سناء حازم

11.2K 285 16
                                    

- الساعة كانت حوالي 2:00 بليل ،كُنت قاعد ادام قبر والدي ، كُنت بعيط و بكلمه و بسأله ليه سابني ؟

و فجآة ... !
..

دخلت البيت و أنا طاير م الفرحة و أول شخص قابلني كان أخويا أحمد اللي أكبر مني بسنتين  و فرح لما عرف إني اخدت شهادة التخرج بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف
- الف مبروك التخرج ياعم أكرم ، ولا اقول يابشمهندس
-ههه حبيبي ، الله يبارك فيك يا حبيب اخوك ، العزومة ع حسابك النهاردة هاا
- بس كدة دا أنت تؤمر ، دا أنت أخويا و حبيبي يلا
" وقتها خرجت بنت عمي من أوضة والدي و اللي بتشتغل دكتورة"
- أكرم ، كويس أنك جيت بباك عايزك
- كُنت لسه هدخله ..
" فأتدخل أخويا مصطفى و قال "
- من ساعة ما صحى و هو بيسأل عليك ، مع إني قولتله إنك في الجامعة بتستلم شهادة التخرج ، ادخله طمنه
- حاضر ، هرجعلك هاا ، مش هتهرب م العزومة
- هههه متخافش مش ههرب
"دخلت لوالدي و قعدت قصاده ، و مسكت إيديه و بوستها "
- إزيك الوقتي يا والدي ؟
- أنا كويس ، و هبقى كويس أكتر لما أتطمن عليك
- أتطمن يا والدي أنا نجحت بأمتياز مع مرتبة الشرف ابسط ياسيدي
- أفهمني يا ابني ، فيه حاجات أكبر بكتير لازم تنجح فيها ، فيه مراحل و امتحانات اصعب بكتير ، مش كل الناس تتمنالك الخير
فيه ناس الشر ماليهم ، فيه شياطين ع هيئة بشر ، بيكرهوا اللي احسن منهم
- مش وقت الكلام دا يا والدي أنت أرتاح و...
- اسمعني للأخر يابني ، دا أكتر وقت لازم يتقال فيه الكلام دا ، اسمع يا أكرم مهما ضلمت في وشك هتلاقي بصيص النور خارج من قلبك .. من قناعة قلبك إن الخير جاي
-أوعا تيأس ، أوعا تسيب الأزمات تهزمك ، أرمي الحُزن ورا ضهرك و اسلب السعادة عافية من جوا الحُزن ، أمشي و أضحك بكل قوتك و قول أنا أقوى ..
أوعا تضعف ادام اي حاجة غير سجادة الصلاة
- الوشوش ، الوشوش خداعة ، و لكل واحد وش تاني ، حفلة تنكر و اللي زيك اللي من غير اقنعة هما ضيوف الشرف ، متخافش من اللي يضربك ع وشك ، خاف من اللي يضربك في ضهرك
- أعمل الصح مهما كانت النتيجة ، أوعا تنام يوم ظالم ، أوعا تحط ضميرك ف الدولاب و تخرج
- أرفع راسك و قول الحق لو على نفسك ، متخافش أوعا تخاف غير من ربك
- لو ليك حاجة عند الكلب قوله يا كلب
- حاذر كل الناس ، كل اللي حواليك ، كل اللي حواليك يا أكرم
...
كانت آخر جملة من والدي ، كان آخر كلامه و نصايحه ، آخر نفس خرج قدامي و مش عارف أعمل حاجة غير إني كُنت بصرخ
مات و إيده على إيدي ، و أنا بقيت حي ميت
..
اتحولت من شخص شغوف ، متميز ، ناجح ، رياضي و وسيم
لشخص كئيب ، باهت ، ممل ، فاشل ، هزيل ، أجعد ، دقنه خبت ملامح وشه و السواد اللي تحت عيونه لايق مع ضلمه أوضته

كُنت واقف في أوضة والدي في الضلمه قدام صورته ، و ملامحي ساكته تماماً
موته ساب  وجع و صدمة و فراغ جوايا مش قادر أوصفهم ، الشخص اللي كبرت لقيته هو اللي بيمسك إيدي ، بيشيلني إن وقعت ، بيصقفلي لو عملت حاجة صح ، بيعلمني و ينصحني ، مش ناسي لما كنا نروح الجامع نصلي أو يسهر معايا ع القهوة نلعب دومنو ، مش ناسي ضحكته لما يغلبني ع آخر لحظة و يقولي بكرا تتعلم و تفوز
الشخص اللي كان الأب و الأم و الصديق ، و كلهم ماتوا في يوم !
كُنت شارد و بفتكر ذكرياتي مع والدي
لحد ما بسمة بنت عمي قاطعت سرحاني
- ممكن أدخل ؟
- أتفضلي يا بسمة
- دقنك طولت ، أنت ناوي تستشيخ ولا اي ؟
" ابتسمت إبتسامة خفيفة "
- أنا مخنوق يا دكتورة ، مش انتِ دكتورة عالجيني
- أنا آسفة يا أكرم ، مقدرتش وقتها اعمله حاجة ، كان الوقت فات
- لا مفيش داعي ، دا مش ذنبك
- مش ناوي تخرج طيب ؟
- مش قادر
- عدا 9 شهور و أنت على نفس حالتك ، حرام عليك نفسك
- 9 شهور ؟ .. حاسس إنهم 9 سنين ، أبويا وحشني أوي
- بباك لو لسه موجود و شافك ع حالك دا صدقني كان هيزعل منك يا أكرم
- مش قادر أستحمل فكرة إنه معادش موجود ، أنا حاسس إني ضايع
- أنا معاك و مش هسيبك ، همسك بأيدك و هساعدك لحد ما ترجع أكرم القديم ، أنا بحبك

 اسكريبتات وقصص قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن