كلمة قدر (١٥)

6.7K 273 59
                                    

#كلمة_قدر
#أحببناها_مريمية_٣

#الحلقة_الخامسة_عشر

أعلنت المساجد عن تلبية نداء صلاة العشاء .. وفي هذا الوقت تحديدًا لم يتبقى بالمنزل الخاص بربيع سوى إيمان زوجته وأختيها وأمل زوجة مجدي وسالي وسبأ ..

أمل بهدوء :
- قومي يا إيمان يلا عشان تصلي العشا .

إيمان ببكاء :
- مشي وهو مخنوق من أبوه ومن الدنيا كلها .. أبوه ظلمه .. ما حدش كان جنبه ولا معاه .. ماشي متضايق ومخنوق .

تحركت سالي تجاهها كي تهون عليها قليلًا وهي تتمتم بهدوء :
- ما تقوليش اللي يغضب الله يا ايمان .. ده أجله و ...

صرخت بها إيمان فجأة :
- انتي وبنتك السبب .. هو كان رايح لكم .. انتي وبنتك السبب .

تراجعت سالي في خطواتها وهي ترمش عدة مرات من هجوم إيمان عليها .. وجُل ما يُقلقها في تلك اللحظة أن تتلفظ إيمان بما لا يُحمد عقباه أمام ابنتها ..

كأن مخاوفها قد وصلت لاسلكيًا إلى إيمان التي وجدت حبلًا متينًا يمكنها صعق سالي وابنتها به .. حتى تهدأ نيران قلبها المشتعلة على ابنها الذي فارق الحياة وقد تشاجر معها قبل ذهابه كما صفعه والده.. كما لم يرى من الحياة يومًا مُنصفًا ..

إيمان بلهجة شماتة :
- كان جاي لبنتك عشان ما يتسترش على عارها غير اللي من لحمها بدل ما يبقي الكلام بزيادة عليها لما تتجوز واحد أصغر منها عشان تتداري فـ ..

صوت صراخ باسم إيمان هدر بالمكان جعل الأركان تهتز من حدته لينتفضن جميعًا وهم يرون ربيع الواقف عند الباب ووجهه قد تلون بجميع ألوان الغضب ..
من يراه يوقن أنه مقبل على قتل أحدهم لا محالة ..

إيمان بصراخ هي الأخرى :
- إيه .. كدبت في إيه .. مش دي الحقيقة !.. قول لهم إن ابني كان رايح عـ ..

صدح صوت ربيع من جديد هادرًا :
- طلاق تلاتة كلمة واحدة كمان وتحرمي عليا ليوم الدين .

ابتلعت لسانها في الحال .. في حين يقفن النساء الأخريات واضعات أيديهن فوق وجوههن من الدهشة لما يحدث في يوم كهذا ..

بينما تلك التي تقف دون حراك تضع يديها فوق أذنها تقاوم الصراخ والانهيار الذي لم تعد قادرة على السيطرة عليه لما يضرب بعقلها من ذكرى ذلك اليوم الذي أودى بحياتها إلى الجحيم ..

بدأت تطرأ صورة حامد في مخيلتها .. يبتسم .. يقترب ...
صراخها يملأ الأرجاء ..
حامد يقترب ..
صراخها يزداد ..
حامد يقترب منتشلًا رأسها بين يديه ..
فقدت جميع حصونها .. صراخها هو كل ما يسمع بالمكان .. تلويها بين ذراعيه .. صوته يضرب جدار أذنها يكاد يخترقها .. نحيبها يتعالى .. فقدت جميع سيطرتها على نفسها .. لتقع مغشيًا عليها بين يدي مالك الذي كان يقترب منها كي يهدئ من روعها منتشلًا رأسها بين أحضانه .. وقد ظنته حامد ...

أحببناها مريمية   ( ٣ أجزاء ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن