الأجدب زعلان _3_

53 7 17
                                    

             - منذ ذلك اليوم و نحن نلتقي دائما عند عتبة باب أحد منازلنا و نتحدث عن كل شيء           يخطر ببالنا .. نتبادل الهموم .. نتجادل في أغلب الأحيان .. بالرغم من ذلك الفرق بين أعمارنا ..

    كان قد نجح في تكوين صداقات مع فتيان الحي لكنه دائما يخصص وقتا للجلوس و الدردشة معي و  أحيانا يعلمني ألعابا من بلده قد تعلمها في صغره ، و هذا كان يسعدني كثيرا ...

            إنطلقت الفترة الدراسية و كنا نذهب مع بعض بنفس الطريق و نفترق عند وصولي إلى مدرستي بينما هو يكمل طريقه إلى مدرسته التي تبعد نصف كيلومتر عن خاصتي .. و كنت أنتظره عند خروجي و نرجع مع بعض أيضا ...

و كنت دائما أسأله عن سبب عدم ذهابه و إيابه مع أصدقائه في الحي فيجيبني أنه يفضل الذهاب معي ..

لكن هذا لم يستمر كثيرا ، بسبب تدخل أصدقائه و صديقاتي أصبح كلانا يذهب في طريقه الخاص مع رفاقه ...

           كانت علاقتي به جد رائعة و كنت دائما أحس بالراحة عند حديثنا معا و كان كلانا يتصرف بحرية مطلقة ، هذه الحرية التي لم أكن لأجدها مع صديقاتي الأخريات ..

كنا قد كبرنا على ذلك الحال ،

          - بلغت من عمري خمسة عشر ربيعا أدرس عامي الأول من الثانوية و قد بدأت في ذلك الوقت بتعلم الرسم الرقمي لتطوير مهاراتي أكثر .. وجدت به صعوبة كبيرة بالمرة الأولى و قررت الإستسلام بعد ذلك مقنعة نفسي أنه إن كان خيرا لي لتعلمته بسرعة .. لكن عائلتي و  جود لم يستسلما و ظلا يرفعان من معنوياتي و ينصحانني ألا أفقد الأمل و أن أحاول مرة تلو الأخرى حتى أنجح ..

    أصبح جود ذو التاسعة عشر عاما طالب علم نفس متفوقا في الجامعة ، و كان يطبق معظم دروسه علي ... من قراءة لغة جسدي و توقع تصرفاتي و تحليل شخصيتي ، كان هذا يضايقني كثيرا ،بينما كان هو يجد متعته التامة بإثارة غضبي ..

      - بعد جدال طويل دام عدة دقائق ..

"خليني خبرك شو صاير بنفسيتك"  قال و هو يعدل جلسته ملتفتا لي بكامل جسده

"خليني أنا خبرك شو صاير بنفسيتي الزفت .. في زلمة شامي أجدب قاعد جنبي عامل حالو بيتفلسف علي"  قلت بنفاذ صبر

"لأ مو هيك .. نفسيتك زفت لأنو صايرلنا يومين ما حكينا مع بعض..بعرف كربوجتي مشتقاتلي كتير" قال ضاحكا و هو ينكز ذراعي بمرفقه

"ييييي خيو الشامي شو ذكي و مهضوم" قلت بسخرية بينما هو غض سمعه عن كلمة الشامي التي قصدت بها إثارة غضبه و بقي يضحك على لهجتي التي كان قد علمني إياها و قررت التحدث بها معه ليشعر بأريحية أكثر ، بينما كان متقنا للهجتي بعد مرور الخمس سنوات   الماضية ..

آلَــشّـآمِيWhere stories live. Discover now