كلمة قدر (٢٠)

Start from the beginning
                                    

سبأ بشفاه مرتعشة :
- مش هنقدر نكون زوجين لحد ما أقدر أتعايش مع حالتي واتناسي اللي حصلي .

مالك وهو يقرب يدها إليه أكثر حتى وضعها مباشرة تجاه قلبه :
- مش محتاج غير حضنك .. ودقات قلبك فوق قلبي .

نظرت ليدها الموضوعة فوق صدره جهة قلبه الذي يضرب طبولًا ومن ثم عادت بعينيها إلى عينيه متمتمة :
- هتزهق مني .

اقترب مالك برويَّة متمتمًا :
- عمري .

سبأ وهي تزدرد ريقها بتوتر :
- مـ مـ ..

لم يعد يفصل وجهيهما شيئًا يُذكر مما جعل الكلمات تقف في حلقها وجميع أجراس الخطر تضرب بقوة .. قبل أن ينتفض كلاهما مبتعدًا عن الآخر حينما سمعا الباب يُفتح فجأة ومن بعدها دلوف سالي مباشرة ..

سالي بهدوء وقد شعرت بتوتر الأجواء :
- اا ... آسفة .. أنا خبطت كتير وفكرتك نمت انت كمان .

تحمحم مالك منظفًا حلقه قبل أن ينفي بهدوء وابتسامة متوترة تعلُ شفتيه :
- لـ لا أبدا .. انـ أنا .. يدوب بقا أمشي عشان الجماعة ما .. ميقلقوش يعني و ... اا .. إن شاء الله هعدي عليكم الصبح عشان .. عشان آخدكم يعني و .. ونزور مرات عمي وكده .

أومأت سالي ليتمتم مالك موجهًا حديثه لسبأ :
- مـ محتاجة حاجة يا سبأ ؟

نفت سبأ دون أن ترفع عينيها إليه وهي تفرك يديها معًا .. ليصنع ابتسامة مطمئنة أهداها لسالي التي بادلته الابتسامة ومن ثم خرج من الغرفة والمنزل بأكمله ..

سالي بهدوء :
- تحبي تاكلي يا حبيبتي ؟

سبأ :
- لـ لا يا ماما ... انـ أنا هنام .. تصبحي على خير .

سالي :
- وانتي من أهل الخير يا حبيبتي .

خرجت سالي وأغلقت الضوء والباب وهي تتنهد بارتياح كبير وابتسامة رضا تعلُ وجهها وأخذت تدعو لمالك من قلبها ..

في حين قامت سبأ بالاعتدال جالسة مجددًا ووضعت يدها فوق شفتيها وهي تبتسم ببلاهة ومن ثم غطت وجهها بيديها معًا وهي تبتسم بخجل شديد .. قبل أن تعض شفتيها معًا وتلقى بنفسها إلى الفراش مستلقية إلى ظهرها تناظر سقف الغرفة وهي تعاود لحظاتهما معًا وكلماته لها في ذاكرتها ..

في حين بقي مالك في سيارته مستندًا برأسه إلى المقعد مغمض العينين ببهجة عارمة وقلب يكاد المار من جانبه يسمع ضرباته .. يقسم أنه أسعد من خُلق في تلك اللحظة .. الآن عليه أن يوازن العقل والقلب بحق .. لقد كاد أن يخسرها دون أن يشعر .. ولن يقع في خطأ مرتين ..

(~~~ 🌸 صلي على رسول الله 🌸 ~~~ )

كان يقف أمام باب المنزل بتردد .. هل يتحدث بالأمر الآن أم يتركه للصباح ؟ بالتأكيد يتركه للصباح .. لقد عادت والدته توًا من المشفى .. كما أن الأوضاع لا تزال متوترة .. إضافة إلى أنه من المفترض أن يُعلم والده قبل أي شخص آخر .. ويعلم جيدًا أنه وإن اندلع حريق بالمنزل فلن يخرج والده من الغرفة قبل سطوع النهار ..

أحببناها مريمية   ( ٣ أجزاء ) Where stories live. Discover now