Chapter 15 ||...إحتمال ، إحتمالان

301 40 39
                                    

« في إبتسامة و دمعة، في نظرة و شهقة، في علمٍ و غفلة، تكمن تفاصيل قصةٍ بدءت بكوب قهوة و إنتهت بِقدحٍ فارغ...»

____________________________________


" لا زلت لا أصدق أنهم كانوا على وشك القبض علينا" علّقت لوسيتا بينما ترمي نفسها إلى السرير بجانب نيكول.

" صدقيني و لا أنا، لكن كيف تمكنوا من الوصول إلينا لقد حرصت على عدم ترك أي أثر بعد كل مهمة" إسترسلت معها نيكول بالحديث ليعم الصمت ما أن أنهت سوى من أنفاسهم العالية.

لولا تلك الطلقة من مسدس لوسيتا لما تمكنّ من الهروب بآخر لحظة، فندّهم حقا كان لا يستهان به و بعد وصول الدعم كان سيزيد الوضع سوءاً لولا السرعة التي إستخدمنها في الإنتقال .

" لا يهم ما حدث " أردفت أغنيس بجفاف لتجذب إنتباه الفتاتين إليها" لا زلت أتذكر أن البوصلة توهجت، و بقوة أيضا حتى أن حرارتها زادت".

" صحيح أنا أيضا كنت على وشك ذكر الأمر ، ذلك المكان فعلا به شيء مريب أولا الرسم ثم تلك الكتابة و الآن توهج البوصلة، يجب أن نتحرى حوله بأقرب وقت". ختمت ذات العينين الخضراوتين آخر كلامتها لتسمع  صديقتها من الجهة المقابلة لها.

" أعلم لذلك يجب أن نعود مرة أخرى لكن بعد أن تهدء الأوضاع قليلا " صمتت لبرهة قبل أن تكمل ما يختلجهن " أتمنى فقط أن لا نضيع ثانية بدوامة جديدة ".

         ؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞؞

غابت شمس هذا اليوم، و أظلمت قلب اليونان بما طوت سُوَيْعاتها الأخيرة من أحداث، أحداث إن لم تكن أبعدت الغمامة عن الحقيقة، فهي زادت سماء البحث أمثالها و أمثالها.

فُتِح باب إحدى غرف الطابق الرابع بالمستشفى المركزي لأثينا، لتلج منه تلك الممرضة الأبيض الذي يغدق العين قبل الروح، و إبتسامتها التي تحيي منابِتَ الأمل بفاقده.

" مساء الخير، أرى أنك قد أفقتِ من التخدير  كيف حالك الآن؟ " تحدثت مظهرةً البحة التي تسود صوتها و لم تزدها سوى ملائكيةً.

" أهلا بك" أجابتها الشابة بخفوت من موضعها فوق السرير ذي الملاءة الوردية لتنهي بنبرة خافتة يطغاها التعب  " فقط بعض الدوار الذي يعصف من حين إلى آخر  ".

" لا عليك إنها التأثيرات الجانبية للمخدر لا شيء خطير ربما لعدم تعود جسدك عليه"

أعلمتها بينما تفرغ حقنة ما بكيس المصل لتستفسر سوداء الشعر ثانيةً
" هل ستطول المدة لأنه بصراحة يصاحبني بعض الغثيان و لا يمكنني التحمل أكثر "

عَذْرَاء بيُوتْيآ  ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن