عَـالم مـوازي، رُبـمـا؟

1.8K 124 209
                                    

في الثاني والعشرون من شهر فبراير، بداخل قسم الشرطة لمدينة لندن.

••

بداخل أحدى الغرف ذات الجدار الزجاجي، في قسم الشرطة. تجلس شابة بشعر مَعقود في كعكة شعر فوضويةبني اللون، وعيون حادة سوداء، وأنف مرفوع وشفاة مُحددة، مع لون بشرة أبيض شاحب بعض الشيء.

كانت ترتدي هي قميص بهِ مربعات زرقاء، وممسكة بورقة وقلم وأمامها شخص مُكبل بالأصفاد على وجهه اللامبالاة ومعها بعض اللكمات ألوانها مختلفة فتنحصر بين البنفسجي والأزرق المائل للأسوظ.

«هل تعتقد أنني في الخامسة؟ بربك أكذب كذبة غير تِلك، مَن الأبله الذي سيصدقك؟ ماذا تقول؟ صديقك صعد على قطار ومن ثم ماذا؟ أختفى؟ هل نحن في قصة كارتون؟ أجبني؟»

كانت تتحدث بغضبٍ واضح حتى أنها قامت بضرب الطاولة أكثر من مرة بقبضتها، هي كانت تعلم جيداً أن أولئك المجرمون مخادعون ولكن ذاك أثار غضبها كونه يستغبيها ويخادع.

«أقسم لكِ أنني أخبركِ بالصدق، حتى وأن وددت أن أكذب عليكِ لن أستمر في كذبي لشهر كامل.»

طالعتهُ بشكٍ، ومن ثم تحدثت بنبرة أكثر هدوء ولكن لازالت غاضبة.

«أعطني عنوان المحطة بالتفصيل الدقيق، سأذهب اليوم لأنهي تلك المهزلة.»

نبست قبل أن ترتشف القليل من قهوتها التي بردت بالفِعل ولكنها لم تهتم كونها تحتاج أن تكون يقظة.

«أعتقد أنه من الخطر الذهاب، لقد أختفى صديقي من أمام عيني.»

نظرت له بحدة، والذي أضاف الجدية لنظرتها أكثر هي رسمة عيونها ذات نفسها.

«هل ستفعل؟ أم أخبر أهلك أنك متورط بقضية مخدارت، أيها الغبي؟ ومن ثم لا تجعلني أشعر كأنك تأبه لأمري، أنتَ تكرهني كما أفعل. لذا أنطق سريعًا وإلا سأخبر والدك المريض تلك المرة وليس أخاك فقط.»

هددتهُ، ليبتلع ماء حلقه وتتلاشى اللامبالاه من قواسِم وجهه.

«سأخبرك ولكن تذكري أنني حذرتك قبلاً، وأخبري الجميع حتى لا أُتهم بأنني أختطفتك أو مثل هذا القبيل.

على كل يبدو أنكِ لن تستمعي لي لذا سأخبركِ وأترككِ لفضولك، عندما تذهبي لمحطة لندن، ستجدي هناك نافذة تذاكر غريبة الشكل في ٱخر الصف على يَدكِ اليمنى، أذهبي هناك وأسألي الرجل على مواعيد الرحلات وهو سيخبركِ، يجب أن تذهبِ قَبيل الساعة الثانية عشر، منتصف الليل.

تذكري فقط أنني حذرتك، فصديقي هَذا كان مهوس بالبحث عنها، عن البوابة للعالم الموازي وقد وجدها بالفِعل بعد أن بحث عنها لمدة ثلاثة عشر سنة، لذا يبدو أن الأمر ليس بمزحة.»

بدا على ملامح وجهها الفضول لبُرهات بينما كان يتحدث، قبل أن يتخذ وجهها الصرامة كَقناع مجدداً.

الثالثْ والعِـشرُون ✓Where stories live. Discover now