Episode. 14

34 2 0
                                    


تحدث هيوك يدلي بأوامر عناية أخرى من أجل الصغير مع الممرضة ذات البشرة السمراء الطويلة, كانت كعارضة ازياء نسيتها الملائكة في المشفى، تُعرض بجمالها مع جمال قلبها على المرضى, بأعين ساحرة طويلة ورموش تكاد تلتقي مع حاجبيها. هزت رأسها بالإيجاب وتوجهت بدفع السرير لغرفة التحضير لغرفة العمليات.

توجه ناحية اصدقاءه الثلاثة وهو يخلع بقفازيه ويرميهم للحاوية الجانبية, ربت جون على كتفه فورا :

- عمل رائع. احسنت

واخيرا شعروا بقيمة وجودهم، برسالتهم السماوية تتحقق.. أيدي الله الخفية مع الآلام، لهم حرب خاصة وساحة واسعة.. سلاحهم الصبر والمهارة، . تقودهم الانسانية لا شيء أخر.

ابتسمت شينهاي بحب. همس نامجون لهم بتوتر.. في الواقع لقد كان في حالة صدمة وتوتر مغاير لما كانوا فيه. فلقد تابعت عينيه أحدهم بدقة, الموظف سوك!

أستغرب ظهور الموظف لي في الطابق الفضي وتابع دخوله إلى مكتب المدير بارك. انحنى واستقام بطوله. وبوقوفه القريب للمكتب غطا على الكاميرا المثبتة اسفل حافة المكتب المتقدمة.. وتلك البعيدة من ثبتها جون وسط الكتب نهاية الغرفة عكست ظهره فقط.. مرت طائرة مروحية وقت تحدثهما, وكل تركيزه انصب معهما.. لكن لاشيء.. اصيبَ بالذهول. خلل اصاب الكاميرا مجددا. لطم الطاولة بقوة بقبضته وتوقف ليعيد التسجيل عدة مرات :

- اللعنة. إنه لايستقر.

توقف دونغهي بجواره بتوتر يماثله :

- ماذا هناك! ماذا جرى؟

- إنها الطائرة اللعينة.. أعتقدُ بأنها كانت تبث إرسال ما وقتها. فتداخلت الترددات معا.. تبا تبااا.. الحقير...

حدق دونغهي ونامجون ببعضهما:

- هل تشكُ بأنه معه ايضا!! صعوده له فور وصول الصغير مريب حقا!

اخترقت انامله الرجولية غرته بقوة للخلف شدها وهو يتابع استرخاء بارك في مقعده دون حركة لعدة دقائق.

كان بارك سارحا في ماضيه.. فيها - زوجته - ، في حقيقته، ربما هو كان هكذا منذ البداية.. وأحتاج لشيء, سبب يعجز قلبه عن تحمله وعقله عن استيعابه ليسلخ عنه جلده البريء كما تنسلخ الافعى من جلدها.

دوما ما نحتاج لأسباب ومبررات نختبأ خلفها حين نحول جهتنا للخطأ.. الخطأ الذي نعرفه ونميزه ونختاره عمدا.. التغير في الدفة العظيم ذاك، لم يخلقه الله فينا. نحن خلقنا شياطيننا.. هو دوما ماترك لنا الخيار وجلس متفرجا.. في غنى عن إنسانيتنا براءتنا وعن وحشيتنا وفظاعتنا.. هو في غنى عنا وكل ذلك يعود لنا، كل خياراتنا.. مصيرها أن تلُف وتدور وتأتي محاسبة لنا.. او مكافئة. طالما العقاب ليس لحظي.. فدوما ما يهمله البشر ويتغافله.. نحن نحب الخوف ونتعايش معه بنظام واستقرار اكثر.. يقودنا اكثر من ضمير حي مصيره التلطخ بقذارات من حوله.. او بحقيقته الضحلة ايضا.. كـ بارك مثلا.

قلبُ ميت | A Heart of A DeadWhere stories live. Discover now