كلمة قدر (٥)

7K 269 96
                                    

#كلمة_قدر
#أحببناها_مريمية_٣
#الحلقة_الخامسة

بقيت علي حالها جالسة أرضًا تضم قدميها إلى صدرها وتتكور على نفسها .. تشعر كأنها فقدت قدرتها تمامًا على التفكير حتى .. خوفها تلك الفترة الماضية ها هو يتجسد أمامها الآن في هيئة ذاك الـ حامد ..
صدمتها وخوفها يسيطر عليها بقوة جعلتها تعجز عن التحرك أو إبداء أي رد فعل ..
تستقبل ما يحدث بكل صمت .. لكن هذا الصمت لا يجب أن يطول .. لا يجب أن تبقى هكذا .. يجب أن تنجو بحياتها .. فهي على المحك من الدمار ..

تحركت في سرعة كبي وأخذت تنظر حولها حتى وصلت للشرفة التي تغطيها ستائر بيضاء محاطة بطبقة علوية عسلية .. قامت بسحب الستائر وحاولت فتحها لكن هناك شيء ما يحول دون ذلك ..
حاولت فتح باب المرحاض الملحق بالغرفة لكنه موصد .. عادت للشرفة وبقيت تضربها بكتفها وتدفعها دون فائدة .. حتى خارت قواها .. وعادت لجلستها أرضًا وأطلقت العنان لعينيها كي تأتي بما يجيش بصدرها من تعب وإرهاق .. وما لبثت أن استسلمت للدوار ومن بعده فقدت الوعي تمامًا ..

لم تدري بنفسها سوى وهي تشتم رائحة غير مألوفة بالنسبة لها وتبدأ بفتح عينيها تدريجيًا .. وما لبثت أن انتفضت حيث هي بمجرد أن لمحته بجانبها ..

تحركت للخلف في خوف وهي ترتجف ليهمس بهدوء :
- ما تخافيش يا سبأ .. أنا مش هأذيكي .. أنا ما أقدرش أؤذيكي .. اهدي .

تكورت على نفسها وسحبت الغطاء إليها تتشبث به ..

تنهد بقلة حيلة وهو يتمتم بشيء من التعب :
- كإني شايفها قدامي .. كإنك هي .. مفيش اختلاف .. نفس النظرة ونفس لون الشعر ونفس الابتسامة ونفس الشخصية .. انتي هي .. بس .. بس أنا ماقدرتش أخليها ليا ..
بلال .. بلال فرقنا .. بلال وداها للموت وخلى الموت ياخدها مني .. بس مش مهم .. أنا لقيتك .. لقيتك انتي وبحبك انتي .. ما تخافيش مني يا فرح .

تحرك عن الفراش تاركًا إياها في فزعها من كلماته وصدمتها من نطقه لاسم عمتها في نهاية المطاف ..

فرح !!.. عمتها فرح !!.. هل كان يحب عمتها فرح .. كل ما تعرفه عن عمتها أنها تشبه شخصيتها المرحة .. وقلبها المفعم بالحياة .. كما أنها تشبهها كثيرًا في الملامح .. تذكر أنها حينما بلغت من العمر عشرة أعوام كان والدها يرقد في المشفى إثر حادث أودى بحياة عمتها في الحال .. في حين بقي والدها أشهر يتلقي العلاج حتى استطاع السير على قدميه من جديد ..

هل ستصبح ضحية حبه لعمتها .. فقط لأنها تشبهها !!!

(~~~ 🌸 صلي علي رسول الله 🌸 ~~~ )

يجلس أمام قسم الشرطة واضعًا رأسه بين يديه .. يشعر أن الدنيا توقفت هنا .. عقله سينفجر من كثرة التفكير بالأمر ..
إنهم لا يتحدثون .. لا أحد يود إخباره بما حدث معها .. سالي حالتها في تدهور .. لا تتحدث مع أحد وترفض تمامًا مغادرة المكان .. ومعاذ يخبره بأنه لا يدري شيئًا عما حدث ..

أحببناها مريمية   ( ٣ أجزاء ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن