عيلة سين

المشهد ٨

-" مين دي الي تقبقلك يا ولد ؟"

صوت والدته سلوى هانم السواني يثقب طبقة أذنه البريئة ويخترق سمعه ليدرك أن حواره كان مراقب

كادت سلمى تفتح فمها لتفضح سره فقبض سيف على فمها بحيط كتفيها بذراعيه وهو يربت بخفة لم تخلو من قرصة سريعة في جانبها الأيمن لتستوعب أنها ميتة لا محالة لو تفوهت بشيء ...

فرصة هدوء مناسبة ليغير سالم وجهة حديث أمه وهو يهمس مستفيرا بإهتمام مخطط له مدروس :

-" خير يا ماما حصل حاجة ؟"

-" هيحصل إيه أكتر من إني أكتشف إن إبني فار ماشاء الله مش مستحمل يقعد لازم يفرك !"

قالتها سلوى تشير بنظرتها الساخطة لسيف تشمله من أعلى لأسفل وهو لازال ثابت يكتف أخته بقوة ولم تمهله فرصة ليتحدث من الأصل لتهتف بتغاضي :

-" بغض النظر ...أنا لازم أمشي "

إنفرجت ملامحهم جميعا عدا سلمى التي تعرف ما الآت

-" حالة طارئة في المستشفى ولازم ألحقها بس متفرحوش أوي كدا سلمى هنا مكاني ...تخلصوا مشترياتكم وتوصلهم يا سالم ومحدش يتحرك لازم نتعشى مع بعض في كلام كتير لازم اوضحه الفترة الجاية !"

قالتها بلهجة آمرة " ميرية " قليلا تشبه العميد في الداخلية لتنصرف وتترك إبنتها البريئة قليلا بين مخالب أخوتها !

قبل أن يتخذوا أي ردة فعل هتفت سلمى تحاول حفظ هيبتها وحياتها من أنياب أخوتها التي نغزتهم وأوقعتهم بالعديد من المصائب مع أمهم دوما ما كانت وكالة رويترز للإستخبارات الأسرية وهدم العلاقات المتحابة الغير موجود أساسا في أسرتهم

-" لو سمحتم بلاش النظرات دي إحنا ولاد ناس ومحترمين ...عيييب ...عيب ...أي حركة هاكة ولا هاكة وربنا اتصل بيها أقولها عيب !"

هتف سيف يلكزها في جانبها بقوة :

-" دا أنا هعمل منك بطاطس شيبسي على عمايلك السودا فيا !"

يقبض على مؤخرة سترتها فتبدو ك " الولا بلية الميكانيكي " يحرك جسدها الهزيل بقبضته يمينا ويسارا وهو يهتف :

-" بقى أنا يا دزمة تعملي فيها دا كله ...وتخليني أنقي معاكي لون روج من تلاتشر لون كلهم زي بعض !

مهما كلهم لون واحد بتنقي إيه إنت حولة !"

-" بريستيج أمي إتبهدل يا سيف مش كدا !"

قالتها وهي تتأرجح بين يديه كالأرنب ليدركها سالم من بين يديه وهو يهتف مؤنبا سيف :

-" بس يا بني كفاية بهدلة شكلنا بقى زي الزفت !"

-" حبيبي يا أبو سالم طول عمرك ناصفني "

قالتها سلمى تتدلل على سالم الذي قطع أحلامها الوردية بسهولة وقتامة :