المشهد ٢

19.6K 694 38
                                    

#الأسطى_رقية
مشهد ٢
-" هتروح تقابل خطيبتك لأول مرة ببجامة كستور يا سليم !"
-" ماما لو سمحت هي لسا مش خطبتي اااه أنا لسا سينجل !"
-" انت لسا أهبل يا أخرة صبري ...لسا أهبل !"
حوار بسيط جميل تربوي دار بين سلوى هانم وإبنها سليم العريس البكر الرشيد !
ذلك الغير مقتنع بوجوب زواجه من تلك الفتاة الجميلة والتي في نظره مخيفة !
هتفت سلوى تنهره عن أفعاله الصبيانية :
-" سليم أنت كدا بتستهزأ بيها !"
نظر سليم لنفسه من أعلى لأسفل مقيما نفسه بدقة قبل أن يهمس بتفاخر :
-" والله دا مقامها ...واحدة كل حياتها مع الآلات والعربيات والزيوت والمكن دي لو غسلت وشها وهي جاية هزغرط !"
دون سابق إنذار وجد أمه تضيق عينيها بضجر ...تشير له بأصابعه أن يهبط برأسه لمستواها أو الحق مستوى البشر الطبيعي لا الديناصورات أمثاله !
وقبل أن يدرك كانت تقبض بكلتا يديها على غضروف أذنه تفرقعه وهي تعلم كم يكره هذه الحركة تصرخ في وجهه بتأنيب :
-" شوف إياك ...إياك تفسد الجوازة دي يا سليم ...إنت فاهم !"
حرر نفسه من يدها بصعوب ...وقد إحمر وجهه وتخضب ليصرخ بها بتململ :
-" يا ماما وداني يا ماما ...إعتقيني أنت أخر مرة قرصتيني من وداني كان عشان درجة إمتحان الدراسات !"
-" ال يعني الواد كان فالح ...انت كنت بتذاكر سطر وبتسقط ست سبع سطور ...بتنقي من المنهج سيادتك عايز منهج على قياسك !"
-" مش وقته يا ست الكل !"
لا داعي للخوض في هذه الذكريات التي ستدمر ما تبقى من كرامته ....لتهمس له سلوى محذرة :
-" سليم الجوازة دي مهمة أوي يا حبيبي لعيلتنا ! "
-" طيب ما تلبسيها لأي حد من إخواتي أشمعنى قرمط الغلبان !"
قالها بوجه طفولي وهو يتوسلها الرحمة فهمست مبررة كأنها تفهم طفل صغير أوليات الحساب :
-" أولا مسمسهاش تلبسيها مش شبشب هي دي بني أدمة !"
-" وأنا مش بني أدم !" همس يستفسر ببراءة يتوسلها الخلاص ...لتهمس بنفي :
-" لا يا حبيبي أنا محصلتش بطة ! ومش بلدي حتى ...دا كفاية مصايبك ..ما علينا ...
ثانيا سالم اخوك واهو راح دبسني في عروسة ظابطة !
من قلة البنات يعني والله أعلم هخلص منها إزاي !
وسيف أخوك لسع يا حبة عيني وعايزة اعالجه مش اجوزه !
اعمل ايه بقى ! اتجوزها أنا !"
-" ياريت والله ! لايقين على بعض "
لكمة عنيفة لا تليق بتلك العجوز التي لكمتها في صدر سليم ليتأوه وهو يعتذر ...لتعود وتهمس :
-" والآن هيا لقد دبرت لك موعدا وحجزا في مطعم فاخر في وسط البلد ...هي خذ السيارة وإذهب وكن مؤدب ولا تفسد الأمر !"
قالتها وهي تربت بخفة على صدره بحنان مصطنع يخبئ تحذير مشتعل !
.....
وقبل أن يتحرك هتفت آمرة :
-" غير لبس البهلوانات دا يا حبيبي عيب أنت كبرت ...والبس بدلة حلوة وإنزل يلا !"
أومأ ببرود وضيق وهو ينتظرها لتصعد غرفتها متصنعا الإمتثال لأمرها قبل ان يهرب منها بنفس ال" بيجامة الكستور " وهو عاقد العزم على تعقيد هذه العروس في الزواج وصنف الرجال كلهم !
.....................
لازال يتذكر أول مرة رآها بها !
كانت على وشك فتح رأسه بهذه " الكماشة " الحديدة ...وهي تهدده !
وكل هذا لأنه تجرأ وعبث معها !
أولم تسرق منه صفقة جاهد للحفاظ عليها وتكبد بسببها العديد من الخسائر !
واليست نفسها التي إتهمته في القسم بالتحرش بها !
هي !
هو سليم السلواني دنجوان وسط البلد ..يوم أن يقرر ليتتبع فتاة !
يتتبع حداد !
سليم !
كل هذا لأنه قال أن عينيها بحر !
هذا ليس تحرش هي حقيقة ...عينيها بحر متلاطم أشعره بالرهبة ...والإطمئنان في آن واحد !
زفر سليم وهو ينزل من سيارته متجها لهذا المطعم الفاخر ولا داعي لذكر تلك النظرات التي رمقته لهيئته العثة !
ولولا أنه حقا معروف في هذا المطعم لم يكن ليدخله من الأصل !
ما كاد يصل لطاولته حتى سمع صوت رقيق خبيث يتسلل لمسامعه بنعومة :
-" سليم هذا أنت !"
إلتفتت ليجدها ...هي ...والله هي ...
ولكن ...لكن كيف ؟
جسد متناسق قمحي موحد اللون بفستان وردي أعاده لخمسينيات القرن الفائت !
مفتوح الرقبة ...بأكمام قصيرة شريطية متهدلة على الكتفين !
قصير يحد الرقبة وينتهي بعدها بأشبار قصيرة !
وقصة شعر مرفوعة تبرز رقبتها المطوقة بعقد فضة لامعة !
وهذا الأحمر شفاه ..أحمر قاتم يميل للعنابي !
جذابة ! بل مهلكة ولكنها ...ليست هي !
أيعقل أن تكون منتحلة !
لكنها نفس العين !نفس البحر ونفس الراحة !
وما اكد له إبتسامتها الساخرة وهي تهمس له بتهكم وقد طابقت أفعاله توقعاتها بالظبط :
-" عامل في نفسك كل دا ومقلل هيبتك عشان تطفشني !
ياااه إنت غلبان أوي يا سليم !"
-" رقية النشار ! أنت رقية !"
-" شكلي غريب مش كدا !"
إبتسمت بمكر لتهمس له بضيق :
-" بس متتعودش عليه كتير ...لأني مش لبساه عشانك !"
لم يرتح لنبرتها فهمس بتوجس :
-" مش عشاني إزاي وأنت جاية تقنعيني بحلاوتك عشان أتجوزك !"
قالها بتعالي وهو يحاول حماية نفسه من مكرها ...
إمتصت كلماته ببرود وهي تهمس له بتوعد :
-" أبدا يا قلبي ...جوازنا دا شيئ مفروغ منه ...أنا بس جاية إثبت لك أن محدش هيصدقك وماشية !"
عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يتحرك ليجلس فجلست الأخرى دون المبالاة بعجرفته وقلة ذوقه
-" مش فاهم !
مش ضروري يا سليم ...لسا الأيام بينا طويلة أوي ...وشوف لو عملت إيه جوازتنا إن شاء الله هتم ..عارف ليه !
عشان أنكد عليك كل يوم الصبح !"
-" يعني هنتكلم جوازة ومصاريف عشان تنكدي عليا !
انا مستعد اجيلك كل يوم الصبح تنكدي عليا شوية ولا تكاليف ولا مصاريف !"
رفعت حاجبها وهي تهمس بتعجب ساخر :
-" وتفلت من إيدي !
سمعت عن دكر بط فلت من صباحية عروسة جعانة !"
عقد حاجبه بضيق وهو يهمس :
-" إيه موضوع دكر البط النهاردة ...وبعدين مالك داخلة عليا حامية كدا ما تستهدي بالله يا انسة الله مالك في ايه !"
-" ولا كأني قولت حاجة ! ها نتعرف ؟ نتعرف !
أنا رقية وانت أكيد سليم طنط حكتلي عنك حاجات كتير بس ظلمت وسامتك والله !"
قالت جملتها برقة عالية وهي تبدل ملامحها من الشر للخير في ثانية واحدة ...بتلك الإبتسامة الساحرة التي إرتسمت على شفتيها الجميلتان ...لتصيبه بهلع وهو يهمس :
-" أنت مجنونة !"
بنفس الإبتسامة الباردة والملامح المستفزة حركت رأسها رفضا وهي تهمس له بتوعد :
-" لا بس جاية أجننك !"

عايزة اسمع ارائكم 😌😌
وهل ضحكتم ولا لا
" بالنسبة لارميا فمعادنا يوم الاثنين والجمعة باذن الله❤️❤️ "
انضموا للجروب دا في اعمال ليا هتنزل عليه
https://www.facebook.com/groups/2314671758848456/?ref=share
جروبي 💕
https://www.facebook.com/groups/1069963289827409/?ref=share

عيلة سين Where stories live. Discover now