الفصل الثالث عشر.

ابدأ من البداية
                                    

هل سيتسائل الى اين ذهبت؟

هل سيبحث عنى احد على الاطلاق؟

.

.

.

هل سأرى خالد ابدا مجددا؟!

.

.

.

نشلنى صوت تشغيل عادل للسيارة و بدأنا السير.

مرت ساعات و ساعات و لم يغمض لى جفن. لقد تغيبت عن منزلهم لمدة... حوالى ٥ اشهر. لم اشعر خلال الاشهر الخمسة تلك بثانية من القلق و عدم استقرار الاعصاب الذى كنت دائمة العيش بهم و انا معهم.

اخذ عقلى فى التفكير فى كل شئ، تذكر كل ما مررت به، استرجاع كل الوجوه التى قابلتها فى حياتى.

فكرت فى والدى، اخى، طنط نيرة.

هل يتذكرونى على الاطلاق؟

ان كانوا يتذكرونى ابدا، ترى ما الذى يقولوه عنى؟!

هل ما زال ابراهيم يظن بى خيرا؟ ما الذى قاله عندما علم بأمر.... الجريمة؟ ما الذى قاله والدى؟ هل علم الجيران؟ هل اعطوا عائلتى وقتا صعبا و اهانوهم بسبب فعلتى؟!

"لعلمك، ماما كانت ****** اصلا. لولا ان اسمها امى كنت انا اللى قتلتها من زمان."

سمعت بعض من مشاعر، لا اعلم ما هى لكنها الى حد ما حزينة.

"بس خليكى فاكرة ان رقبة امك لسة تحت رجلى. و هى معادتش المفضلة عند ابويا. انا اصلا مش عارفة ليه لسه باقى عليها. فى احسنلك تفكرى قبل ما تتصرفى"

تغيرت نبرة صوتها التى حملت شعرة انكسار فيه منذ اقل من دقيقة الى نبرة مهددة تحمل كميات من القوة و السيطرة و التحكم بمصائر الغير.

لم ارد عليها. افكارى عن عائلتى و ما مروا به بسببى جعلتنى لا اقو على التفكير بالرد المناسب.

بعد مرور وقت ليس بقليل بدأت ملامح القرية التى بها المنزل تظهر و بدأت اتعرف على الشوارع و المنازل التى نمر بها فى الطريق.

كلما اقتربنا من المنزل كلما ازدادت ضربات قلبى.

هل امى بالمنزل؟

اذا كانت كذلك، ترى كيف حالتها؟

هل تنتظرنى ام وجودى لا يختلف عن عدمه؟

"ليلى.. ليلى؟"

رفعت نظرى لوجه عادل و على وجهى نظرة استفهام؟

"لقد وصلنا."

أومأت رأسى و انا احارب العلقم الذى صعد الى حلقى من شدة التوتر. فتحت باب السيارة و نزلت عنها و سرت باتجاه باب المنزل و عقلى يعيد امام عيناى كل ذكرى لى كانت على باب هذا المنزل. المنزل خارجيا كانت حالته مهترئة و شكله دلئما ما اوحى بأنه مهجورا. لم يعرف الكثير بأن الشيطان بذاته ساكنا لهذا المنزل.

لن يتكرر ما حدث لنا مجددا. لن اسمح بهذا...

"اهلا اهلا اهلا"

سمعت صوت ارتطام قلبى بالارض تحت قدمى خوفا بعد ان رن صوت تحيته فى اذنى. نظرت حولى لأتأكد ان احدا لم يلاحظ ما كان يحدث بداخلى من نتائج رعبى الذى دعيت فى سرى الا يكون ظاهرا.

رفعت نظرى لأراه واقفا ممشوقا. نفس الجسم العريض، الشعر الاسود الداكن، الابتسامة المتعجرفة ذاتها، و عيناه الزرقاء ذاتها...

شعرت ببرد تحت نظرته، هو الوحيد الذى استطاع ان يرانى حقا. هو الوحيد الذى يتمكن من رؤية ما خلف دفاعاتى. لأنه كان السبب فى ان اقيمها فى بادئ الامر.

"ازيك يا لولة؟"

سألنى هانى. زوج امى.

"احسن منك."

رديت عليه ببرود لتكبر ابتسامته الخبيثة.. انا بالفعل ادين له بكل ما تعلمته من خبث و تحكم شرير فى الذات.

دفعته للجنب بكتفى و مررت لأدخل المنزل.

"قلتلك ملهاش لزمة. لسه زى ما هى و متهدتش. مش عارف ليه الاصرار انها ترجع."

سمعت ملك تتذمر لوالدها و قهقهة عادل الخفيفة على كلامها.

دخلت المنزل متأملة ما به من تغيرات خفيفة الى ان تجمد الدم فى عروقى إثر رؤيتى لجسمها ممددا على الكنبة فى ثبات.

"كانت اعصابها على نار فاضطريت انى اديها حقنة.... تهديها على ما توصلوا."

سمعت صوته يهمس فى اذنى.

_______________________________________

ده الفصل اللى كان معاده يوم الجمعة.

بكرة بليل فصل جديد انشاءالله

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن