خروج الظُـفـْر

208 58 4
                                    


صباح يوم جديد، إيڤلين

أنه الفجر الٱن، أي بداية يوم جديد لست متأهبة له نهائياً، الأيام ههنا غير متشابهة أطلاقا كل يوم يحدث به العديد من الأشياء، تلك التغيرات المفاجأة مرعبة جداً بالنسبةِ لي.

أنا أشتاق لتلك الأيام القديمة، أشتاق للأيام المتكررة الروتينة، أشتاق للعطَل التي كنت أقضيها في المنزل دون فعل أي شيء عدا التحديق بالتلفاز وتناول الطعام السريع، أشتاق أيضاً لتلك الأيام التي كنت أظل مستيقظة ليومين متواصلين كي أعمل على قضية، أشتاق إلي تتبع المجرمين او المشكوك في كونهم مجرمين حتى أجمع بعض الأدلة، أشتاق لحياتي ببساطة.

ربما أنا من البداية أحب حياتي وأقدرها وكنت دوما أود الرجوع لها، ولكن خوفي هيأ لي أنه لا بأس بتلك الحياة، ربما ذاتي من أختلقت الأمر حتى لا أركض خلف حياتي بلندن، ربما من دواخلي علمت أنني أريد العودة ولكنني خشيت من فعل شيء.

كل شيء الان أصبح رمادي وباهت، الان أنا أعلم رغبتي بصدق ولكن الطريق مغلق أمامي، لن أعود لأنهم يستغلونني ههنا، أنا بالنسبة لهم مثل شيء مهم، هم يحتاجونني كشيء وليس كشخص لذا لن يطلقونني إلا بعد عناء سأخرج منهم كما يخرج الظفر من اللحم.
أتمنى أن أغمض أعيني وأفتحهما وأجدنى في سريري الذي يحتوى على بعض الملابس المتسخة، وأجدنى في غرفتي التي تحتوى على العديد من الملصقات لفرقي الموسيقية المفضلة.

ولكن كل هذا يبدو أنه بعيد جداً، يجب أن أنهض وأحاول فعل شيء ما بدلاً من الجلوس في رقعتي والنحيب دون جدوى.

«ألي أين أنت ذاهبة؟»
سألتني شمس، وجهها لوحدهُ يغضبني.

«إلي أهلي، أقتربي لتحصلي على مبتغاك، هل هكذا الطاقة أنتقلت لك؟»

«ماذا؟»
«لا شيء يا شمس لا ينقصني واحدة مثلك تدعى البراءة.»
أكره ذلك النوع من البشر، أولئك من يقتلون القتيل وينوحوا في جنازته، وقد يقولون في رثاءه بعض الشعر المُنمق أيضاً لا بأس بذلك لديهم. أريد الذهاب للرؤية مريم اليوم، اذا كانت لازالت تعارض على الخطوبة سأبذل ما في وسعي لكي أفسخها، ففي النهاية أنا لا أملك شيء لأخسره ههنا لذا أستطيع الذهاب لأبعد حد دون خوف.

وصلت للمنزل وظللت كثيرا حتى فتحت الأم الباب ووجهها كان أحمر من كثرة البكاء، بالرغم من كرهي لها قليلا ولكنني تعاطفت معاها.

أحتضنتها وسألتها أكثر من مرة عن ما الخطب، ولكنها كانت لا تستطيع التحدث من كثرة البكاء.
«مري-يم.»
تحدثت بتلعثم.

«ما بها؟»
«مريم ظهر عليها ذلك الجرح.»

«أتقصدين ذلك الجرح الذي يشبه التنين؟»

«أجل أنه ذلك الشيء، حرارتها بدأت ترتفع منذ أمس وأنها تتقيأ كل ما تأكله، والدك ليس ههنا ولا أدري ما اللذي يجب أن أفعله؟»

الثالثْ والعِـشرُون ✓Where stories live. Discover now