Chapter 28 || أصل الحكاية المفقود

ابدأ من البداية
                                    

" لا تقلقِ أنغراسيا لا نحن سنتأخر و لا أبي بالأصل سيلاحظ غيابنا و إن فعل لن يؤثر بتاتاً به. "

" مالذي تقولينه بالطبع سيحزن منا، هذا اليوم  لا يأتي  إلا بالسنة مرة واحدة و أنا لا أوّد التفريط به ."

" أوه حقاً؟"

سألتها بسخرية و أعينيها مثبتةٌ على خلفِها، لتستدير هي الأخرى بعد أن وصل مسامعها همسات.

وجدت والدها يقف بنهاية الرواق قرب الدرج، يحتضن تحت ذراعه الأيمن فتاة مراهقة، و الإبتسامة تعلو وجهَيْهِما

" حتى بذِكرى وفاة مَلكته السنوية لم يتنازل و يتذكرنا، فقط إبنته ثم إبنته و من بعدها الطوفان ."

أكملت ميُو - كما لقّبتها شقيقتها -  كلامها مع نفسها عندما وجدت شقيقتها الصغرى تتجه نحوهما و تحتل كتف والدها الثاني ، لتكمل سيرها و هي تتجاهلهم بينما تتمتم بين شفتيها.

              ⚛️___________________⚛️

كانت تجلس  بمفردها داخل الغرفة  على طرف سريرها، محنية الرأسِ تنظر لكفَّي يديها المتوضعتين فوق رُكبتَيها.

كانوا قد عادوا قبل نصف ساعة من الان ، فبمجرّد أن خرجوا من ذلك الكوخ وجدوا أنفسهم على مقربة من الطريق السيّار الذي ركن به جاكسون السيّارة.

إستدارت تنظر لحقيبة يدها بلون الخَيْشُ الغامق المرمية بإهمالٍ فوق الأرضية بالركنة،  لم تلبث طويلا إلى أن جذبتها نحوها بيدٍ مرتعشة ، فتحتها تحرّر ما بداخلها على سطح السرير لترى غايتها.

أخذت ذلك المجلد الذي تبيّن لها أنه دفتر مذكراتٍ  بيدها و هي تتجه نحو الباب، إلا أنه بلحظةٍ فُتِح و ظهرت من ورائه صاحبة الشعر البلاتيني.

" تالا العشاء جاهز هيا."

أعلمتها تنتظر إجابتها، لتتنهد ثم تجيبها بعد أن وضعت الدفتر خفية على المنضدة بجانبها.

" هيا إذا، أنا قادمة."

خرجت معها ناحَ طاولة الأكل المرصوصة لتشاركهم بوجبة الطعام التي و لأول مرة تحس أنها تأدية واجبٍ لا أكثر، فلم تكن على طبيعتها المعهودة.

لم تشارك تشايونغ بمضايقاتها لغرينها الأشقر، لم تضحك و تعلق على نكات جاكسون و مدى شغفه بالأكل، لم تجلس مع عريض المنكبين و تحضر معه الأكل وسط نصائحه و وصفاته، لم تجالس نامجون و تثرثر معه حول الكتب و الثقافات أو حتى عمله، و الأهم باتت ترى الشخص الوحيد الذي عرفته طيلة سنواتها الواحد و العشرين كمن يتكتم على أمرٍ ورائه خبايا، غيرتها كل الأمور السابقة و ما مرت به نعم، لكن لعل اليوم كانت القشة التي كسرت ظهر البعير، إذًا ستضع حدًا و تتوضح الليلة كل المبهمات.

" جورجي ناوليني طبق المقبلات من أمامك إن كنتِ لا تريدينه."

أفاقت من غيبوبتها الواعية على حديث جاكسون الذي تلاه صرخته المتألمة.

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن