آلَــشّـآمِي

_10_

          جاء الغد و جلسنا أنا و جدتي بإنتظاره .. جاء بعد الظهيرة و أخبرنا بموافقته و أنه أخبر أمه بذلك و وافقت هي أيضا بسعادة و طلب منها إقناع أبيه بالأمر .. و زغردت جدتي بصوت مدو حتى إختفى صوتها ثوان .. و ضحك جود بينما ظللت أراقبهما غير مصدقة للذي يحدث أمامي الآن .. و جلست جدتي و أخيرا بعد تهليلها ..

"لم يبقى سوى إقناع والديك و سيمضي الأمر بسلام " قالت جدتي و هي تربت على شعري و شعره بفخر .. و نهضت لتذهب إلى المطبخ .. بقي جود ينظر إلي بإبتسامة خبيثة و كنت أحدق به بعدم فهم ..

"السنكوحة القصيرة أم ذقن مثقوب رح تصير مرتي " قال و هو ينكز ذراعي بسبابته

"و مين قال أنو أنا موافقة " قلت له بشر

"أكيد رح توافقي لأنو ما رح تلاقي حدا بجمالي و بيفهمك متلي" قال بنرجسيته المعتادة و بدأت بندب وجهي بأظافري من شدة نرجسيته ..

"ما تسلخي وشك بأظافرك يا سنكوحة بدي مرتي تكون حلوة ما تشوهيلها وشها الله يرضى عليك "

"مو كأنو عشت الجو كتير ! " قلت بإستهزاء

"لازم عيش الجو بكل حذافيرو مريوم " قال بفخر و قد قلبت عيناي بملل ، أزال خاتمه الفضي من خنصره و أدخله ببنصر يدي اليسرى و وقف يزغرد بصوت مبحوح

"أعطونا عروستناا يا دار الأمير .. اعطونا عروستنا نلبسها حرير "

بدأ بالغناء و رقص الدبكة أمامي بينما أريد كتم ضحكتي التي تعالت كلما رقص أكثر

" يجب عليك تعليمي هذه الاغنية " قالت جدتي و هي تطل علينا برأسها من باب المطبخ ضاحكة ليجلس جود بسرعة محاولا إسترجاع وجهه الجدي الذي كساه إحمرار طفيف من الخجل

" كأنو خجلت ! " قلت بسخرية ، أمال رأسه بحركة سريعة ليصطدم برأسي بقوة ، أمسكت برأسي بالم بينما أرمقه بغضب

" ما بتعرف أنو راسك مثل الحيط و عم تضرب فيه الناس كمان "

" لازملك تتعودي عهالشي " قال بغرور

       إختفى جود بعد ذلك اليوم لأسبوع كامل لكنننا كنا نتحدث بالرسائل أخبرني أن أمه لم تخبر أباه بعد و لم يخبرني السبب لأنني لم أظن أصلا أنه يوجد سبب لهذا ، كنا نتكلم بحرية أكبر خلال هاته الأيام ، إستغربت الأمر في الأيام الأولى لكنني إعتدت بعد ذلك ، لم تخبر جدتي عائلتي بالأمر بعد لأنها كانت تريد أخذ موافقة والد جود أولا ثم تشرع بتمهيد الطريق لوالداي لكن موضوع والد جود طال جدا .. تبين بعد ذلك أن والد جود كان يعمل خارج البلاد و قالت أم جود أنه سيعود بعد شهر من الآن و لم ترد الإنتظار أكثر فأخبرت جود أنها متأكدة من موافقة أبيه على الأمر لذا قررنا المضي في الأمر ..