الفصل الواحد و العشريين

141 4 0
                                    

#وجهة_نظر_خالد

"المرحلة الرابعة من اطول المراحل التي يمر بها الانسان. ممكن يعيش ما تبقي من عمره فيها مع اختلاف نوع المخدر الذي من الممكن ان يلجأ لها. ف البعض قد يلجأ للدين او للجنس او المكيفات بانواعها المختلفة.. عندما يستقر الانسان علي لهاية مخدرة بغض النظر عن نوعها يبدأ عقله في الدخول في مرحلة نكران تامة عن طريق اقناع لاوعيه لنفسه ان الوضع الحالي لا مفر منه و علينا ان نتعامل معه كما هو لا ان نغيره. ثم ياتي المجتمع من حولك ليبدأ بتثبيت المسامير الاخيرة في نعش اي امل تبقي داخلك مرددين نفس افكار لاوعيك بكل الصياغات و الدباغات المحتلفة. لكن كل هذة المخدرات اللاهية تولد مشاعر مؤقتة نلهي بها انفسنا عن وقع الالم الساكن بين ضلوعنا نتيجة لخسارة تعيقنا من التقدم منها..

دعوني اخبركم بنظرية توصلت لها... هناك تناسب عكسي بين قوة الملهيات و صدي شعورنا بالألم في نفوسنا. اي ان كلما كانت عوامل الالهاء الخارجية او الداخلية ذات صوت و واقع تأثير علي حيواتنا اعلي كلما تناسينا ما يؤلمنا.

لذا -عزيزي القارئ- عادة ما كانت اوقات استشعارنا بالالم الساكن في نفوسنا تكون الاوقات اللتي نكون فيها غير مقترنين باللاهية حاصتنا. او في كلمات اخري, كأي مدمن... حين يبتعد عن ادمانه و يبدأ رشده يتسلل اليه و يعي جحافة وضعه. تتساقط دفاعاته الخاوية واحدا تلو الاخر... و يبدأ يأن من سماع نحيب روحه المتألمة بين ضلوع صدره. ذاك النحيب الذي يقو صوته مع كل ثانية مستحوذا فيها علي انتباه وعينا ليتحول من صدي نحيب خافت في اعماقك الي صفير اعصار مدمر حاد الحواف ليعيد فتح كل جروح روحك المضمدة ... لينذرني عقلي انني بحاجة الي جرعة من مخدري اقوي من سابقتها... لتظر لاهيتي فور التفكير بها كرة اخرة ليتشتت بها انتباه وعيي مرة اخري و تأخذ حدة المي في التضائل مع بقائة في الخلفيةاحداث يومك المملة كأسدا مكبل و منتظرا بلا صبر علي ان يتحصل علي مرة اخري. ذاك الاسد اللذي يقتات علي القليل من الالاهتمام الذي يواليه له وعيك في صورة اسألة مثل "هل ما زلت متعلقا به/ا؟"او "متي ستشفي روحي من هذا الندب القبيح؟" ليدخلك وعيك بعدها بدوامة "هل هذا الندب حقا قبيح؟" و " هل انا اريد فعلا ان انسي هذا الندب؟" و لهذا –عزيزي العزيز- المرحلة الرابعة هي اطول مراحل التي يمر يها الانسان ليتخطي ازمة جرحت روحه. قد يعيشها الالنسان كالدوامة الي اخر عمره دون ان يعرف ان هناك مراحل اخري تنتظره...

اغلقت شاشة حاسوبي المحمول و نظرت للساعة لأري عقارب الساعة تغازل الواحدة بعد منتصف الليل. امسكت هاتفي لأتصل بندي اعلم ان الوقت متأخر لكني اردت سماع صوتها. اردت ان اقنع نفسي ان الكتاب الذي اكتبه هو مجرد كتاب و ليس اكتر. و انني بالفعل اكن مشاعر لهذه الفتاة الجميلة التي تحبني من اعماق قلبها. و هي ليست مجرد لهاية لي..

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن