الفصل الرابع عشر

369 24 0
                                    

تابع #وجهة_نظر_ليلى

جسدها الهزيل مازال محتفظا بشئ من ريعانه. شعرها القصير الاسود قد تطعمت جذوره بخيوط قمرية اكسبته لون رمادى كتذكار من الاعوام التى مرت عليها. صدرها يعلو و ينخفض فى استقرار دليل على تنفسها الهدئ اثناء نومها.

هذه هى امى. هذه هى سبب وجودى فى للحياه. و هى ايضا سبب تعاستى. امى... المدمنة.

امسكى نفسك مش وقت مشاعر. اللى حواليكى دول مستنين و لو بوادر شرخ فى قناعك عشان يهجموا عليكى. انتى لسه زى مانتى بل اقوى و اشد. انت معندكيش مشاعر و ملكيش نقط ضعف. لأنك ببساطة فقدتى رفاهية الاحساس.

"ديل الكلب عمره ما يتعدل."

سمعت صوتى يرد على هانى.. الصوت صوتى، لكن.. لست انا من تحدثت. لقد قنت فى استغراق تام لكلمات ليلى مجردة المشاعر. نعم. انها ليلى مجردة المشاعر هى التى تتولى الزمام الان.

"روحى غيرى و نضفى نفسك و تعالى عشان نتكلم فى المهم يا.... لؤلؤتى."

وجه هانى الكلام لليلى.

شعرت بجسدى يسير فى ثبات و ثقة فى اتجاهه، عيناى تحدقان فى عينيه.

"تؤتؤ تؤتؤ.. انا مش هاخد اوامر منك، و مش هتكلم معاك.. و انا مش لؤلؤتك."

ردت ليلى بصوت بارد مسموم.

سمعت صوت صفعة و فجأة تحول نظرى الى الحائط على يمينى... لقد صفعنى! لم اشعر بشئ! مجددا! ها نحن عدنا الى البداية مجددا..

تمدت شفتى فى ابسامتى الجانبية الساخرة المعهودة.. لكن هنا ابتساماتى الجانبية مطعمة بسم.

"استفزيتك بسرعة قوى كدة؟ لا لا.. لا يا هانوش. كييب كوول يا اتش (keep cool' H)  متتغصبش بسهولة كدة!.. انا شايفة انك انت اللى اتغيرت فى غيابى، مش انا. "

ردت ليلى بسخريتها المسمومة.

"باردة! هتنقطنى."

تمتمت ملك قبل ان تذهب باتجاه الحمام.

"وحشنى الاحساس اللى بحسه بعد ما بضربك و مش بيبان عليكى اى تأثير.. بحس بنشوة كدة. عارفة احساس انى نجحت انى احول البنت الهبلة الحساسة اللى كانت بتعيط قبل ما حد يبدأ يكلمها لواحدة قادرة انها تطفى كل ذرة حس فيها و تنفى مشاعرها براها. اناى اختراعى. اختراعى انا و بس...."

توقف هانى عن الحديث و اخد يدور حولى، يتفحصنى بعينان الاسد الذى يترقب غزالته بإعجاب قبل ان ينقض عليها قبل ان يقف امامى بقرب شديد لدرجة انى شممت نفسه المغلف بالنيكوتين و الحشيش.

"انتى بتاعتى انا.. انا و بس."

انهى كلامه هامسا.

كبرت ابتسامتى الجانبية بشكل هستيرى.. قبل ان اسمع صوتى الذى صعب على ان اميزه من شدة تغلغله بالسم.

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن