المشهد 49

4.7K 249 70
                                    

صباح اليوم التالي !

كانت ليلة عجيبة غريبة غير مفهومة أو محسوبة في الحقيقة ولكنها في نهاية الأمر إنتهت وأشرقت شمس يوم جديد على ما يبدو سيكون غريبا قليلا ...لكنه يوم ...

استيقظت رقية في الصباح الباكر ...ترتدي ملابسها الرياضية الأنيقة المكونة من هذا البنطال الضيق الناحت لرشاقتها وعليه بلوزة بحمالات رفيعة قصيرة تكاد تغطي بطنها المسطحة ...تقف في المطبخ تعد قهوتها الصباحية ...سوداء كسوادوية مزاجها ولم تذق دقيقة نوم البارحة وهي تفكر في سليم ...هذا التمثال الخشبي المصمت الذي لا ينطق ولا يتحرك ..

ظنت أن ما فعلته يوم الحفلة وإستفزازه سيحركه نحو أي شيء ..لكنه لازال أحمق كما كان دوما ....سرحت بخيالها للحظة وهي تتذكر حماقته ...

كانت السنة النهاية للثانوية ..وكانت رقية حينها تزن تقريبا كما تزن سفينة تايتنك فلم تعرف شيئا في حياتها سوى الأكل والمذاكرة ...حتى أنها أتت يوما ما على ثلاجة المنزل فأنهتها عن أخرها تفرغ بها توتر يوم الفزياء !

تذكر هذا اليوم جيدا ...كانت ليلة الإمتحان النهائي لمادة الفيزياء ...على الرغم أنها راجعت المادة قرابة الخمس مرات إلا أنها لازالت غير واثقة مما تفعل ...

زفرت وهي تلقي بجسدها الضخم على الفراش تحتضن كوبا ضخما من المثلجات وتدفس وجهها المنتفخ من التوتر في الكتاب وتبكي ...بكاء لا يريد أن يتوقف ...

إنتشلها من معركتها الطاحنة مع كوب المذكرات والكتاب صوت باب غرفتها يدق ...وصوت سليم المطمئن يستأذن للدخول ...

أسرعت تعدل من هيئتها لكن ماذا تفعل ؟

نظرت سريعا في المرآة وهي ترى نفسها وقد زاد وزنها كثيرا ...كثيرا جدا ....هذه الغبية التي تركت نفسها فريسة للشهية المفتوحة ...

وشعرها الذي نست تقريبا أخر مرة إعتنت به كان متى ؟ يمكن من أول الثانوية !

ووجهها الذي إمتلأ بالحبوب نتيجة حساسية السكريات التي بالطبع لم تتمتنع عنها ...

سليم سيضحك عليها وهي التي تحاول تثير إعجابه وبشدة يائسة !

زفرت تسمح له بالدخول مع طرقه المستمر ...ليطل من الباب بوسماته التي وكما عادتها تسرق قلبها في كل لحظة فتعجله عاجز عن التوقف من سرعة نبضه التي ستودي إلى توقفه من فرط حركته !

معادلة صعبة لقلب يهيم عشقا بهذا الوسيم الذي لا يراها سوى رقية ...رفيق دربه !

حتى التاء المربوطة ينسى دوما أن يلحقها بكل ما يخصها وقد بدأت تشك أنه يراها أنثى من الأساس !

ما ان دخل حتى إبتسم إبتسامته المعتادة ليتورد خديها فوق تورد الحساسية لتبدو طماطم تماما !

عيلة سين Where stories live. Discover now