فَـصل إضافِـي

201 35 10
                                    

سابقاً في ذلك اليوم.

«زهرة ألا يمكنك أن تساعديني؟»
دلفت هاريس محل زهرة بينما تحمل في يدها خضروات.

«يمكنني فعل كل شيء يا حلوتي، ولكن ما الذي يجعلكِ تثقي في؟»
نظرت لها زهرة بينما تمرر لها مخدة مهترئة لتجلس عليها.

«لا أثق فيكي ولكنكي أملي الوحيد، ألا يوجد أي طريقة للعودة؟»
تسائلت بشكل متردد.

«بالعودة أتعني العودة للندن؟»

«أجل بالظبط.»
أومأت لها مرتين وعينيها بدأت تلمع بالأمل.

«توجد طريقة، ولكن لما تظني أنني قد لا أستغلك؟»

«ثريا أيضاً تستغلني، لذا الأمر سيان على الأقل أنتِ قد تساعديني بالفِعل.»

قالتها بينما تناظر الأرض بتردد.

«سأفكر يا حلوة، ألا يمكنني أن أحصل منكِ على مال؟ أنا في أمس حاجة إليه تلك الفترة وأنا حقاً أكسل من أن أبحث عن طريقة كي أجني بها المال.»
نفت هاريس برأسها مرات متتالية.

«حسنا لا يهم سأسرقه من أحدى الأثرياء لا تشغلي بالك.»
نهضت فجأة زهرة وتوجهت نحو طاولتها وجلبت الصحن الذي كان متواجد فوقها وكان يوجد بهِ عنب قرمزي.

«ولكن زهرة أيمكن أن أسالك على شيء؟»

«أسألي يا حلوة، أتريدين بعض العنب؟»
مدت لها الصحن بينما تأكل منه  لتشكرها هاريس بعدما ألتقطت أحدى حبات العنب ومن ثم نبست.

«ما هي علامة التنين تلك؟»

«مجرد علامة سخيفة تظهر على الناس بشكل عشوائي، ببساطة إذا هلعوا منها وخشوها للغاية سيكون مصيرهم الموت، ومن كان السبب فيها منذُ البداية سيستخدم أولئك الناس كما يريد.»

أخبرتها الأجابة كأنه أمر أعتيادي دون أن يبدو على ملامحها أي شيء بينما تلتقط أحدى العُـنِيبات من الصحن.

«إذاً ما تقولينه هو أن ثريا والٱخريات سيسلبون أولئك الناس أجسادهم، صحيح؟»

تسائلت هاريس بعدما توجهت نحو زاوية الغرفة بعدما نهضت من مكانها لتتأمل تمثال برونزي ل وردة ما. وبعد هذا نظرت لها زهرة وأومأت لها.

«بالظبط.»
أخبرتها ومن ثم أنهت طبق العنب خاصتها كونه لم يحتوى كمية كبيرة منذ البداية.
لتتوجه بعدها عند كومة الحطب الصغيرة التي في ٱخر المحل ومن ثم أشعلتها وتوجهت نحو أناء صغير.

«لما يفعلون ذلك؟»
تقدمت هاريس منها لتراقب الذي تفعله عن كثب.

«أنظري يا حلوة نحن السحرة مجرد بشر مثلكم، ولكننا نطلب المساعدة من الأرواح، وتلك الأرواح تريد أن تأخذ مِنا شيء في المقابل.
لذا أولئك السحرة سيأخذون أجساد الأشخاص الضعيفة وسيفعلوا ما يحلو بها بها.»

«رباه لقد أقشعر بدني!»
قالتها هاريس وبعدها أحتضنت ذراعها وربتت عليه.

«هل يمكنك أن تكفي عن اللحاق بي وتجلسي في مكان ما لأن هذا يوترني.»

«هل تصابون بالتوتر مثلنا؟ أوه هذا صادم بعض الشيء.»
نظرت لها زهرة بقرف ومن ثم أكملت صنع قهوتها.

«ما الذي أتي بكي إلي هنا؟»

«أيمكن أن أعود للمنزل؟»

«يمكنك، أ أخبركِ بخطتي؟ لقد كنت أفكر في ذلك الأمر الأسبوع الماضي وبعد أن أستشرت أشباحي، عرضوا علي فكرة جيدة لم أفكر فيها من قبل ولكن يحب أن يفعلها شخص عادي.»

«وما هي؟»

«يمكن أن نبدل شكل الشخص العادي بشخص ٱخر من الذين ستأخذهم الأرواح، وأثناء الطقوس يجب أن يخرب الدائرة أو أي شيء ٱخر، وبهذا لن يستطيعوا أخذ أولئك المساكين.»

«وماذا عن عودتي؟»

«يجب أن تقتلي ثريا ومجموعتها لأن روحك مرتبطة بهم، ذلك أول شيء، ثاني شيء يجب أن تتخلصي من جسد سمية حتى تتحرر روحك.»

«أي يجب أن أقتل جسد سمية صحيح؟»

«أجل صحيح»
أجابتها على مضض ومن ثم ذهبت لتبحث عن شيء ما.

«هل رأيتي فنجاني؟ رباه كان ها هنا.»
أخذت تبحث عنه بين أشيائها الكثيرة حتى وجدته.

«أذهبي وأغسليه من المحل المجاور يا حلوة.»

«فقط لأنني بحاجة إليكِ سأفعل ذلك.»
تأفأفت هاريس وذهبت نحو المحل المجاور الذي كان يبيع حبوب وبجواره زير خزفي كبير به ماء، أخذت بضعة ماء منه وبدأت تغسل فنجان زهرة.

«إذاً، كيف سأقتل ثريا وكيف سأموت؟»

«كما أخبرتك أفعلي فقط.»

«لقد فهمت، إذاً كيف يجب أن أموت؟»
قالتها بينما أرتعش صوتها.

«لا تتوتري لن تموتي فعلاً، أعتبري الأمر أنكِ ستنامين قليلاً.»

«أعلم ولكن الأمر لا يزال موتِـر، أتفهمين قصدي؟»

«أجل، ولكن لا تقلقي لن أقوم بأي حيّل أقسم. يجب فقط أن تقفزي من مكان مرتفع تلك أفضل طريقة.»

_________________________________________

الساعة التاسعة صباحاً، في مَـشفىٰ سانت ماري.

في جناح عام كان يوجد سرير نائمة عليه هاريس بهدوء، وبجوارها سيدة في عقدها الخامس جالسة على كرسي ويديها متشابكتين ورأسها مُسند عليهم ويبدو أنها كانت تصلي قبل أن تسقط غافيةً.

«أمي.»

صوت مبحوح خرج من تلك المستلقية لتجعل السيدة تستفيق من نومها.

«بُـنيتي.»
أخذتها بين أذرعها وماء عينيها بدأ يسيل.

الثالثْ والعِـشرُون ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن