الفصل الثامن

506 31 4
                                    

#وجهة_نظر_خالد




"ليلى؟"

ناديت اسمها مرة اخرى و بداخلى معركة بين رغبتى فى ان تظل نائمة لاستمتع باستمرارى فى مراقبة وجهها الملائكى و هى نائمة من ناحية و بين لهفتى لأن تستيقظ لأعرف منها ما الذى حدث مع راضى.

"ليلى؟ استيقظى!"

رددت مرة اخرى.

"ممهم؟"

همهمت و بدأت تستيقظ من سباتها.

"ليلى استيقظى، انه موعد تناولك الدواء"

"حسنا حسنا"

ردت فى صوت خافت جدا و بدأت جفونها ترفرف لتعطى فرصة لعيناها ان تتأقلم على ضوء الغرفة.

"معتز، الدواء و الماء، من فضلك"

طلبت بنبرة مهنية. عكس نبرة صوتى اثناء حديثى مع معتز منذ بضعة دقائق.

"تغضل يا دكتور"

استدرت و اخذت من معتز كوب الماء البلاستيكى و الدواء و عدت لأواجه ليلى التى غيرت وضعيتها لنصف جلسة. مددت يدى لخا بالماء و الدواء، و لم تفوتنى نظرة الاشمئزاز التى عبرت ملامح وجهها الجميل عندما وقع نظرها على كوب الماء البلاستيكى.
انتهزت فرصة انشغالها بأخذ الدواء و بدأت عيناى تفحصص اطار ليلى الخارجى بحثا عن اى جروح او كدمات، لكنى وجدتها سليمة و بخير. على عكس حالة راضى تماما. بدء عقلى يتسائل كيف لعصفورة ان تؤذى طائر الرخ؟!
مدت ليلى يدها بالكوب و مازال اكثر من نصفه ممتلئ. لم تستهلك المياه كلها رغم ان عدد الحبوب كان سبعة، كنت اتوقع ان تطلب المزيد من الماء. لابد انها تكره الشرب من هذا الكوب لدرجة كبيرة.... هذا او، انها معتادة على تناول الحبوب، بعدد كبير.
فكرت لنفسى و انا اناول معتز الكوب نصف الممتلئ قبل ان اسير باتجاه رأس السرير لأجلب ملف متابعة ليلى. رفهت نظرى لأنظر الى ليلى قبل ان ابدأ الحديث..

"حسنا اذا-"

بدأت كلامى لكن توقفت فور ملاحظتى تغير على ليلى. هناك شئ ما مختلف بها عن امس..
اخذت افر فى صفحات ملفها الذى يدى لأكسب نفسى بعض الوقت حتى ان اتمكن من تحديد الاختلاف..
رفعت نظرى اليها مرة اخرى لأجد عينى بعينها.. نظرتها.
ضربنى الادراك بقوة سيارة نقل مسرعة.. الاختلاف فى نظرة عيناها... انها... محمية؟..
خفضت نظرى الى الملف مجددا.
نظرة عيناها محمية، تماما مثل تلك التى رأيتها يوم وصولها المصحة. كأن هناك جدار خلف عيناها. نعم الجدا كان دائم الوجود لكننى ظننت.... لا اعلم، لكن لفترة من الزمن شعرت انتى صنعت طريقا خلال هذا الجدار. كنت شعرت اننى بدأت اخترقه و اننى تمكنت من التنبأ بحقيقة ما تشعر به ليلى. امس على الاخص، شعرت ان هذا الجدار بدأ بالانهيار.
اما الان، اشعر اننى عدت الى الصفر، تماما عند نقطة البداية. اعلم ان هذا الجدار قد عاد.. عاد اعلى مما كان.
ما بالك يا ليلى؟ كلما اشعر انى اقتربت من حل لغزك خطوة، يحدق ما يثبت لى انى رجعت خطوتين..... حالتك بالفعل حالة تحدى.

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن