الفصل التاسع

448 26 2
                                    

#وجهة_نظر_ليلى

لقد مر ثلاثة ايام منذ رأيت خالد اخيرا...

لا اعلم ما الذى حدث له او اين اختفى او اذا تغير طبيبى للمتابع ام لا.. لا اعلم كيف اشعر حول امر غيابه.

هل افتقدته؟! هل ارتحت لعدم وجوده؟! هل .... يفتقدنى؟! هل امر على خاطره على الاطلاق؟!!! هل قست ليلى عليه آخر مره؟ لكنها لم تقل اى شئ حتى!! ما الذى حدث؟ معتز متكتم عن غيابه تماما، و لا يجيب اى من اسئلتى. كان جاف و حاد جدا معى، لم ارى راضى مجددا.. خرجت مره واحدة للغداء فى الصالة لكنة لم اشعر بارتياح.. اصبح تظاهرى باللامبالاه مجهدا جدا لعقلى، لذا طلبت من معتز عدم الذهاب الى الصالة مرة اخرى.

ثلاثة ايام...

#وجهة_نظر_خالد

لقد مر ثلاثة ايام منذ ان وقعت فى ارض طرقات المصحة فاقدا للوعى. ثلاثة ايام مرت منذ ان رأيت ليلى آخر مره.. ثلاثة ايام مرت منذ ان قررت اننى لن اسمح لليلى ان تمتلك تلك السيطرة التى تملكها على اعصابى و مشاعرى...

فقط ثلاثة ايام، لكنهم مروا كما لو كانوا ثلاثة اسابيع...

"دكتور خالد؟"

سمعت صوت ندى الرقيق و المهذب ينادى اسمى من حلف باب مكتبى.

"ادخلى يا ندى!"

اتفتح الباب و بدء يظهر كيان ندى الصغير شيئا فشيئا.. هبت معها ريح طيبة، عطر مخلوط بالياسمين!

"ايه الريحة الجميلة دى يا نودى؟"

سألتها و شاهدت احمرار وجنتيها يكبر ببطئ

"ميرسى يا دكتور.."

ردت مبتسمة بعد ان اغلقت الباب خلفها.

"ها يا سيتى، ورانا ايه تانى انهاردة؟"

"حضرتك كده خلاص."

"ياه! الساعة كام؟"

"الساعة تسعة و نص يا دكتور."

التاسعة و النصف!!! لم ادرك مرور الوقت على الاطلاق!

"طيب. على البيت يللا."

ابتسمت و أومأت رأسها لى موافقة..

شيئا ما بخصوص ندى دائما ما يجذبنى لها.

لمعة برائتها و النقاء الذى يضخ منها.

خرجت ندى من المكتب و بدأت انا بالدوران لرفع الاوراق و الدفاتر الى اماكنها الصحيحة قبل ان اجلب اشيائى و استعددت للرحيل.

اخذ عقلى يفكر فى ليلى و عن ماهية حالتها فى غيابى. هل سائت ام تحسنت؟!... انا ادرك ان الطريق الذى تأخذنى فيه قدماى ليس طريق باب الخروج، انا اعلم الى اين سينتهى بى هذا الطريق لكن هل اقو على ان امنع نفسى من ان اكفيه مشيا؟! هل اقو على ان اذهب عكس رغبتى فى روؤيتها؟! هل اقو على ان... اذهب الى المنزل و اكمل يومى الرابع دون ان حتى القى عليها نظرة؟!.... هل اقو على...

وجدت نفسي ناظرا فى عينى حارس عنبر ٦٩ ، عنبر ليلى...

"مساء الخير"  حييته مبتسما.

"مساء الخير يا دكتور" رد تحيتى بابتسامة موازية.

"ازايها انهارده؟!" بدأت فى جذب طرف للحديث معه

"كويسة. معتز خرج من عندها الساعة ٧ و نص و قالى انها هتنام، دخلت بصيت عليها من نص ساعة كانت نايمة."

"تمام.. نظام علاجها مع بقية الدكاترة ماشى كويس؟!"

"ايوه ما عدا جلساتها مع حضرتك."

اومأت رأسى انى على علم.

"تمام.."

ظللت واقفا ممسكا نظره بنظرى باحثا فى عقلى عن سبب يمنعنى من الدخول لرؤيتها، او سبب يدفعنى لروئيتها.... تى شئ.. لكن لا شئ على الاطلاق.

اذهب يا خالد انت قادر تماما على ان تبقى بعيدا عنها لمدة اسبوع على الاقل..

" طيب، اشوفك بكرة انشاءالله.. سلام"

" مع السلامة يا دكتور."

و بالفعل تركته و سرت فى اتجاها معاكسا عن اتجاه مكانها... انى سائر بصعوبة شديدة بهذا الثقل فى صدرى... صدرى يؤلمنى جدا. لا اقو على التنفس باستقرار.

استمر فى ان اخبر نفسي انى لن اسمح بما حدث منذ ثلاثة ايام ان يحدث مره اخرى. لن اسمح.. لن. اسمح.

بدأت خطواتى تسرع فى قطع مسافة الطرقة حتى اخرجتنى من الباب. صعق هواء ليل الشتاء صدرى المشتعل فبدأت استنشاق كميات اكبر منه طمعا فى ان يهدأ من روع تنفسى.

بعد ان هدأت انفاسي و دقات قلبى بدأت روؤيتى تزداد وضوحا. سرت بسيارتى عائدا لمنزلى. اريد ان اكون بمفردى.

.

.

.

.

"مساء الخير يا ماما"

"مساء النور يا حبيبى.. حمدالله على سلامتك"

"الله يسلمك."

قلتلها و مضيت باتجاه غرفتى.

"مش هتتعشى يا حبيبى؟"

"لا يا ماما كلت فى الشغل، تصبحى على خير."

كذبت عليها و دخلت غرفتى دون ان انتظر سماع ردها.

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن