو أنا السفرجي بتاعكوا !
حملت رضوى الصينية وهي ترمقه بغيظ بينما تغنى سقراط وقال :-
_ اتمخطري يا حلوة يا زينة ، هتغوري من بيتنا الليلة
ضحك الفتيات جميعنّ بما فيهم رضوى حتى خرج سقراط وتمتم مرة أخرى وقال :-
_ يااارب عقبال العرسة الصغيرة الباقية ياااارب واخلص من خلقتهم كلهم مرة واحدة....نفسي افتتح السطح واعمله صالة بلياردو واغتني
قدمت رضوى المشروب والقت السلام على الحضور بينما كان يرمقها رعد بنظراته الثابته التي وحدها تعرف مدى مكرها......
همس جاسر لآسر وقال بابتسامة :-
_ عارف رعد ده ، داهية قاعدة ، واحد خبيث كده ومش سهل ، عرف يبلف عقلها وهي معقدة اكتر منك يا حبيب قلبي ، والله كلها أسبوع بعد الفرح وهتلاقيها بتقوله حاضر ونعم وأوامرك يا تاج راسي.....
آسر بسخرية :- تاج راسي يا بيئة !
جاسر  بابتسامة :- آه...أنا بحب جو بين القصرين ده وبعشقه
وكز يوسف جاسر في ذراعه وهمس :- بطل رغي بقى هنقرأ الفاتحة...اوعى تكون مش حافظها ؟!
جاسر بغيظ :- ليه هو أنا ابو لهب !
يوسف بتأكيد :- ايوة
رمقهم وجيه بنظرة جعلتهم يصمتون تمامـًا......ركضت رضوى للداخل مجددًا واشتعلت وجنتيها بحمرة شديدة من الحياء....
بعد أنتهاء الأمر تماما والاتفاق على كل شيء نهض وجيه وقال :-
_ طب نستأذن احنا بقى وبأذن الله نتقابل قريب على خير
ظل رعد جالسا وظن أنه سيجلس مع رضوى بعض الوقت مثلما حدث مع جاسر ويوسف ولكن وجيه امره بالنهوض وقال :-
_ الوقت متأخر ، كده كده الخطوبة بعد أيام تقدروا تتكلموا براحتكم
كتم جاسر ضحكته بالكاد بينما نظر رعد بنظرات عصبية للشباب ، تمتم يوسف بشفقة :- ده اتصدم !
الفت آسر لجهة أخرى واطلق ابتسامته بعدما لاحظ تعابير وجه رعد.....
                         ***********

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now