Episode. 6

70 6 0
                                    

" إن اردت فهم الموت.. فعليك البدء بالولادة" - اقتباس

. . .

لم تبالِ يوماً بنزيفِ قلبها وروحها وإن كان بسببه, مادامت تراه سعيدا, مادامت تلك البسمة وان كانت طفيفة؛ تجدُ سبيلها لشفتيه المكتنزة التي حلمت وحلمت ليلة بعد أختها.. أن يذيقاها الشهد خمرا معتقا وهي التي اقسمت أن لم يكن هو منبع لذتها وشهوتها, لن يفعل انسان بعده.. والان وهي تراقبهن شاحبتان وطيف من الزرقة بدأ يتسحب لهما

صرختْ! .. صرخت كل تلابيب روحها مولولة فليسمع كل العالم أنها في عزاء لرحيل جميع سكان كونها, وليقفوا في حداد من اجلها. صرختْ بقوة وضمتهُ بعنفٍ تدسه لصدرها.. الى اين يرحل!, فليختفي بين جنبيها يحل محل قلبها وإن كان ميتا.

صوتُ سيارات الاسعاف والشرطة ملئوا بسرعة رهيبة المكان منتشرين , ورغم ذلك صوت صراخها اخترق مسامِعه دونغهي حالما توقفَ بسيارتهِ بقوةٍ حين كبحَ سرعتها.. اسرع بجريهِ لداخل المنزل فجأة ثبت يده على اطارِ الباب ليوقف جريهُ بسببِ هولَ المنظرِ الذي امامه. جاءَ نامجون جرياً ليلتصق به من الخلف صُعق الاخر بمنظرهم وهي تحرك وجهه بقواه الخائرة بين يديها تتسولُ منه الحياة وان لايتركها :

- جـون.. كلا جون انظر الي.. هيا جون

ابتلعَ دونغهي ريقهُ بصعوبةٍ وعينيه احتقنت دماءا, لفت نظرها للخلف بلهفةٍ حين سمعت صوت الإسعاف, لمحت الاثنين فصرختْ بهم باكية منهارة:

- اسرعــوا ..سيقفُ قلبُه

وهي على ركبتيها واقفة الى جانبه الايمن .. تدافع المسعفون ليقفوا بذهول من بشاعة المنظر:

- مالذي تفعلونــه!!.. يتعرض لنوبة قلبية اسرعــوا

افاق الجميع على صوت صراخها من صدمتهم وجرى نامجون مع المسعفين متجاوزا دونغهي.. انحنى المسعف ليتحسس نبض ميناه.. ابتلع ريقه وهزَ راسهُ فأتسعت عيني نامجون من راقبهُ بدقةٍ منتظرا , اغمض جفنيه بقوة واعتلته امارات الأسى. اقترب دونغهي الان مسرعا.. حدق به نامجون حين انحنى بجواره هز راسه انتظرا الطبيب الشرعي ليتلقط صورة للموقع قبل تحري أي شيء, وحين انتهى تمسك كليهما ورفعا ميناه ببطء من حِجر جون ليضعاها ارضا بمسافة قليلا.

اسرعت شينهاي بلهفةٍ متيمة مجنونة لتمده للارض وتعدل ساقيه.. ثم فتشت في جيوبه بسرعة كبيرة حتى التقطت العلبة شدتها بقوة فتناثرت للارضية ودونغهي بتجمدٍ يشاهدُ لهفتها المجنونة. اقترب المسعف ليجهز أدواته بينما فتحت فمه برفق لتدس الحبة اسفل لسانهِ برقة ايضا.. ثبت المسعف فورا جهاز التنفس الاصطناعي لأنفه.. تتمسك بيدهِ برجاءٍ تُلقي عينا على جثة ميناه الشاحبة وبركة الدماء حولها وعلى جون تارة أخرى.. علق له المسعف بخفة محلولا بينما حقنه المسعف الثاني بيده الاخرى الاسبرين بجرعة مناسبة وادرينالين لزيادة عمله حتى يتداركوا الامر في المشفى.

قلبُ ميت | A Heart of A DeadWhere stories live. Discover now