Episode. 15

36 1 3
                                    

" لا دُخانَ في الأجواء، كيف أُفسرُ إحتراقي!!  "

                                                فرانس كافكا

...


- بل رأيتْ! ، وستشرحين لي سبب وجودكِ في هذا الجزء من جهنم، مالذي تفعلينه هنا وانتِ تُمثلين أنكِ طبيبة بحق السماء!

صرخ منفعلا مرعوبا عليها.. تقدم جون خطوة بعد أن فك حصار يده منها صارخا بحدة :

- اغلق فمك، اخفض (رفع سبابته محذرا) صوتك!! إياكَ والصراخ عليها.. من انت من الاساس لتحاسبها ( كاد كيت ان يفتح فمه, فتحدث جون على الفور سارقا منه دفة الحوار) اعلم.. وعليك أن تعلم ايضا أننا في شيء خاص لايمكننا اخبارك به ولا يمكننا اخبارك ايضا.. وايضا. ( حدق لشينهاي لهنيئة غارقا في عينيها ثم عاد لافتراس نظرات كيت) انا صديق طفولتها الوحيد.. انا.. (صر اسنانه لمقته الشديد لتلك الكلمة) لذا لا اعتقد بأنك ستخاف عليها اكثر مني.. هل سمعتني!

حدق الاثنين به بصدمة، هي برفرفة قلب يتراقص غنجا.. بالجرعات الفائضة التي تهل عليها كل ثانية واختها, والآخر صعق بما يسمعه.. لايزالُ يذكرها كيف رفضته.. كيف اصرت وامتنعت مهما طاردها.

" انا لا أملكُ قلبي، سرقه أحدهم بالفعل وأنا اهديتهُ إياهُ بكل قناعتي قلبا وقالبا وعقلا ايضا، لقد تجاوزت مراحل الحب معه، الوله.. بت مجنونته وإن لم يكن يعلم، لكنني لايمكنني خداعك يا كيت واسفة لأجل مشاعرك، آسفة لأي حركة وشيء عملته دون قصد، زاد في ارواء نبتة لاتخصني ولن اعتني بها يوما.. انا له وحده.. صديقي الوحيد وكل عائلتي هو.. أنا أحبه وحده فقط وإن لم يبادلني يوما.. مشاعري المجنونة تلك"

ببطء لف نظره كيت لعينيها المعلقة بعريض المنكبين أمامها وكأنه يغطيها عن مرأى أنظار أي أحد كالذئب يكاد يفترس كل من يقترب لأمرأته، عاد بنظراته ببطء له ولعينه الحادة كذئب مجنون تكاد تخترقه.. لقد مضت فترة طويلة منذ ان قذفت هي ذلك الاعتذار في وجهه، لقد تغير الكثير اذا.. ربما فازت بجائزتها اخيرا

اطرق رأسه في ضيق، صدره قد اطبق على قلبه.. دس يديه لجيبيه والتف للجانب يهديهما جانبه الايسر :

- انا في مهمة خاصة ايضا, خاصة بي وحدي (اتسعت عينيهما ايضا وحملقا ببعضهما ثم عادا للنظر له حين اكمل) لذا دعونا ندعي أننا لانعرف بعضنا، لم نلتقِ، لم نعرف اي شيء, ذلك أكثر أمانا للجميع.

لف برأسه ليلقي بنظرة ثابتة من فوق كتفه لعينيها التي يهوى.. فرمشت نبهة. التف وهبط الدرجات نحو باقي الطوابق.

تنهد كليهما, واتجها عائدين الى غرفة تبديل الملابس دون التعليق بحرف على ماحصل, كلٌ اكتفى بتسائلاته لنفسه حتى يرن وقت البوح بهم.

. . .

بعضٌ من مستوى التوتر قد انخفض وهم يرون أنهم يسيطرون على الموقف.. ربما. خصوصا جون.. بعد أن وضع الكاميرا في غرفة العمليات.. يمكنهم ضرب عصفورين بحجر واحد, هو واثق مما دار في رأسه.. لن تتم العملية هنا. عادا سريعا للاسفل باستخدام المصعد دون جذب الأنظار لهما. اتجها للطابق السفلي . طن جرس المصعد فبانت عليه الجدية اكثر :

قلبُ ميت | A Heart of A Deadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن