كلمة قدر (٢١)

Comenzar desde el principio
                                    

ألقى آخر كلماته وهو ينظر لسبأ التي تحاول شغل نفسها في تقطيع الحشائش الموجودة أسفل المفرش الذي يجلسون فوقه ..

ملك بابتسامة :
- روح يا حبيبي واعمل حسابك على آخر الأسبوع ان شاء الله هنعمل عزومة ونتلم كلنا .

ألقى لها مالك قبلة في الهواء ومن ثم تمتم بابتسامة ومرح :
- حبايب خالو عاملين إيه ؟

ملك :
- مطلعين عيني والله يا خويا .

مالك :
- إن شاء الله تقومي لنا بالسلامة يا حبيبتي كده ونفرح بيكي وبأولادك وبإبن عمي اللي هعلمه الشقاوة من أول يوم .

مريم وهي تدفعه من كتفه بخفه :
- بطل بقا وقوم امشي .

مالك بغمزة :
- همشي بس لينا قعدة يا جميل .

ضحك الجميع ليتحرك مالك واقفًا ومن ثم تمتم بهدوء :
- مرات عمو لو سمحتي هستعمل الحمام .

مريم :
- البيت بيتك يا مالك .. قومي مع جوزك يا سبأ وهاتي له فوطه جديدة من الدرج الصغير في آخر دولابي من تحت لو سمحتي .

سبأ بتردد :
- اا .. حـ حاضر .

تحركت سبأ بالفعل خلف مالك الذي تعتلي شفتيه ابتسامة سعيدة لكون مريم قد فهمت ما ألقاه عليها من ألغاز كي ترسل معه سبأ للداخل .

في حين ابتسمت مريم في داخلها على ذاك المشاغب .

دلف مالك لدرورة المياه لبضع دقائق ومن ثم خرج ليجد سبأ تستند إلى حائط المطبخ بانتظار خروجه .

تقدم بثبات وأخذ منها المنشفة مجففًا وجهه وخصلاته التي تشعثت ..

سبأ بتردد :
- ااا .. شـ شعرك باظ .

مالك :
- باظ ؟.. باظ إزاي ؟

سبأ بحمحمة :
- يـ يعني أصله اا .. اتنعكش .

مالك :
- طب ما تظبطيه ينوبك ثواب .

سبأ :
- ما تدخل تظبطه في أوضة وليد .

اقترب مالك خطوة عابثة وهو يتمتم :
- ما أنا مبحبش استخدم حاجة مش بتاعتي .

سبأ وهي تراقب تقدمه بتوتر :
-خـ خلاص .. هـ هعملهولك .

توقف عن التقدم ومال برأسه إليها فتخللت أناملها خصلاته بارتجاف حتى رأت منه الهدوء وشعرت بالأمان تجاهه فتابعت ترتيبه بخفة ومن ثم تمتمت وهي ترفع غرته للأعلى قليلًا :
- كده تمام اوي .. ظبطته .. وادي القُصَّه كمان أهي نرفعها لفوق عشان قورتك تبان أكتر .

رفع مالك رأسه قليلًا لتتقابل عينيهما في حديث طويل للغاية .. صامت تمامًا .. مشحون بالمشاعر المتضاربة ..
لا تزال يدها تلامس غرته .. ولا يزال يميل بجسده إليها ..
الصمت هو سيد الموقف .. وحديث الأعين أبلغ من أي كلام قد يُقال ..

أحببناها مريمية   ( ٣ أجزاء ) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora