الفصل الخامس

748 44 7
                                    

وجهة نظر ليلى:::

من بعد ما دكتور خالد ادانى الاجنده و القلم دول و قالى انى ممكن اكتب و ان محدش هيسالنى كتبت ايه ولا ليه، و انه هو نفسه مش هيطلب منى الاجندة دى تانى و انها هتفضل بتاعتى انا ليا انا و بس. و انا قاعده فى مكانى بتفرج على الاجنده الزرقاء دى و بفكر، هل دى مجرد حيلة منه عشان يدخل جوه دماغى؟ اكيد! انتى لسه هتفكرى! ايوة بس خالد كان مقنع لما قال ان الاجندة دى ليا انا بس، محدش هيشوف انا كتبت ايه ولا ليه. و انتى صدقتيه؟ انتى اتجننتى يا ليلى! لسه! لسه متعلمتيش انك متصدقيش حد غير نفسك، متصدقيش حد غيري انا! محدش هيخاف عليكى ولا هيهمك مصلحتك غيرى! لن يحك جلدك مثل ظفرك يا ليلى! بطلى ثقة هبلة فى الناس، محدش يستاهل.

"اوفففف" نفخت فى الهوا من كتر يؤسي من نفسي البائسة. بقالنا حوالى اربع سنين على الحال ده، انا و نفسي على خلاف دائم. انا مش مجنونة. انا بس اديت فرصة للصوت اللى جوايا انه يبقى مسموع. الصوت ده جوة كل البنى ادمين. كل واحد بيجيله لحظة صراعه مع نفسه. مثلا .... مثلا لما يبقى صايم، ال صوت ده بيظهر و يحاول يقنعه بانه يفطر. او او... او لما الواحد يبقى هيعمل حاجة غلط، الصوت ده بيظهر و يحاول يخليه يرجع عن قراره و يفكره بالنتائج المتعلقة بالقرار ده. الصوت ده مش دايما شرير، بس مش دايما طيب. الصوت ده هو مرايا داخلية لعقل كل واحد فينا. بيتكون من خلال خبرات كل واحد فينا و بيحتد بحدة الخبرات دى. الصوت ده هو انت بس من غير مشاعرك. الصوت ده هو بحدة صوت الضمير بس مجرد من مشاعرك. الصوت ده بيمتد قوته من الاسي اللى انت بتمر بيه. من كتر العقبات اللى الانسان ممكن يقابلها فى طريقة، و يفتكر انها بتكسره. هى فعلا بتكسره، بس بتقوى حاجة تانية جواه. بتقوى الصوت ده. الصوت اللى بيفضل فى الظل جواك لحد اما تيجى اللحظة اللى انت و بكل فيبر فى كيانك بتبقى متاءكد ان مش فاضل فيك حاجة قابلة للكسر اكتر من كده، الصوت ده بيبداء يوضح و يبدأ  يطغو. الصوت ده بيقولك بس كفايه كده، انا همسك كل حاجة من هنا. اقعدى بقى انتى على جنب و اتفرجى.

و من ساعتها و حياتك اتغيرت. مبقتيش البنت الضعيفة اللى اى حد كان بيدوس عليها برجليه و يعدى. انتى بقيتى انتى. انا بقيت مجرمة. بسبب ضعفك و استسلامك لمشاعرك. قلتلك بلاش. دى امى، انتى بتتكلمى فى ايه!! امك؟! امك؟! يا شيخة اميين امك على اللى جابوا امك! امك السبب فى حالتك دى! امك لو كانت فعلا امك كانت سابتك حالك و مقربتش من حياتك. اسكتى. الحق بيوجع مش كده! دى برضو امى. مفيش حد مبيغلطش. انا هفضل اقف جنبها طول عمرى. انتى مصدقة نفسك! ايه.... اه.. انا.. كدابة؟ بس بقى! حقيقى. مفيش فايدة فيكى. خلاصة الموضوع مفيش كتابة فى البتاعة دى. بس... مبسش. مش هنثق فى حد هنا. كده مش هنخرج. نخرج؟ نخرج لمين؟ لايه؟ ايه؟ بالظبط. طب... و خالد!! ماله خالد؟ عايزاه؟ لا انا بس- عاجبك؟! بطلى بقى! ما علينا. لو عيزاه هجيبهولك. اهو، يبقى تسلية لينا فى المدة بتاعتنا هنا. ليلى، بلاش خالد. ده شكله طيب. خالد ده راجل! متنسيش نفسك! انتى قد كده عامية عن نظراته ليكى و لجسمك. كلهم عايزين حاجة واحدة. حاجة واحدة بس. خالد مش كده. ده قلبك المريض اللى بيحاول يقنعك بده. لا. احنا هنقعد هنا فترة طويلة، هنحتاج فيها راجل. و هو كده كده هيموت عليكى. بس بقى. اسكتى اسكتى. كفاية. و اللى يثبتلك؟ بثبتلى ايه. نية خالد الواطية. ..... ارجوكى كفاية. ليلى اوعى تعيطى. اهدى. انا بعمل كدة عشانك، انا و انتى واحد، مصلحتنا واحدة. انا الوحيدة اللى همه انتى. انا انتى.

خدت نفس عميق و بدأت اهدى نفسي. هى معاها حق. ايه اللى حصللى؟ مين خالد ده اصلا. انتى معاكى حق. دايما. صح.

وقت النوم! اها يللا نريح شوية. ماشى.

"ليلى! اصحى يا ليلى. معاد الدوا"

سمعت صوت بينده. فتحت عينى لكن قفلتها تانى بسرعة. النور كان قوى اوى على عينيا اللى لسة مصحيتش من النوم.

"اخخ. الساعة كام" سالت و صوتى تخين من النوم.

"٨:٣٠ بالليل" الصوت رد عليا.

بداءت افتح عينيا واحدة واحدة، و انا بقوم نص قاعده على السرير.
لقيت معتز واقف جنب الترابيزة اللى جنب الحيطة بيصب مية فى الكوباية البلاستك المعفنة بتاعتهم. و بدا يمشى ناحيتى. عنيه مفتوحة، تقدر تقراهم بسهولة. معتز من الشخصيات السهلة. مشافش كتير. مفتوح على الدنيا. معندوش الحاجز اللى ورا عينه زي خالد.

"خدى دول" مد ايده بطبق بلاستك صغير عليه التلات حبيات بتوع الساعة تمانية و نص.
مديت ايدى و خدت الحبيات و بلعتهم بالميه من بعيد من غير ما اخلى الكباية تلمس بوقى. كل حاجة هنا كانت قذرة و مقرفة.

"تمام كده. ارجعى كملى نوم عشان هتصحى بكرة بدرى. دكتور خالد سمح انك تفطرى مع بقيت الحالات فى الصالة و كمان الغدا و العشا كمان لو التزمتى و معملتيش مشاكل."

اخيرا هشوف ناس تانية غير الحيطان دى! ابتسمت ابتسامة من ابتساماتى اللى دايما بتاأكد ان الخبث مغطيها. و سكتت و مردتش.

"برضو مش هتتكلمى يا ليلى؟!" سألنى معتز و صوته ممزوج بيأس على امل على حنية و طيبة فكرتنى بصوت ابراهيم اخويا لما كان يجرى يتطمن عليا لما كنت بقع من على العجلة.
ثبتت نفس الابتسامة على وشى عشان مشاعرى متخونيش ز تظهر على ملامحى و برضو مردتش.

"طيب... تصبحى على خير." و خرج و قفل الباب بعد ما طفى النور.

اقعدت شوية فى السرير. عارفين لما يبقى جسمكوا من جوه واجعكوا. انا اه محدش ضربنى من يوم ما اتقبض عليا. بس... جسمى من جوه واجعنى و حاسه ببرد. مهما اتكلفتت فى البطانية الصوف الخشنة دى ببقى لسه بردانه. عينيا بتحرقنى من شوقها ان الدموع تغسلها بس عقلى عنيد ابن كلب، رافض يؤمر الدموع انها تنزل.

"ااااااااااااااااه" تاؤهت بتنهيدة عميقة و سبت نفسى للنوم ياخدنى من العالم ده و انا بتمنى انه ميجيش اللحظة اللى اصحى فيها..... انا مش جاهزة انى اقابل ربنا. هقابله باى وش. انا ارخص من انى حتى اموت. حتى الموت. انا مستحقهوش.
انا مستحقش حتى الموت.
_____________________________

فصل قصير. اللى جاى اطول. محتاجة ٥ اصوات على الفصل ده او ٢٠ صوت على القصة كلها. ال قصة دلوقتى عليها ١٤ صوت. لو اتنين تلاته منكو رجعول صوتوا على الفصول اللى فاتت هتوصلوا بسرعة..
متنسوش راءيكوا و تواقعاتكوا.

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن