مشاكل _7_

49 6 18
                                    

- بعد شهرين ..

يوم ماطر و السحاب يأبى الإفراج عن الشمس ..

جلست عند نافذة المنزل محاطة بكومة من المناديل الورقية أحاول رسم هذا المنظر الكئيب مثل حالتي الآن .. فأنا مصابة بالزكام ، الحمى و كل أعضائي تؤلمني .. لكني قررت الذهاب إلى السرير و الإستسلام لحالتي ..

و ما أن بدأ ذلك النعاس الجميل يداعب عيناي ..

وقفت بفزع إثر سماعي لزغاريد متتالية في الشارع ..

ذهبت ركضا لأرى من الشباك سبب هاته الزغاريد المدوية..

حتى وجدت نفسي داخل دوامة من المشاعر المختلطة ، تارة دموع فرح و دموع مرض و دموع حنين ... و تارة أخرى ضحكة فرح و نصر لتقبل الله دعواتي الدائمة و إرجاعه بسلام لنا بعد هذا الغياب الطويل ..

و نزلت ذلك الدرج بعد تعثري بمنتصفه و سقوطي و دحرجتي عليه و لم أحس بالألم في تلك اللحظة ..خرجت و وجدت الجيران قد تجمعوا حوله و النساء من بينهن أمي يزغردن و يرحبن به بحرارة ، و لم يكن بوسعي سوى رؤية ظهره و هو يعانق أمه و أبيه ..

إزداد طولا عما كان عليه و قد إزداد كتفاه عرضا و قد بدأ شعره بالنمو قليلا لأنهم يفرضون عليهم حلق رؤوسهم ..

في تلك اللحظة لم تصدق عيناي ما رأته فهذه ليست خلفية جود المألوفة ..

و هل عام واحد كفيل بتغيير فتى بمرحلة الشباب إلى رجل طويل عريض هكذا ..

هو فقط في العشرين من عمره الآن إذن لماذا يبدو لي هكذا بحق الله ..
ربما قد أخذ جملته "بلكي ما رح تعرفيني لما إرجع" على محمل الجد ..

أريد رؤية وجهه ، لكنه لم يلتفت للوراء و دخل لمنزله يتبعه ذلك الحشد من الجيران و أصدقائه.. و الكل يهلل ورائه ،

قررت الذهاب للمنزل و الرجوع بوقت آخر حتى يتسنى لي رؤيته بهدوء ..

بالرغم من إشتياقي الكبير له إلا أني فعلت ذلك ..

و إستلقيت على سريري لآخذ قسطا من الراحة لكن الأفكار لم تسمح لي ، بالإضافة لفوضى الجيران و بقيت أتأمل السقف عدة دقائق قبل أن أغط بنوم عميق ..

لم أستطع رؤيته بهذا اليوم فعند ذهابي لمنزله أخبروني أنه نائم ..

في اليوم التالي بعد الظهيرة خرجت لأستنشق بعض الهواء بالشارع و لكي أغير جو المرض الذي كنت أعيشه ،تجولت بجانب المنزل قليلا ثم رجعت ..

عندما وقفت أمام الباب باحثة عن مفاتيحي ، إذ به يفتح ... و يقابلني رجل طويل القامة عريض الكتفين .. عضلاته تبرز من ذلك القميص الصوفي الذي كان يرتديه ، تغطي ذقنه لحية خفيفة قد زادت من غمازتيه جمالا ..

وقفت أتأمله ببلاهة و قد لاحظت به عيونا مألوفة و بقيت على تلك الحال لأتأكد إن كان هو الشخص الذي خطر ببالي أم لا ..
"شو مريوم كأنو نسيتي مين أنا " قال و قد أمال برأسه مبتسما بسعادة ..

آلَــشّـآمِيWhere stories live. Discover now